عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2021

المثقف العضوي* القس سامر عازر
الأول نيوز – الثقافة من أهم ضرورات الحياة للتفاعل مع واقع الحياة ومعطياتها والتغلب على الكثير من التحديات وتحويلها إلى فرص للنجاح. فهي- أي الثقافة- اشتباك حقيقي مع واقع الحال والعمل على مواجهة التحديات للخروج بأفضل النتائج وأفضل الحلول. هذه المواجهة مطلوبة وضرورية لأنه بخلافها يكون انهزام وتقهقر وهروب من الواقع، ونحن لم نتعلم في حياتنا الهروب من واقعنا لأنّ في ذلك ضعف وجبن وانهزام، بل علينا أن نتقوى ونتسلح بقوة السماء لمواجهة واقعنا بكل جرأة وموضوعية وواقعية.
 
ولعل مفهوم “المثقف العضوي” كما بمفهوم المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي تلقي بالضوء على معنى وأهيمة أن يكون كل إنسان “مثقف عضوي”، ومعنى ذلك كما جاء بمفهوم ذلك المفكر الكبير هو أن يُجسِّدَ الإنسانُ مبادئه من خلال ممارساته. فما الفائدة من كلّ المبادئ والقناعات إن لم تجد طريقها إلى واقع الممارسة العملية. وهنا حقاً نقدِرُ أن نميز بين الإنسان النظري والإنسان الواقعي، بين الإنسان المنظر وبين الإنسان الذي يجعل رؤأه وتطلعاته تنزل إلى أرض الواقع، ويكون سبَّاقاً قبل بأن يحمِلَ أفكاره وقناعاته للتجسّد في كافة جوانب حياته.
 
لربما هنا نجد المفارقة في عالم اليوم، فأقوال الناس غير أفعالهم، ووعودهم لا تنسجم مع سياساتهم، إذ يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر. وصدق في أمثال هؤلاء قول المسيح  “يكرمونني بأفهواههم وقلوبهم بعيدة عني”.
 
وللنهوض ببلادنا المشرقية اليوم نحتاج إلى وقفة حق مع أنفسنا وتناغم مبادئنا وقناعاتنا وأقوالنا مع أعمال أيدينا. فمناصبنا يجب أن تزهو بنا لتحمّل المسؤولية وإنفاذ ما نؤمن به ومن قيم ومبادئ وقناعات. ولنعرف أنه إن لم تلاحظنا عيون الناس فلن نختفي من ملاحقة عين الله عزّ وجل.