عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jun-2020

الرأي.. احتفاء متواصل بالفكر والثقافة والإبداع - د.محمد العوايشة

 

الراي - هي «الرأي»؛ رائدة الصحافة اليومية الأردنية، التي تحتفل بعيدها التاسع والأربعين وهي تواصل عطاءها وتتمسك بشبابها وحيويتها وتَجدُّدها، تحافظ على ألقها، وتُظهر عزيمة لا تلين.. مبادئُها راسخة رسوخَ جبال عمّان الحبيبة، ومعاييرُها المهنية والموضوعية والفكر المستنير، وصفحاتها مشرعة الأبواب لخدمة الوطن والدفاع عن قضاياه. لقد حافظت «الرأي» منذ انطلاقتها على التنوع والشمول في مضمونها، مقدمةً للقراء وجبة صحفية يومية تتوزع مفرداتها بين السياسة والاقتصاد والثقافة والفنون والرياضة والشؤون المحلية التي تلبي حاجات القراء وتطلعاتهم. ولهذا كان من الطبيعي أن تُحدث تأثيرا مباشرا على الرأي العام وتسهم في صناعة القرار وتؤدي دورا وازنا في تبني قضايا المواطن ووضعها بين يدي المسؤول.
واكبت «الرأي» منذ البدايات الحراك الثقافي والإبداعي الأردني والعربي والعالمي، مشتبكة معه بشكل يومي ومباشر، إذ ساهمت عبر صفحاتها في متابعته وتغطية الأمسيات الثقافية والأحداث الأدبيّة والثقافيّة وتسليط الضوء على الإصدارات الإبداعية في صنوف المعرفة شتى.
وتبوأت «الرأي» مكانة خاصة في التنوير والخطاب المعرفي ونشر النتاج الثقافي والفكري والإبداعي، والتعريف بالمثقّفين والأدباء وصناع الإبداع ومنتجيه، ونشر ما تجود به أقلامهم وإيصالها للجمهور العريض في أرجاء الوطن وخارجه.
وتنطلق «الرأي» في تأدية هذا الدور الوطني من إيمان إدارتها وطاقمها الصحفي والتحريري بالدور الأساسي للصحافة المكتوبة في المساهمة ببناء حالة ثقافية تتناسب مع دور الأردن الثقافي إقليمياً، وتفعيل المشهد الثقافي، ومواكبة الحراك الثقافي المحلي والعربي والعالمي.
لقد تعاظم دور الصفحات الثقافية في «الرأي» جيلا بعد جيل، ويتجلى ذلك في ما تعدّه الصحيفة من تقارير تتصل بالأدب والفكر والفنون، وما تجريه من حوارات وتحقيقات واستطلاعات بمشاركة المفكرين والمبدعين، وما تنشره من أخبار تعرّف بالإصدارات الفكرية والنقدية والأدبية سواء أكانت كتباً أم مجلات، إضافة إلى ما يحتضنه الملحق الثقافي من نصوص إبداعية ومقالات وحوارات وعروض كتب ودراسات نقدية، بما يجعل منه وجبة متنوعة المفردات، لتلبي رغبات القراء على اختلاف مستوياتهم واهتماماتهم.
صفحات ثقافية يومية
إيمانا منها بأهمية الثقافة في صياغة الوجدان الشعبي وتكريس قيم المواطنة والانتماء، خصصت «الرأي» منذ أعدادها الأولى مساحة واسعة لنقل أخبار الفعاليات والنشاطات الثقافية والفنية التي تنظمها جهات حكومية أو منابر أهلية على امتداد رقعة الوطن، مثل المؤتمرات الثقافية والندوات الفكرية والأدبية، إضافة لإعداد تغطيات خاصة للمهرجانات الثقافية والفنية وفي طليعتها مهرجان جرش للثقافة والفنون ومهرجان الفحيص ومهرجانات المسرح والأغنية التي تنظمها وزارة الثقافة ونقابة الفنانين وغيرها من المهرجانات العربية التي يستضيفها الأردن دورياً.
