معاريف
أسرة التحرير
اطلق المرشح المتصدر في الحزب الديمقراطي أول من أمس رسالة مهمة لإسرائيل. يجمل باسرائيل أن تستمع لها. ففي المواجهة التلفزيونية العاشرة بين المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الامريكية، وصف السناتور بيرني ساندرز رئيس وزراء اسرائيل “بالعنصري والرجعي”. أما زملاؤه فقد ملأوا افواههم بالماء، ولم يعقبوا على الاوصاف التي توج بها بنيامين نتنياهو. قال ساندرز انه سينظر في اعادة سفارة بلاده الى تل أبيب، ووعد بالدفاع عن أمن اسرائيل وفي نفس الوقت الا يتجاهل معاناة الفلسطينيين.
تعكس اقوال ساندرز بشكل امين الروح الجديدة التي تعصف في حزبه، الذي على مدى عشرات السنين كان بيت للجالية اليهودي في الولايات المتحدة، وينبغي أن تشجع كل محب للسلام والعدل في اسرائيل. بعد سنوات من الاكتفاء بالضريبة اللفظية ضد المستوطنات والدعم العملي للاحتلال ولكل نشاطات إسرائيل الحربية تقريبا، يطلق ساندرز اصواتا قيمية لاذان من يؤمنون بانه دون عمل حثيث من واشنطن، بما في ذلك اشتراط استمرار المساعدة في تغيير سياسة اسرائيل، لن يطرأ أي تغيير.
ومع ذلك، من الصعب أن نتجاهل حقيقة ان سياسيا كفيلا بان يصل الى البيت الابيض يصف رئيس وزراء إسرائيل بالعنصري والرجعي، واحد من الحزب الديمقراطي لا يخرج للدفاع عنه. هذه هي الثمار الفجة ليس فقط لسياسة اسرائيل الاحتلالية، التي لم يبدأ بها نتنياهو بل وايضا سياسته احادية الحزب لرئيس الوزراء في الولايات المتحدة. فقد وضعت اسرائيل نتنياهو كل املها واهتمامها في الحزب الجمهوري وفي ادارة دونالد ترامب بشكل خاص، في ظل الدوس على تقاليد الحفاظ على علاقات طيبة مع الحزبين – فجاء الان زمن تسديد الحساب.
ان نتنياهو الذي يتباهى بعلاقاته الوثيقة مع الادارة الامريكية، فتح هوة مقلقة بين اسرائيل وبين الحزب الديمقراطي، الصديق التقليدي لاسرائيل في واشنطن.
ان ساندرز هو صديق اسرائيل. وهو يتباهى بيهوديته ويعلن بانه سيحرص على سلامة الدولة. صوته هو الصوت الجديد لحزبه، وهو كفيل بان يصل الى البيت الابيض. من اجل اصلاح هذا الدرك الاسفل الذي تدهورت اليه اسرائيل في علاقاتها مع من هو كفيل بان يكون الزعيم الاهم في العالم ينبغي العمل على استبدال بنيامين نتنياهو في يوم الاثنين القريب القادم.