عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2020

الخطة متعددة السنين - بقلم: غيورا آيلند

 

يديعوت أحرنوت
 
عرض رئيس الاركان الخميس الماضي الخطة متعددة السنين الجديدة على الضابطية العليا، الاعلام، وزير الدفاع ورئيس الوزراء. وفضلا عن حقيقة أنه من اجل اقرارها ينبغي اقرار الميزانية، وليس واضحا كيف تنطوي في ضوء الارتفاع اللازم في ميزانية الجيش، انعدام اليقين السياسي واعلانات السياسيين عن التزامات بشؤون اخرى، كالصحة مثلا، يمكن الاشارة الى البشرى التي تتضمنها من جهة والى المخاطر التي توجد فيها من جهة اخرى.
ان هدف الخطة هو تحقيق الحسم الاستراتيجي على الاقل في مواجهة الاعداء الفوريين: حزب الله في لبنان وحماس في غزة. وسيتحقق الحسم اذا ما كانت الضربة لقدراتهم على قدر من الشدة والقصر في الزمن بحيث لا يتمكنون من العودة الى الوضع الحالي، فيضطرون على الاقل الى الارتداع عن المواجهة المتكررة على مدى سنوات طويلة، بل وربما يهجرون تماما الاستراتيجية التي بنوها. تحقيق هذه الاهداف وغيرها من الاهداف في ساحات اخرى – كسورية وايران – يستوجب الاخذ بثلاثة مخاطر.
الخطر الاول يتعلق بالتوتر الذي بين الجاهزية القصوى والحرب هنا والآن وبين الاستثمار في قدرات مستقبلية. تستند الخطة الى فرضية ضمنية بأن احتمال الحرب في الجبهة الشمالية في العام 2020 متدن نسبيا، وبالتالي من الافضل توجيه المقدرات بقدرات اكثر تطورا في السنوات القريبة القادمة في ظل التنازل المحسوب عن رفع الجاهزية الحالية الى مداها الاقصى.
الخطر الثاني يتعلق بالتوازن الذي بين الاستثمار في الهجوم مقابل الاهتمام بالدفاع. فالاستثمار في الهجوم يقوم على اساس الرغبة في استغلال تفوقنا النسبي على العدو وزيادته الى الحد الاقصى، مما يضطر العدو الى الاستثمار في الدفاع اكثر وفي الهجوم أقل. اما النهج المعاكس، الدفاعي، فيحلل نقاط الضغط لدينا ويستثمر اكثر في تقليصها. مثلما في المسألة السابقة، يدور الحديث عن الحاجة الى ايجاد نقطة التوازن الصحيحة. هنا أيضا، الخطة الجديدة تعبر عن أخذ مخاطرة محسوبة لتفضيل الهجوم على الدفاع.
الخطر الثالث يتناول التوتر الذي بين مبدأين حربيين: مبدأ “استنفاد القوة”، الذي معناه استغلال بالحد الاقصى لكل امكانياتنا العسكرية الكامنة، مقابل مبدأ “البساطة”، الذي يشدد ضمن امور اخرى على استقلالية كل وحدة في جبهتها ومهمتها دون تعلق او مع تعلق كبير بالمساعدة من القيادة التي فوقها.
الخطة الجديدة للجيش تفضل “استنفاد القوة”، والامر يجد تعبيره أساسا بخلق اتصال ناجع في الزمن الحقيقي بين محافل الاستخبارات لكل المستويات، الى جانب القدرة على تفعيل نار دقيقة، وكذا وسائل اخرى، مثل السايبر والقتال الالكتروني. وينبع الخطر من مجرد حقيقة ُان الحرب تتميز ايضا بانعدام يقين عالٍ وبجهد العدو لتشويش قدراتنا، واستناد أكبر الى تدفق المعلومات ووسائل خداع عالية الى مستويات متدنية من شأنه أن يؤدي الى المس بالنجاعة بسبب تشويش ذاك الاتصال او المس بالمستوى النفسي. فقائد كتيبة يتدرب على الحصول على معلومات كثيرة ومساعدة كثيرة من سلاح الجو او من مستويات القيادة العليا، من شأنه أن يجد صعوبة في اداء مهامه عندما يلزمه الواقع بأن يعمل وفقا لفريضة “هذا هو الموجود ومع هذا سننتصر”.
خطة كوخافي لم تقر بعد من الكابينت، وفضلا عن مسألة الميزانية كنت سأوصي من سيقرونها ان يفحصوا اساسا شيئا واحدا: اذا كانت نقطة التوازن بين التوترات التي عرضت في المواضيع الثلاثة هي الاصح. من اجل عمل ذلك، سيكون الكابينت مطالبا بأن يوظف بضعة ايام، وليس بضع ساعات، في هذه الموضوع المصيري.