عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Dec-2024

حصاد إسرائيلي يأتي بعد الربيع العربي*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

للتاريخ البشري دورات؛ وأحيانا لا تفهم كيف ينهار النظام القوي المستقر بلا سبب مباشر منظور، وإن كنا اعتبرنا موجة الفوضى والرفض وفقدان الأمن في بعض الدول العربية قبل سنوات (ربيع عربي)، حالة من هذه الحتمية التي تأتي بلا أسباب مباشرة، فاحتمال عودتها اليوم كبير، ولن نتحدث عن الغيبيات وإرادة الله، وحكمته، بل نتحدث عما نشاهده ونفهمه على الرغم من تواضع نظرتنا وقصرها، مقارنة بحكم خالق البشر وقضائه وقدره المحتوم.
 
سوريا؛ التي تمنينا أن لا تتقسم وتسقط، اشترت كل الوقت الممكن لكنها لم تستثمره في شيء، ولو قامت مرة واحدة بالدفاع عن نفسها ضد العربدة الإسرائيلية لاختلف الأمر.
 
حتى اليوم والساحة مشتعلة بحرب إبادة لم يعرف التاريخ لها مثيلا، تتقوقع سوريا وكأنها في حالة تعطل.
 
كان وما زال الأمر متوقعا، أن تستغل المعارضة السورية وميليشياتها هذه الحالة من البيات السوري الطويل، وتفعل ما يمكنها، بناء على حساباتها التي لا تسيطر عليها فعلا ولا تتحكم بها، فهي معارضات ممتدة من قوى ودول، تعمل بالقطعة، ولا يهمها فعلا لا استقلال ولا حرية ولا سيادة سوريا، إنما هي معارضة وجدت لشؤون ميدانية يومية، ولا تشغل بالها في ما بعد تحقق هدفها وهو الإطاحة بالنظام السوري، وتفكيك سوريا وتجزئتها.. هل حقا يوجد معارضة في سوريا تفكر في مثل هذا اليوم الافتراضي؟ وهل يمكن أن نتخيل أن قوة في سوريا تملأ مكان النظام السوري القائم، ويمكنها أن تتعايش مع هذه الحرائق؟!
 
كل القوى الاستعمارية والناشئة والمحترفة والاستعراضية، وتجار الحروب، تعاونوا بل قل تعاملوا مع الأحداث في سوريا، وتم فتح سوق كبيرة للجريمة والعمالة وتجارة الدم والأوطان، ولم ينجحوا، ولم يفشلوا كذلك، لكن السؤال اليوم وبعيدا عن تلك الحتمية الإلهية في زوال قوى الظلم والتخلف والاستبداد، ترى لماذا اندلعت الحرب من جديد بين المعارضة والنظام في هذا التوقيت، وما النتيجة التي نتوقعها في النهاية؟
 
هل يتخيل أحد ما شكل سوريا بلا نظام الأسد؟!
 
الهدف القديم الذي من أجله تم صناعة الثورة في سوريا أصبح وشيك التحقق، وكما شاهدنا أمس الأول، كيف سقطت مدن واراض في سوريا في قبضة الميليشيات، بلا مقدمات منطقية، هكذا بالضبط سيكون شكل ووقت سقوط البلدان والدول وخرابها وانتشار الفوضى فيها، فلا جهة أو قوة محلية جاهزة لفرض أي أمن، او قانون، ولا جهة تعمل بعيدا عن التنسيق مع المجرمين الاسرائيليين يمكنه أن يفعل شيئا، إلا بالتخطيط والاتفاق مع اسرائيل، فتبديد أمن واستقرار سوريا «النسبي» أصبح استحقاقا مطلوبا، وحصادا وفيرا سيأتي ويعزز مخزون الإجرام الصهيوني، دون كلفة يدفعها، بل كهدية إضافية على صمت العالم عن جرائمه المستمرة.
 
ما هي استعداداتنا وحساباتنا ودورنا في الأردن في مثل هذا الحدث والموقف؟
 
وهل ما زلنا على حذرنا بحفظ أمن حدودنا واستقرار بلدنا؟
 
نسأل هذا السؤال ونريد جوابه من حكومتنا، فالذي يحدث في سوريا لا يقل أهمية وتأثيرا علينا عما يحدث في فلسطين.
 
ربما انتهى ذلك الربيع واصبحنا في موسم الحصاد، لكن من سيحصد وينال المحصول الأوفر فعلا؟