عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Feb-2020

عرب إسرائيل ليسوا أدوات لعب

 

هآرتس
 
أسرة التحرير
 
وهكذا قيل في “خطة القرن” للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن مصير عشر مدن وبلدات إسرائيلية: “هذه التجمعات السكانية، التي تعرف نفسها فلسطينية، كان يفترض بها في الأصل أن تكون تحت سيطرة… ولكن لأسباب أمنية بقيت في أراضي إسرائيل. تنظر الخطة في إمكانية أنه، تبعا للاتفاق بين الطرفين، ان يعاد ترسيم حدود إسرائيل، وهكذا تنتقل بلدات المثلث إلى أراضي فلسطين”.
شكرا جزيلا، ايها الرئيس الأميركي. على إسرائيل أن تقول لا للضم، وفضلا عن ذلك عليها أيضا أن ترفض رفضا باتا هذه الفكرة الشوهاء لصانعي السلام من واشنطن، ممن لا يعرفون نسيج الحياة في إسرائيل. في البلدات موضع الحديث يعيش نحو 280 ألف إسرائيلي، في غالبيتهم الساحقة يعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل. فقد ولدوا فيها، تربوا فيها، تعلموا فيها ومعظمهم يريدون أن يواصلوا العيش فيها. ومن سكان المثلث يوجد نواب بارزون مثل احمد الطيبي، واقتصاديون متميزون مثل رئيس بنك ليئومي، د. سامر حج يحيى. مساهمة عرب المثلث في المجتمع والاقتصاد مهمة، ومصيرهم يرتبط بمصير الدولة.
عرب إسرائيل ليسوا أداة لعب. ليسوا كمعظم ابناء شعبهم، مصيرهم أحسن لهم بشيء ما. فهم انسال بعض العرب ممن لم يطردوا ولم يهربوا من 1948، ونجحوا في أن يبقوا في نطاق دولة إسرائيل بل وان يصبحوا مواطنيها. منذئذ والدولة تطالبهم بالولاء، في الوقت الذي هي نفسها ليست موالية لهم بالاساس. حكم عسكري، مكانه لم يعرف في أي ديمقراطية، الغي في العام 1966 ولكنه استبدل بتمييز في الميزانيات وفي الحقوق، وبتدخل المخابرات تقريبا في كل مجالات حياة المواطنين العرب. وعلى الرغم من ذلك تبلورت جماعتهم السكانية واصبحت إسرائيلية أكثر فأكثر. وقفوا أمام معضلات غير بسيطة بين الولاء لبلدهم وبين الولاء لشعبهم، وبشكل عام تمكنوا منها.
توجد مسيرة اندماجهم الآن في ذروتها. الجامعات والكليات في إسرائيل، وكذا جهازها الصحي، هي فقط مثلا واحد على اندماجهم في المجتمع ومساهمتهم فيه. ينبغي العمل على تشجيع هذا الميل. اما التشكيك في امكانية أن يبقوا اسرائيليين فهو خطوة هدامة، من شأن نتائجها أن تكون مختلفة تماما عما هو متوقع. إذا كان عرب إسرائيل هم مواطنون مؤقتون، مواطنون ضيوف، فلا ينبغي للدولة أن تتوقع ولاءهم واندماجهم. إذا كانت إسرائيل موالية لمواطنيها، لهم جميعا، فان عليها أن ترفض على الفور الفكرة الخطيرة والمثيرة للحفيظة لطردهم من هنا.