عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Sep-2020

كيف نشكل قائمة انتخابية!*د. عامر بني عامر

 الدستور

اعتمد الأردن نظام القوائم النسبية المفتوحة عام 2016، وجرت الانتخابات الماضية وفقه، وعلى عجل ولم يدرك معظم المرشحين الوعي الكامل لأهمية تشكيل قائمته الانتخابية وطرق استقطاب المترشحين والمترشحات، آنذاك، لذا حصلت مفاجآت واخفاقات بسبب عدم الفهم الصحيح لآليات احتساب الربح والخسارة وعدم الفهم لآلية تشكيل القوائم، حيث فازت بعض السيدات النواب خارج الكوتا بمقاعد التنافس المباشر بسبب صراع الرجال داخل القائمة ولاعتقاد كثير منهم بأن السيدة تتنافس على معقد الكوتا فقط وبسبب هذا الصراع فازت سيدات بمقعد مخصص للتنافس المباشر.
في انتخابات 2020، زادت معرفة وفهم المترشحون بشكل أعمق في مفاصل القانون ولهذا نجد أن معظم مناطق المملكة لم تستطع لغاية هذه اللحظة تشكيل قوائم انتخابية بالرغم من وجود حوالي 1450 راغبة وراغب بالترشح ولعل اهم النصائح التي يمكن تقديمها لهؤلاء الراغبين والراغبات بالترشح، يكمن بضرورة انتقاء شركاء لديهم فرص متقاربة مع بعض حتى تتمكن القوائم من البناء بشكل قوي ومتماسك حتى تحصل على الحد الأدنى الذي يمكنها من الفوز بمقعد أو أكثر، بمعنى عندما يكون أعضاء القائمة لديهم فرص متقاربة ولان جماهيرهم الانتخابية ستتفاعل معهم بطريقة أكبر ستذهب للتصويت بشكل اكبر وبالتالي تزيد من فرص القائمة .
في المقابل، في حال تشكلت القائمة الانتخابية من أوزان انتخابية متباينة فهذا لا شك سيقلل من حماس الجماهير المرتبطة بأعضاء هذه القائمة وسيلقي بالتهم على بعض أعضائها بأهمية وجودهم لتكملة العدد فقط أو ما يسمى باللغة الدارجة «الحشوة» أو أن هناك مالاً قد دفع لهؤلاء مقابل هذا الترشح والتواجد في القائمة وفي كل الأحوال ستبقى التهم تلاحق هؤلاء المترشحين سياسياً واجتماعياً وتقلل من حماس الناخبين أكثر في اختيار مترشحين متقاربين في أوزانهم الانتخابية لتشكيل القائمة.
للأسف؛ يفترض أن تتشكل القوائم الانتخابية على أساس برامجي إلا أن الواقع اليوم يتحدث عن تشكيل على أساس مصالحي وهناك غياب لفئات لعل أهمها الشباب والمرأة، حيث ينظر كثير من المرشحين لهذه الفئات كعنصر مكمل للقوائم الانتخابية وليس عنصراً أساسياً.
مازال كثير من المترشحين يفكر بقائمة المرشح الفائز الأوحد وبالنتيجة التفكير في قائمة تحصد مقعداً يكون من نصيبه فقط، باعتباره بادر ودفع لتشكيل القائمة وهذه نظرية خاطئة لأن تجربة تشكيل القوائم أو ما سمي «بالحشوات «لن تكون مجدية في هذه الانتخابات وستحصد المقاعد الانتخابية في معظم الدوائر الانتخابية القوائم ذات المرشحين من ذوي الوزن المتشابه والقريبة بعدد الأصوات وتفشل قوائم المرشح «الأوحد».