عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-May-2019

إسرائیل دفعت واشنطن للحزم مع إیران واختبأت - عاموس ھرئیل
ھآرتس
 
بین الجھود المكثفة لاقامة تحالف قبل نھایة الفترة المحددة في القانون وبین الألاعیب التي ھدفھا
انقاذ رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو من لوائح الاتھام ضده، ینشغل المستوى السیاسي في إسرائیل بموضوع مھم واحد وھو الوضع في الخلیج الفارسي. المستوى السیاسي ھو شخص واحد الذي ھو نتنیاھو نفسھ، إلى أن یستجیب افیغدور لیبرمان لاقتراح الانضمام إلى الائتلاف سیظل نتنیاھو یتولى ایضا وظیفة وزیر الدفاع، في حین أن الكابنت ھو حصان میت.
نتنیاھو عقد الكابنت منذ الانتخابات فقط مرة واحدة في 5 أیار لجلسة من اجل مناقشة التصعید في
القطاع. عضوان من اعضاء الكابنت، الوزیر نفتالي بینیت والوزیرة اییلت شكید، لم ینجحا في
الانتخاب للكنیست، ووزراء آخرون ینتظرون توضیح مكانتھم في الائتلاف الجدید. بلورة السیاسة
الإسرائیلیة بخصوص الحرب المخیفة بین الولایات المتحدة وإیران تحدث بناء على ذلك بین أذني
رئیس الحكومة، بعد مشاورات مع رؤساء جھاز الأمن.
نتنیاھو یحظى بتفوق أساسي واحد الذي لم یكن لدیھ في فترة ولایة أوباما، تنسیق وثیق مع الرئیس الأمیركي دونالد ترامب. وما یزال یمكن الافتراض بأنھ یجد صعوبة في أن یقدر بصورة كاملة أھداف الرئیس الأمیركي. في الأسبوع الماضي، بعد عدة تسریبات مخیفة من قبل شخصیات رفیعة
في الإدارة الأمیركیة، اھتم ترامب نفسھ بتھدئة النفوس. لقد أعلن أنھ غیر معني بحرب، والصحف
الأمیركیة الرائدة نشرت تقاریر مفصلة عن اختلافات في الرأي في الإدارة الأمیركیة بخصوص
شدة الخطوات التي یجب اتخاذھا تجاه إیران.
ولكن في یوم الاحد بعد تھدیدات إیرانیة اخرى، غیر ترامب مرة اخرى الاتجاه. في تغریدة لھ في
تویتر ھدد ”إذا أرادت ایران أن تحارب فھذا سیكون نھایتھا الرسمیة. لا تھددوا في أي یوم الولایات
المتحدة مرة أخرى“. ھذه التغریدة الھجومیة لترامب نشرت بعد بضع ساعات من إشارة إیرانیة
أخرى. لقد سقط صاروخ في المنطقة الخضراء في وسط بغداد، قرب السفارة الأمیركیة في
العراق. محاولة العملیة نفسھا حدثت بعد عدة تحذیرات بشأن نیة ایرانیة لضرب أھداف أمیركیة في
العراق، التي ادت الى اخلاء عمال غیر ضروریین في السفارة وفي شركات نفط أمیركیة في
المنطقة.
ھذا الحدث نفسھ ھو الثالث اذا لم یكن الرابع خلال أكثر بقلیل من أسبوع. لقد سبقتھ عدة تفجیرات
أصابت أربع ناقلات نفط في میناء اتحاد الإمارات وھجوم طائرات بدون طیار للمتمردین الحوثیین في الیمین الممولین من قبل إیران على موقع نفط سعودي. لیس مستبعدا أن الإیرانیین ساھموا ایضا في الجولة الاخیرة من القتال في قطاع غزة. المواجھة ھناك بدأت في 10 أیار باطلاق نار قناصة
الجھاد الإسلامي، المنظمة الخاضعة لسلطتھم دون أن یسبق ذلك ھجوم إسرائیلي ضد الجھاد.
