عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Aug-2020

دافع يا بيبي.. لا تذهب إلى هناك - آري شفيت

 

يديعوت أحرونوت
 
هيا نفترض أنك محق، يا بيبي. لنفترض أنك الرجل الأكثر كفاءة في اسرائيل. دزرائيلي، تشرتشل، تاتشر، لا يوجد رجل آخر في البلاد لديه الكفاءة السياسية والفهم الاقتصادي الذي لديك، لا يوجد اسرائيلي آخر لديه الوزن المثالي، الكاريزما والتجربة اللازمة كي يكون رئيس وزراء اسرائيل، ولنفترض انك ساهمت مساهمة عظيمة للدولة، وفقط وحصريا بفضلك صد التهديد الوجودي الايراني، والاقتصاد ينمو، واسرائيل اصبحت قوة عظمى، ولنفترض أنه رغم كل ما فعلته من أجلنا نحن ناكرو الجميل تجاهك. النظام القديم والنخب الاسرائيلية يلاحقونك بلا انقطاع، يستخدمون ضدك وسائل الاعلام اليسروية وجهاز القضاء اليسروي، يخوضون ضدك حرب الثلاثين سنة التي كل غايتها إبادتك. ولنفترض ان لوائح الاتهام الثلاث ضدك هي تحصيل حاصل لهذه الملاحقة، اذ لم يكن شيء، بعض علب السيجار، بعض زجاجات الشمبانيا – كثيرون قبلك تلقوا أكثر بكثير. بعض التغطية الاعلامية العاطفة – معظم خصومك يتلقون اكثر بكثير. هكذا بحيث إن الحديث يدور عن انفاذ انتقائي للقانون، وعن حملة صيد شخصية. مؤامرة ظلامية انت ضحيتها البريء.
والآن، هيا نجمع هذه الافتراضات الاربعة وننسجها في قصة واحدة. ونصل الى الاستنتاج بأن مصلحتك الشخصية هي ايضا المصلحة الوطنية. مصلحتك الخاصة هي مصلحة الامة. حاجتك للبقاء تتطابق تماما وحاجة اسرائيل للبقاء، وعليه فإن الغاية العليا لإبقائك على بلفور هي غاية تبرر كل الوسائل. وتبرر كل المناورات. وغاية كل الغايات. وتلزمك بالتوجه الى انتخابات رابعة. والانتصار في الانتخابات الرابعة، وتشكيل حكومة يمين – يمين قوية هنا تهدد المحكمة المركزية في القدس وتنقذك من الشبكة المسحورة التي علقت فيها.
بيننا، يا بيبي – هذه هي القصة. لا ميزانية لسنة واحدة ولا ميزانية لسنتين. ما هو دافعك حقا في هذه الايام هو صراع الجبابرة بين احساسك بالعظمة واحساسك بالصلب. الخوف الرهيب، المفهوم في أن بعد لحظة سيسحبك الثوار المتعطشون للدماء من برج الحكم ويلقون بك الى السجون. او يقطعون رأسك السياسي بسكين المقصلة. والآن، بعد أن اقترضنا انك محق وبعد ان استوعبنا قصتك، ها هي نصيحة ودية: لا تذهب الى هناك. فمحاولة كسر حكومة الوحدة الآن هي مناورة واحدة اكثر مما ينبغي. محاولة اخذ شعب اسرائيل الى الانتخابات الآن هي عمل جنوني سيكسر ظهر البعير. فرغم كل ما ترويه لنفسك عن ضحيتك، الحقيقة هي ان الاسرائيليين اعطوك تنزيلات كبيرة. الاسرائيليون سلموا بحقيقة أنك تخون بشكل منهاجي كل شركائك وتسحق كل الموالين لك. الاسرائيليون سلموا بحقيقة أنك تؤدي مهامك كرئيس الوزراء لقاعدتك وليس كرئيس الوزراء للأمة. الاسرائيليون سلموا بحقيقة أنك حاكم متهم بالجنايات. والاسرائيليون فعلوا كل هذا لأنه في اعماق قلوبهم حتى الاعداء الألداء لك قدروا حقيقة أنه بطريقتك تعظم الدولة.
ولكن اذا تجرأت حقا على كسر اواني النظام الرسمي الآن – فستخسر. اذا حطمت الدولة في محاولة لإنقاذ نفسك – ستكون هذه هي النهاية. التاريخ سيكون لا لبس فيه: لا دزرائيلي ولا تشرتشل ولا تاتشر، بل الزعيم الاسرائيلي الذي فعل الفعلة الاخطر التي تمت هنا في اي مرة في ساعة أزمة وطنية. ولكن ليس التاريخ وحده سيقول هذا. نصف الليكوديين سيعرفون بانك اجتزت الخط. ثلث البيبيين سيشعرون بأنك بالغت. حتى تشرين الثاني ستخسر الدرع البشري الحيوي الذي يحميك. وبالذات الفعل الذي ستفعله كي ينقذك – سيدفعك الى الانهيار. لن تكون لك مغفرة ولن تقوم لك قائمة.