عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2025

قوة سلاح الثقافة الحضارى: المتحف المصرى الكبير.. ظاهرة تعزز طاقة التراث البشرى* حسين دعسة
الدستور المصرية -
قد نقرأ بعد أشهر، أو سنوات قليلة مقبلة عن القوة التى أطلقتها مصر لتكون منظومة إنسانية كونية، أرق نعومة، سلاحها، أن يتاح للإنسان أن يدخل عوالم طاقة المتحف المصرى الكبير، وهى طاقة إيجابية مختلف فى التكوين والأثر والجمال يأت، عدا عن أنها ظاهرة ثقافية إنسانية، توفر عالمنا، ذلك الألق والشغف الدهشة.
 
نقاط طاقة التوازن الثقافى 
أتاح للكون، للإنسان اليوم، نقاط طاقة التوازن الثقافى. فالمتحف المصرى الكبير، سبق مكنون المتحف البريطانى ومكتبة الفاتيكان، ومكتبة الكونجرس، ومتحف الفضاء والطيران فى واشنطن، وهو يترك، عربيًا وإسلاميًا، ممر الحضارات الإنسانية فى البلاد العربية، تضرب بها الريح والإهمال، وتقليد طاقة الغرب الثقافية، أقصد هنا المتاحف التى باتت تستنسخ ما فى أوروبا والعالم من متاحف أو قاعات أو حراك ثقافى. 
هذا المؤشر، يستدعى، أن نستعيد دهشة وصدمة وجدل ما شهده العالم مساء يوم السبت فى أول شهر أكتوبر 2025، عندما نثرت مصر الحضارة والإنسان وقوة الدولة وقوتها فى سيادة الدولة والرئيس، الذى قاد معالم الإنجاز، لمصر أولًا ولقوة مصر الشعب والأمن والجيش، الذى كان من حماة الآثار المصرية العريقة وهى تتجدد، كظاهرة ثقافية إنسانية، امتدت خلالها جذور الثقافة والقوة والسلام الناعمة.
 
مصر كللت محبتها الجيوسياسية الثقافية الكونية
واجهنى عديد المطالب لأقدم فى تصريحات خاصة، عن أثر ما رأيت فى ساعات احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير، كنت فى تحب واضح من جراء جراحة صعبة فى القلب، قلب مفتوح، ولكننى من موقعى فى العاصمة الأردنية عمان، قلت لبعض الصحف والمواقع ومنها، أن: مصر كللت محبتها الجيوسياسية الثقافية، التى توالت حضاريًا منذ أكثر من ٧ آلاف سنة، تلونت بالقوة والجمال والجدل الإنسانى، الإبداعى لما كان عليه الدور الحضارى للإنسان المصرى.
 
عن الوهج الفلسفى الموروث
المتحف المصرى الكبير جعل الآثار وعلوم المصريات كأنها تلك المراصد التراثية، ومنها صقلت موجودات وآثار وجداريات وبرديات المتحف، بكل أصالتها المصرية الفرعونية القديمة، المكون الثقافى المصرى والعربى والعالمى، مؤكدًا وهى منذ انطلاقها بكل هذه المهدية الثقافية، حمل قوة واستقرار مصر اليوم أبرزها ما كان نواة فى معلم كونى، يتكون مرحليًا من عمق دور ومعاناة وتكامل الإبداع الإنسانى.
 
لهذا نعود إلى التأكيد أن:
- المتحف هو أثر وتأثير مشترك لفلسفة الإبداع.. وهذا يدل على أن فهم منظور الأثر والحدث وثقافيًا يولد طاقة متجددة نادرة. 
لهذا نعى أن العالم والكون سيقدران ذلك، فالمتحف هو أثر وتأثير مشترك لفلسفة الإبداع عند كل مصرى منذ كانت الأرض فى مخاضها وصراعها النواة، الأولى بكل بيئتها وخصبها وجمالها.
 
مصر قدمت إشارة من وعن قوتها واستقرارها الثقافى الحضارى
المتحف هو حياة لن تتوقف، بل سيكون المرجع المعتمد لحياة وإنسان وآثار مصر القديمة، وفيه قطع وإبداعات لا مثيل لها.
 
