عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Mar-2020

الازدحامات بالأسواق.. بيئة خصبة وسريعة لانتشار “كورونا”!

 

مجد جابر
 
عمان –الغد-  شهدت الأسواق في اليومين الماضيين، حالة من الهلع انتابت الكثير من المواطنين لحظة إعلان الحكومة الإجراءات الاحترازية للتعامل مع فيروس كورونا، ما جعل الناس تتهافت لشراء المستلزمات والمواد التموينية بطريقة مبالغ بها وغير مبررة، وفيها خرق للمبدأ الأساسي بالوقاية وهو الابتعاد عن التجمعات الكبيرة.
وكانت الحكومة قد شددت الابتعاد عن أماكن التجمعات، لما قد ينتج من احتمالية كبيرة لنقل الفيروس من شخص إلى آخر في حال وجوده. وكان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز انتقد على الفور التهافت غير المبرر على شراء السلع الاساسية والغذائية بعد إعلان قرارات الحكومة قبل أيام.
وقال الرزاز في رسالة صوتية وجهها للمواطنين إن مخزوننا من السلع الاساسية والغذائية والدوائية كاف ويفيض عن الحاجة، وأضاف أن الأردن لم يعلق رحلات الشحن البري والجوي والبحري للسلع والأغذية والأدوية، مؤكدا أنه لن يكون هناك نقص بأي منها في الأردن.
وبين الرزاز أن التواجد في الأماكن المكتظة يزيد الخطر من انتقال العدوى هذا من جهة، ومن جهة اخرى فان تكديس المواد قد يؤدي إلى تلفها وانتهاء مدتها ما ينعكس سلبا على الجميع.
وفي ذلك يذهب استشاري الأمراض الصدرية الدكتور عبدالرحمن العناني أن ما حدث من تهافت للناس على الأسواق هو سلوك غير حضاري على الاطلاق، وبعيد كل البعد عن الاجراءات الوقائية للمرض، مبيناً أن ما حصل بمثابة خطر كبير على صحة الناس. ويؤكد العناني لـ “الغد” أن أسهل وسيلة لنقل الفيروس هو وجود شخص برفقة مجموعة كبيرة بذات الوقت، وذلك يعود الى أن المسافة قريبة جداً من بعضهم البعض وتكون شبه معدومة، الى جانب أن فترة الانتظار عند “الكاشير” لمدة طويلة تعطي فرصة أكبر للفيروس أن ينتقل بين الناس.
 
 
 
الى ذلك، يضع الكثير من الناس أيديهم على المنتوجات والرفوف والأسطح الزجاجية، ويصعب على المحال التجارية تعقيم المكان بشكل متواصل بسبب الأعداد الكبيرة من المتواجدين، لافتا إلى أن الفيروس يعيش على هذه الأسطح لساعات وساعات.
ويعتبر العناني أن كل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة كان الأساس منها الابتعاد عن التجمعات وتجنبها لكي لا ينتشر الفيروس، لافتا الى أننا بحاجة الى الأقل لمسافة متر بين الشخص والآخر، لتجنب العدوى والاحتراز من الفيروس.
ويوافقه الرأي طبيب المجتمع وصحة عامة ودكتوراة في الإدارة الصحية، الدكتور عبدالرحمن المعاني بأنه لا داعي لهذا التهافت من قبل الناس على الأسواق على الاطلاق، خصوصاً وأن الحكومة طمأنت المواطنين، بالتالي فإن التهافت غير مبرر على الاطلاق. ويضيف أنه في حال ذهب الناس إلى الأسواق لا بد أن يكون هناك وقاية وعناية سواء عند جر العربات أو الوقوف عند الكاشير أو حتى وضع المستلزمات بالأكياس، حيث لا بد من تعقيم كل عربة بعد استخدامها، مبينا أنه لا بد من أصحاب المحال تخصيص ميزانية محددة من أجل الوقاية لحماية العامل والمواطن في ذات الوقت وضبط العدوى.
ويشير المعاني إلى أن الوقاية هي الاساس، ولابد من وجود جهات رقابية لوضع نظام وقائي وضبط العدوى في المولات والمحال التجارية، خصوصا وأن حامل الفيروس لا تظهر عليه الأعراض مباشرة، بالتالي فإن الحل هو النظافة والحذر الوقاية العامة.
كذلك، لا بد من تدريب جميع العاملين ابتداء من الكاشير إلى موظف الأكياس الى العربات، على الإجراءات الاحترازية، إلى جانب الابتعاد عن التهافت، وأخذ الحيطة والوقاية.
ويتابع المعاني أن مقاومة الفيروس أمر سهل إن تم التقيد بالتعليمات وطرق الوقاية، وتعقيم الأسطح لأنه يعيش فترة طويلة عليها، والابتعاد عنى الازدحامات وابقاء مسافة متر بين الأشخاص وتبقى الحياة عادية وطبيعية. ويناشد المعاني المواطنين جميعا بالابتعاد عن أي تجمعات كونها أفضل طريقة للوقاية.
التصرف الغريب بالتهافت على الأسواق لاقى استهجانا كبيرا، وفق اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، وللأسف الشديد ما تزال حتى الآن السلوكيات السلبية موجودة فيما يتعلق بالأزمات وحالات الطوارئ التي تمر بها البلاد، ولم تتغير العقلية الاستهلاكية عند أبناء المجتمع الأردني. ويتابع الخزاعي أن الخوف والقلق من فقدان السلع ونفادها وارتفاع أسعارها من الأسباب التي أدت الى هذا التصرف، الى جانب التقليد الأعمى من قبل العائلات لبعضهم البعض بالرغم من أن الحكومة أرسلت رسائل اطمئنان للمواطنين بعدم حصول أي نقص للسلع والبضائع خصوصاً الأساسية منها.
وبعتبر الخزاعي أنه وللأسف ما زالت العقلية الاستهلاكية النمطية مسيطرة، إلى جانب أن عطلة المدارس والجامعات ضاعفت من هذا الأمر، “كون بعض الأسر تفكر كيف تستغل تسلية الابناء وشغلهم بالطعام والشراب”.
ويرى الخزاعي أنه لا بد في البداية من التخلص من عامل الخوف والقلق المذموم من نقصان المواد الغذائية، إلى جانب ضرورة زيادة عملية التوعية والارشاد لدى الناس ومحاولة تغيرر هذه الأفكار التي تسيطر عليهم.
وكان وزير الصحة سعد جابر أكد أن وزارة الصحة بعثت مليونا ونصف مليون رسالة تعريفية بالمرض، كما قامت بإعداد فيديوهات تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأخذ الحيطة والحذر وتقدم النصائح التي من شأنها وقاية المواطنين. وأكد على أن الحكومة شرحت للمواطنين آلية الحماية والوقاية، كما أن الأردن يتلقى تقريرا كل ساعة حول آخر التطورات والإجراءات التي يمكن اتخاذها، بالتنسيق مع الدول الكبرى ومنظمة الصحة العالمية.
ويعني تصنيف فيروس كورونا كوباء انه مستمر بالانتشار في جميع أنحاء العالم، مع إعلان دول جديدة عن اكتشاف حالات إصابة بالفيروس، ووصوله إلى كل قارات العالم، ربما باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
وتعرف منظمة الصحة العالمية الوباء “أنه وضع يكون فيه العالم بأكمله معرضا على الأرجح لهذا المرض وربما يتسبب في إصابة نسبة كبيرة من السكان بالمرض”.