ولم تختزل «الرأي» المشهد الثقافي بالأدب والنقد فقط، بل توسع اهتمامها بما يحقق اشتباكها مع الحقول المعرفية والفنون التشكيلية والمسرحية والسينمائية والموسيقية والدرامية والتراثية وأدب الطفل وصناعة النشر، وغيرها من الميادين، وذلك بجهود فريق من الصحفيين الثقافيين المتخصصين في مجالاتهم، وعبر استخدام جميع أنماط الكتابة الصحفية من إخبارية وتحليلية وناقدة وحوارية، إضافة للتحقيقات المتخصصة في القضايا الثقافية.
كما لم يقتصر اهتمام الصفحات الثقافية في «الرأي» على الشأن المحلي فقط، بل تجاوز حدود الوطن ليواكب المستجدات في المشهد الثقافي العربي والعالمي، من خلال تغطيات إخبارية لأبرز الأحداث الثقافية حول العالم.
الملحق الثقافي.. ملتقى المبدعين
وفّر «الرأي الثقافي» منذ صدوره، منبراً للمبدعين من الأجيال كافة، في الوقت الذي رعى فيه التجارب الجديدة والمغامرة في فضاء الإبداع. فعبر صفحات مستقلة أسبوعياً، شكّل الملحق مساحة للحوار والاشتباك الإبداعي وهو يطرح قضايا راهنة ومستجدة بإسهام من كتّاب مكرّسين وشباب، متيحاً الفرصة للجميع لتبادل الخبرات والآراء والتجارب.
إذ تتجاور في الملحق القصيدة والقصة والمقالة والدراسة والحوار تصاحبها صور فوتوغرافية ولوحات فنية أبدعها فنانون أردنيون وعرب وعالميون. وحقّق هذا التجاور والتنافذ الإبداعي غايته من خلال الحرص على إشراك تجارب تنتمي إلى مدارس ومذاهب وحساسيات نقدية وفنية وإبداعية مختلفة، مكرساً بذلك شموليته وموضوعيته ونظرته الواسعة للمشهد الثقافي، دون انحياز لتجربة على حساب أخرى.
وقدم الملحق عبر تاريخه أسماء مبدعة، رافقها منذ بداياتها، وأتاح لها التعبير عن نفسها، وواكب تطورها واحتفى بنجاحاتها إلى أن غدت مكرّسةً ومكتملة التجربة. ويدين الكثير من الكتّاب من الأجيال الصاعدة للملحق بفضل التعريف بهم ونشر إبداعاتهم، مما أوصل أصواتهم إلى أقاصي الأرض وشجّع على تناولهم نقدياً على نطاق واسع.
وركّز الملحق في صفحاته على مبدعي المحافظات والأطراف إيماناً منه بحقهم في تقديم منجزهم للقارئ، أسوة بمبدعي العاصمة الذين يحظون بفرص أوسع في الظهور عبر وسائل الإعلام.
وامتد اهتمام الملحق ليشمل إجراء حوارات نوعية مع كبار المفكرين والمثقفين العرب، وتوسع تأثيره حتى غدا مرجعاً للباحثين وطلبة الدراسات العليا الذين يرغبون بدراسة تجربة إبداعية بعينها أو ظاهرة ثقافية دون سواها. وهناك أطروحات للماجستير والدكتوراه ارتكزت على الملحق واتخذته مرجعاً أساسياً لدراسة المشهد الإبداعي وتحولاته.
ويتجلى الإسهام الأبرز للملحق بالملفات التي أفرد لها صفحاته وخصص لها أعداداً كاملة، مستكتباً ثلة من المبدعين العرب لتناول تجربة أو ظاهرة تستحق الالتفات أو التكريم، فجاءت هذه الملفات غنية بمفرداتها وبتنوع المشاركين فيها، وبخاصة وهي تتناول قامات في المشهد الثقافي من الأحياء والراحلين، عارضةً سيرهم الحياتية والإبداعية.