عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Sep-2022

الشرفات يكتب: لله درك يا أبا ماهر ما أصبرك!

 

 
عمون -
العين د.طلال طلب الشرفات
 
أبا ماهر الأغر، الحياة ممر والموت قدر، يا صاحب السمرة الممزوجة بالرجولة والمروءة؛ اليوم صبر وغداً أمر فلا تجزع يا صديقي، واحتسب جمر الفراق عند قادر مقتدر، والمؤمنون أشدُّ بلوة، فاصبر وما صبرك إلا بالله، وأحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه واصطبر، فقد اصطفاك الله صابراً محتسباً؛ كي يرضيك يوم اللقاء الكبير، وأنت الشجاع البطل الذي حمل روحه على كفيه عقود ثلاثة ونيف؛ كي تحمي الأرض والعرض، وها هو اليوم رب العزة لصبرك يختبر.
 
أدرك يا شقيق الروح دون نسب، ورفيقاً لوجدان دون سبب إلا تمثلاً برجولتك، وسجاياك الكبيرة التي لم نعد نألفها إلا قليلاً فيمن سواك، يا عفيف اللسان، وسيد الإحسان بين كل الذين عرفوك وشاركوك البندقية والعفوية والانتماء، نشاركك حرارة الدم والدمع، ونقتسم معك الحسرة المرّة، ونعيش معك وجع الفقد لقرّة العين، وسويداء الروح، ولا نبرحك والله في ضمائرنا ومشاعرنا الممزوجة بالدمع حتى ترضى ويستوي الحزن والرضى، اللهمَّ آمين.
 
يا ابن أمي التي لم تلدني، لله درك ما أصبرك! ماذا نقول لك وأنت سيد الإقدام، وفارس التضحية؟
لو كان حزنك يُفدى والله لفديناه بما نقوى، ولكنها إرادة الله وأنت ممن لم يحسبوا يوماً حساباً لمنيّة في كل أيامك البهية في خدمة أمن الوطن، وقدسية ترابه وطهر ثراه، فقد آن اليوم الذي يعانق الألى صبرك الكبير كما هو جبينك الشامخ يا ابن الأكرمين. فالحياة رحلة مؤقتة، ودار فانية، وماهر -رحمه الله- الشَّاب الدَّمث الخلوق الكريم؛ كان نتاج تربيتك العابقة بأخلاق الكبار، وسماحة الأردنيين الأخيار
وهو ما سيكون زادك يوم أن نلقى ربنا عابدين سابحين موحدين إن شاء الله.
 
يا صديقي الكبير، اليوم ونحن نشيع زينة الشباب إلى دار المقر أحسست بجبل الدمع المتراكم فوق روحك الأبية، وذاك التعب الذي يخالط نفسك العذيّة، فوالله ما رقت نفس لعظمة الموت، وألم الفراق، ومشقة الرحيل كما رقَّت أنفس الفرسان وأنت منهم ورأس الرمح فيهم، يوم استبد فينا الإرهاب، وأثقلت علينا الوقيعة فوثبت كرفاقك الأشاوس تقدمون المنية على الدَّنيِّة، وكانت يمناك التي قطعت دابر الشر وعفن المؤامرة، وكنت رفيق السلاح والعهد للوطن والقائد الذي أحبك وأحببناك معه وفاءً ورفعة لشأنك الوطني الكبير.
 
أيها الحبيب الوفي:
ما كانت لتأتي كل هذه الجموع لولا نبل سجاياك، وطهر تاريخك النبيل وسجايا الفقيد التي هي قبس من شهابك المشرق أورثته إياها؛ فكان طهراً راحلاً أراد القادر الحكيم أن يختبر الصبر والإيمان فيك، امتحان قاسٍ مجبول بمرارة الصبر ولكنه أجر عظيم. أسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولكم عظيم الصبر وحسن العزاء. اللهمَّ أمين