عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jan-2019

حـــرب نـتـنــيــاهـــو ضــد الجــمــيــع - يوفال كارني
 
الدستور - كرس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهاية الاسبوع الاخير لاعداد شريط دعائي جديد ضد اليساريين والصحافيين، ولكن رسالته كانت موجهة لشخص واحد فقط: المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت. فاليسار والاعلام اللذان كانا دوما حبيبيه، هما هذه المرة مجرد الغطاء، الذريعة لنقل الرسالة بشكل ذكي لمن سيتقرر مستقبله القضائي وربما السياسي.
يظهر في الشريط متظاهرون متجهمون وكفاحيون من اليسار وهم يتظاهرون ضد مندلبليت كي يقدم نتنياهو الى المحاكمة «بكل ثمن».
ويختتم الشريط بعنوان:  فهل سينجحون؟ . لمن يصدق الرسائل العلنية والخفية في الشريط، فان الجواب واضح: هم نجحوا. والدليل، من المتوقع للمستشار القانوني للحكومة أن يقدم نتنياهو إلى المحاكمة. 
هذا هو القرار الذي اتخذه المستشار مندلبليت لانه استسلم بضغوط اليسار والاعلام. 
رجل الحملات الانتخابية رقم واحد، نتنياهو، يعمل بسرعة وبنجاعة، ففي يوم الجمعة الماضية مساء نشر نبأ عن قرار المستشار المرتقب لتقديم لائحة اتهام ضده – وبعد دقيقة من خروج السبت كان شريط نتنياهو اصبح منتشرا في الشبكة. ذات مرة أدار نتنياهو الحملات على السياسة، الامن، حماس، ايران والعرب الذين يتدفقون الى صناديق الاقتراع. 
اما اليوم فهذه المواضيع سقطت عن جدول الاعمال. فهل سمع احد ما مؤخرا عن التهديد الايراني؟ نتنياهو يبني حملة وجدول اعمال يستهدف التشكيك بمصداقية سلطات انفاذ القانون. ولبث أصالة وبناء نظرية منطقية ومتماسكة فانه يضيف ايضا الاعلام واليسار المكروهين على أي حال.
ان حملة الانتخابات القريبة، او ما بقي منها ستدور في ظل التحقيقات ولائحة الاتهام. ويدير نتنياهو معركة حياته من خلال معركة الانتخابات. بمعنى انهم يحاولون اسقاطه بواسطة تحقيقات عابثة، اتهامات زائفة وانفاذ انتقائي. على مدى السنين كان نتنياهو حذرا جدا تجاه كرامة محافل انفاذ القانون: الشرطة، النيابة العامة، المستشار القانوني، المحاكم. وقد اتخذ صورة الديمقراطية الحقيقية. ولكن كلما تقدمت ملفات نتنياهو هكذا يتقدم التآكل لمن من شأنه أن يحسم مصير واحد من رؤساء الوزراء الاكثر شعبية الذين كانوا لنا هنا. وعلى نهج نتنياهو، فانه غير مستعد لان يسلم بان تعرقل ولايته بالصغائر.
في  كانون الاول 2017 استخف نتنياهو بتوصيات الشرطة وقال ان معظمها يلقى الى سلة القمامة. وفي عيد الحانوكا الاخير ارتفع درجة وحمل المفتش العام المنصرف ألشيخ المسؤولية واتهمه بتنيكيل شخصي ( لعبة مباعة مسبقا ). والان بات هذا هو المستشار القانوني للحكومة مندلبليت الذي يتهمه نتنياهو في الشريط بانه استسلم لليسار وللاعلام. هكذا تبنى حملة.
يقف نتنياهو أمام الاختبار الاهم في حياته السياسية. فلا طريق عودة منه. وفي هذه المعركة فان كل الادوات تكون مشروعة. هذه الحرب ضد الاعلام، اليسار، النائب العام للدولة والمستشار القانوني للحكومة ستكون حملة انتخابات نيسان 2019. اما الايرانيون وحماس فسينتظرون الجولة التالية.
 
«يديعوت أحرونوت»