جنوح حضارى أغنى تراث الإنسانية
لم يكن المتحف قصة أو رواية أو مسرحية أو قصيدة، هو كل ذلك مرهون بالفكر الحضارى لعمل الإنسان المصرى منذ الأزل والى اليوم. 
.. وهو المكنون، الذى سيكون أزليًا نادرًا يحتضنه الإنسان المصرى بكل امتداد بين قارتى إفريقيا وآسيا، إذ يتيح لنا المتحف المصرى الكبير قدرات مهمة على فهم كيف كانت الحضارة المصرية وإلى أى جنوح حضارى أغنى تراث الإنسانية.
 
لحظة مفتوحة على جمال وقوة وسلام
المتحف المصرى الكبير، لحظة مفتوحة على الجمال وقوة وسلام، وطاقة مصر هبة النيل. 
.. ومن هبة النهر العظيم تلك العيون الساحرة القاهرة النداهة التى تتبعها فى قناع توت غنج آمون أو فى عنوان وعظمة وقفة الملك رمسيس الثانى.
.. وفى أفق الافتتاح، التأكيد أن منظومة المتحف المصرى الكبير لن يكون لها أى مثيل أو بديل أو موروث، إنه طاقة إيجابية ولدتها مصر للكون، غالبًا صعب ألا يعود إليها الانكسار للحوار والجدول وتردد الطاقة.
 
متحف مصرى ضد اعتيادى المألوف
فى عالم اعتاد استقرار الأعمال الثقافية السياحية الموروث فى التراث البشرى، المتحف المصرى الكبير، أطلق الطاقة الحضارية النادرة المختلفة، ووفر لآثار مصر الفرعونية أمنها الثقافى والحضارى النسبى، بعيدًا عن وهم أو مخاوف أن التحول الثقافى يجب أن يبقى فى حالة استقرار، أو تكرار، وحماية شكلية، لهذا كان قرار المتحف المصرى الكبير، ليس مجرد قرار إدارى، كان إعلان حرب على أيقونات البيروقراطية وتجارة الغبار ووهم الممكن السائد، لهذ جاءت طاقة المتحف المصرى الكبير، كأنها وهج تستعيد أمجاده الدولة المصرية، نحو أفق ثقافى عريق يتجدد، لهذا ظهرت الطاقة الثقافية الجمالية الحضارية، وبدت جمالياتها النظيفة، مذهلة وجاد، بمعنى أن الحدث طاقة لها ديمومتها، أسرارها، مدرستها، فى علم وحوار المصريات، ولن ينتهى الجمال الجيو ثقافى والسياسى فى ذات المشهد. 
المتحف المصرى الكبير، كان منذ نواته الأولى، حالة تبحث عن المرتبط بالطاقة الإنسانية الإيجابية، والنتيجة شكلت عودة مهمة نادرة عالميًا، فقد تحقق لمصر الحضارة «سلاح الطاقة الحضارية ونوعها الثقافى المهم، ولكنه الأكثر مصادمة مع الحضارات، فكانت مصر لها حوارها الأول».. إنه المتحف المصرى الكبير.
 
استشراف المستقبل حضاريًا
فى المتحف المصرى الكبير، تتولد محطات تتجدد، إذ يتيح المتحف، نظرة مهمة تدعو إلى مأسسة المتحف، وبالتالى فتح المؤشر الحضارى، الاستشراف المستقبل، وتعظيم حوار الثقافة الوطنية المصرية، وجعل نواته فى مظاهر سيادة، عالمية، حريتها فى الفخر بأن طاقة التجديد تحتاج لوعى وحزم متقدم يعلى شأن جيوسياسية العمل والإبداع الثقافى، واستثمار قوة وثقافة المبدع المصرى عبر عمل يحيل الطاقة السالبة إلى طاقة مبدعة للإنسانية. 
على مصر، استشراف المستقبل فى حوار مفتوح ينطلق من المتحف المصرى الكبير، ويعم كل الحوار والشخصيات والكتاب فى مصر، وهو استشراف كونى، ليس محليًا أو قوميًا، فالذى يجمع، يؤسس لرؤية الاستراتيجية.. النموذج فى المتحف المصرى الكبير.. ومنه نرى جمال الإبداع الذى يعلى مستقبل مصر الثقافة والحضارة والفنون والآداب.