على الاقل الھجمات الثلاثة في الخلیج لھا عامل واضح – طھران لا تتحمل المسؤولیة عنھا (ھجوم
الطائرات بدون طیار تحمل المسؤولیة عنھ الحوثیون)، ولكن الافتراض السائد ھو أن الإیرانیین ھم
الذین یقفون من خلفھ. ھكذا یمكن ایضا ارسال تھدیدات والحفاظ على ھامش للنفي في نفس الوقت، الذي یصعب على الأمیركیین الرد بعملیات عسكریة خاصة بھم. یمكن الافتراض أن الھجوم الاخیر قرب ھدف امیركي واضح (السفارة الامیركیة في بغداد) ھو الذي أثار غضب ترامب وجعلھ ینتقل إلى التھدید المباشر لطھران.
حتى الآن فان غریزة ترامب الاساسیة تقول لھ كما یبدو أنھ من الأفضل لھ الامتناع عن شن حرب
زائدة في الشرق الأوسط. حتى الآن الخطوات الأمیركیة تظھر دفاعیة في اساسھا. الولایات المتحدة
لم تتخذ حتى الآن خطوة ھجومیة ردا على الھجمات الثلاثة. وفي ھذه الاثناء ھبط وزیر خارجیة
ُعمان في زیارة مفاجئة لطھران. عمان لعبت ایضا في الماضي كقناة وساطة بین واشنطن
وطھران، بالاساس قبل التوقیع على الاتفاق المرحلي في 2013 الذي سبق الاتفاق النووي.
في ھذه المواجھة تأمل إسرائیل ایضا اكل الكعكة وابقاءھا كاملة. نتنیاھو یحث ترامب منذ فوزه في
الانتخابات الرئاسیة قبل سنتین ونصف على اتخاذ خط اكثر ھجومیة تجاه إیران بھدف أن یفرض
علیھا تنازلات اخرى في المجال النووي وأن یشوش على دعمھا للمنظمات الإرھابیة في الشرق
الأوسط. ترامب استجاب لاقتراحاتھ قبل عام بالانسحاب الأمیركي من الاتفاق النووي، بعد ذلك
جاء نشر خطة بومبیو التي تتضمن 12 خطوة ضد النظام في طھران وتجدید العقوبات على إیران.
ولكن إسرائیل غیر معنیة في التحول الى جزء من خط الجبھة التي على طولھا سیتصادم
الإیرانیون مع الولایات المتحدة. من ھنا تنبع قلة التصریحات الرسمیة في القدس في المسألة
الایرانیة والطلب الذي نقل إلى الوزراء بتوخي الحذر في تصریحاتھم في ھذا الشأن. الحذر یتعلق
ایضا بالعملیات العسكریة. تقاریر من سوریا في نھایة الاسبوع عن ھجومین إسرائیلیین ضد مواقع
إیرانیة خلال 24 ساعة لا تبدو أنھا موثوقة. من المعقول أن إسرائیل ستتخذ الآن درجة متزایدة من
ضبط النفس ایضا في الجبھة الشمالیة، طالما لم یتم توضیح اتجاه التطورات بین الولایات المتحدة
وإیران.
تقاسم الاھتمام
رغم التوتر في الخلیج تواصل إدارة ترامب الاستعداد قبل عرض مبادرة السلام الأمیركیة في القناة
الإسرائیلیة – الفلسطینیة. الإدارة الأمیركیة اعلنت أول أمس أنھا ستنشر الجزء الاقتصادي للخطة
في 25 حزیران. كجزء من مؤتمر دولي سیعقد في البحرین. بھذا یتم تحقق افتراضین سابقین حول
صفقة القرن: الجزء الاقتصادي فیھا یسبق الجزء السیاسي الذي جوھره النھائي غیر معروف حتى
الآن. وترامب كالعادة یرید تحویل المؤتمر الى حدث تكمن اھمیتھ في عقده. ولكن الفلسطینیین
یرفضون التعاون. ووزیر في الحكومة الفلسطینیة أعلن بأنھم لن یرسلوا ممثلین الى المؤتمر.
ھناك درجة من المفارقة في حقیقة أن نفس الإدارة التي تقلص بصورة ثابتة میزانیات المساعدة
للفلسطینیین في الضفة والقطاع في السنة الاخیرة ترید الآن الاستعانة بالأموال العربیة من الخلیج
من اجل التغلب على شكوكھم واغرائھم بالانضمام الى الخطة السیاسیة التي یرسمھا. یمكن أن
یضاف الى العقبة الرئیسیة، الرفض الفلسطیني، عقبة اخرى وھي حرف الاھتمام من قبل الولایات
المتحدة ودول الخلیج الى التوتر الذي یزداد شدة مع إیران.