عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Dec-2019

مسرحية«هاديس» ...أسئلة وجودية تحاكم فعل الخيانة وتغوص في أسبابه

 

الكويت - الدستور- خالد سامح - في مستهل العروض المسرحية لمهرجان الكويت المسرحي /الدورة العشرون، قدمت فرقة المسرح الكويتي أمس الأول على مسرح الدسمة في العاصمة الكويتية عرضا بعنوان «هاديس»، وهو من إخراج أحمد العوضي وأداء : سماح، علي الحسينى، لولوة الملا، بدر الشعيبي، غادة، حمد بوناشي، يوسف بوناشى، على قاسم.
يقتبس عرض «هاديس» أسطورة يونانية قديمة، فالكلمة تعني إله العالم السفلي المختص بالاختطاف والتعذيب، وفي تلك الأجواء تدور أحداث المسرحية التي تتخذ من فعل الخيانة ثيمة رئيسية لها وفكرة محورية يدور حولها العمل ضمن قالب أراده المخرج أن يكون فلسفيا محملاً بالرسائل التي تناقش قضية الخيانة والعلاقات الزائفة بين البشر، والخداع المتبادل بين الرجل والمرأة، لتتجاوز المسرحية قضية الخيانة وصولا الى أسئلة وجودية حول غاية وجودنا في هذه الدنيا وعبثية ما يمر في حياتنا من أحداق قاسية.
قضية وجودية
ديكور المسرحية على بساطته الا أنه نجح في الايحاء بأجواء الجحيم، والعالم السفلي في حياة ماورائية يتعذب فيها الخاطئون ويعربون عن ندمهم الشديد لارتكاب الخطيئة، ثمة زوجه تعترف بخيانتها لزوجها وتعيد تمثيلها، وزوج مخدوع يطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب خيانة زوجته له، وابن يكتشف فجأة أن الرجل الذي رباه ليس أباه...ثم يغوص العمل في أعماق شخصية الزوجة الخائنة وسبب ما اقترفته من خيانة، وكل ماترسخ في عقلها الباطن نتيجة قمع أهلها لها وتجبرهم كونها أنثى، وفي ذلك اسقاط مباشر على حال الفتاة في مجتمعنا العربي المعاصر، ومعاناتها من التمييز والاضهاد والنظرة الدونية.
سينوغرافيا العمل تتكئ على لعبة الضوء التي برع المخرج بها بمساعدة عبدالله النصار، والشجرة الضخمة التي توسطت المسرح عكست الخلفية الأسطورية لأجواء المسرحية وعبّرت عن فكرة الجحيم والعذاب.
عرض جريء
يقول الناقد المسرحي عبد الستار ناجي عن العرض:
«استطاع المخرج احمد العوضي ان يذهب بعناصره الى مناطق اضافية في تجربتها يفجر طاقتها عبر بروفات راحت تتواصل لاكثر من ثلاثة اشهر؛ ما منح التجربة كثيرا من النضج خصوصا مشاهد تلك الحلول الذكية في استخدام الجوقة لتكون جزءا اساسيا من العرض عبر الحوارات وحركة الجسد..
عند التمثيل لابد ان نتوقف مطولا فنحن امام قامات امنت بالتجربة . واستطاعت ان تدفع بالشخصيات الى داخلها تتحرك معها وتجعلها تعيش تلك اللحظات القاسية والمدمرة ونخص الفنانة المتميزة سماح التى تنطلق بعيدا في حلولها والشخصيات التى تقدمها « سبع شخصيات لكن منها عذاباتها وظروفها وايضا معادلات تقديمها والتعامل معها . ونستطيع التاكيد بان هذه الفنانة تدهشنا يوما بعد اخر بما تمتلك من طاقة وامكانيات فنية تحول مهنة التمثيل عندها الى قصيدة شذية بتفاعلها وعمق الاحاسيس التى تمتلكها .. وهكذا هو الامر مع الفنان على الحسينى الذى راح يتحرك بكثير من اللياقة حيث المقدرة على تطويع الجسد والصوت والتعابير المقرونة بالاحاسيس العالية . بل انه يقود التجربة الى فضاء مشبع بالمتعة عند المشاهد وهو يتامل هذا الاداء العالي والمرهف «.
ويختتم بالقول:
هاديس للمولف والمخرج احمد العوضي نقلة اضافية مقرونة بالنضج والجرأة .. فما احوجنا الى هكذا مسارات تثري عرسنا المسرحي في مهرجان الكويت المسرحي .
فرقة المسرح الكويتي
تأسست فرقة المسرح الكويتي عام 1964 بجهود الفنان محمد النشمي، ومنذ ذلك الحين قدمت العديد من الأعمال التي أثرت المشهد المسرحي الكويتي والعربي، ومثلت الكويت في الكثير من المهرجانات المسرحية والثقافية، وتعتبر حاليا أقدم فرقة مسرحية في الكويت ومنطقة الخليج العربي، وقد خرجت ألمع نجوم الدراما الكويتية.