عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Nov-2019

الإعلان فرصة أولى للوصول إلى سلام حقيقي - كارولين جليك

 

إسرائيل هيوم
 
يوم الاثنين هذا سيذكر في كتب التاريخ. بيان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بان المستوطنات الاسرائيلية في المناطق ليست غير قانونية هو التغيير الاهم في سياسة الشرق الاوسط الاميركية في الجيل الاخير. فقد قال القانون الاميركي ان القدس عاصمة اسرائيل في العام 1995. هضبة الجولان لم تكن على طاولة المباحثات منذ نحو عقد. ولكن المستوطنات في المناطق هي المسألة التي حددت الخطاب الدولي المعادي لاسرائيل منذ السبعينيات.
الاتهام الكاذب بان الاستيطان الاسرائيلي في المناطق غير قانوني كان الاساس للتنديدات غير المنقطعة ضد اسرائيل في المحافل الدولية والقرارات المناهضة لاسرائيل في المحاكم الدولية وعلى رأسها قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي في العام 2004، وقرار محكمة العدل الاوروبية الاسبوع الماضي. كما أن هذا الاتهام عديم الاساس كان القاعدة في قرار 2334 لمجلس الامن في الامم المتحدة في 2016 واستخدم مبررا للتحقيقات المتواصلة ضد الاسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية. لقد عرض بومبيو عددا من الحجج الثورية. أولا، قال ان الادارة فحصت وقضت بان “اقامة مستوطنات مدنية اسرائيلية في الضفة الغربية بحد ذاته لا يتعارض والقانون الدولي”. ثانيا، اشار بومبيو الى أن مجرد حقيقة انه يكاد يكون هناك اجماع بان المستوطنات هي غير قانونية لم تدفع الى الامام بصفتها هذه السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وبدلا من مواصلة السير على خط الكذب الذي يبعد فقط كل فرصة للسلام، قال بومبيو الحقيقة. فليست المستوطنات في المناطق فقط قانونية بل يوجد لها مبرر اكبر من المستوطنات المقامة في مناطق موضع خلاف في اماكن اخرى. وعلى حد قوله، فان كلمة الادارة “تقوم على اساس الحقائق الخاصة، التاريخية، والظروف التي تطرحها المستوطنات المدنية في الضفة الغربية. بكلمات اخرى، فان موقف الادارة يستند الى الصلة التاريخية للشعب اليهودي بيهودا والسامرة، الصلة التي تقبع في قلب تاريخ وهوية الشعب اليهودي.
وأخيرا، قال بومبيو انه في كل الاحوال، فان المكانة القانونية للمستوطنات غير ذات صلة بالسلام.
“لن تكون تسوية قضائية للنزاع، والحجج بشأن من محق ومن مخطئ كمسألة القانون الدولي لن تجلب السلام. هذه مشكلة سياسية معقدة لا يمكن حلها الا بالمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.
ان اقوال بومبيو مثلما هو قرار ادارة ترامب نشر موقفها الان، هي صفعة رنانة للاتحاد الاوروبي. فاوروبا تستغل قرارها عديم الاساس في ان المستوطنات في المناطق غير قانونية كمبرر للسياسة الاقتصادية والسياسية المعادية التي تميز ضد اسرائيل. وقرار محكمة العدل الاوروبية الاسبوع الماضي الذي يلزم الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بوسم البضائع اليهودية من المناطق، من القدس الموحدة ومن هضبة الجولان هو تزوير وتشويه للقانون الدولي كمبرر لتنفيذ سياسة لاسامية معلنة.
تعلم الدرس
يجدر بوزارة الخارجية أن تتعلم الدرس من بيان بومبيو. فبعد صراع استغرق سنتين، في العام 2017 نشرت الممثليات الاسرائيلية في الخارج أخيرا ورقة موقف توضح ان المستوطنات الاسرائيلية في المناطق قانونية. ولكن بخلاف ادارة ترامب، فان حكومة اسرائيل تواصل التعاون مع القانون الدولي كمسألة ذات صلة في المباحثات على المكانة السياسية ليهودا والسامرة.
ان بيان بومبيو هو فعل ودي مؤثر لدولة اسرائيل وللشعب اليهودي من جانب الرئيس دونالد ترامب وادارته. ولكن من ناحية امريكية، فانه يشكل ايضا خطوة متقدمة في تنفيذ رؤيا السياسة الخارجية للرئيس.
منذ دخل البيت الابيض، كان موقف ترامب الثابت انه يجب ملاءمة السياسة الخارجية الامريكية مع الواقع مثلما هو وليس مع العالم الذي يتخيله “الخبراء”. في الشرق الاوسط، فان وقوف السياسة الامريكية على ارض الواقع يحقق لشعوب المنطقة – بمن فيهم اسرائيل والفلسطينيين – الفرصة الاولى التي كانت لنا في اي مرة للوصول الى السلام الحقيقي.