عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Mar-2020

متلصصون مخادعون وشاة وكذابون - بقلم: ناحوم برنياع

 

يديعوت أحرونوت
 
جعلت ايام الحملة الاخيرة احتفالا اعتباريا لخارقي الثقة المخادعين الوشاة والكذابين بتعاون حماسي من افضل الصحفيين في آمل ان يغفر لي القارىء اذا ما عالجت اليوم (أمس)، قبل 24 ساعة من فتح الصناديق مواضيع ستختفي عن جدول الاعمال العام حتى مساء الغد (اليوم). وأنا أتحدث عن تسجيلات خفية. لقد القت حملة الانتخابات الحالية على الناخبين بحرا من القرف. والتسجيلات الخفية كانت كريهة على نحو خاص: فقد جعلت ايام الحملة الاخيرة احتفالا اعتباريا لخارقي الثقة، المخادعين، الوشاة والكذابين، بتعاون حماسي من افضل الصحفيين في البلاد. منذ زمن بعيد لم يسبق لجريمة أخلاقية ان حظيت بمثل هذه الحقنة السخية من المجد. هذا تلصص. نشرت أمس ايلانا دايان اقوالا قالها نتان ايشل، مقرب نتنياهو لشخص طلب ايشل استئجار خدماته لقيادة الانتخابات لليكود. لم يتكبد الرجل العناء لان يروي لايشل بانه يسجله. واشركه ايشل ببضعة افكار فلسفية. فقد اعتقد مثلا بان سليلي الطوائف الشرفية يكرهون الجميع. كما اعتقد بان الوزيرة ميري ريغف بهيمة، ولكن فيها منفعة.
لقد اشتهر ايشل بسبب ما ابداه من اهتمام بتصوير أسرار موظفة في ديوان رئيس الوزراء. ورغم أنه اضطر لأن يستقيل مكللا بالعار، فانه يواصل العمل كالقواد السياسي لنتنياهو، بتكليف وبصلاحية. هذه مشكلة. فضلا عن ذلك، فان السؤال ما الذي اعتقده ايشل ليس مهما على نحو خاص، وبالتأكيد ليس عشية الانتخابات. فالحديث يدور عن شخص تعيس، هزيل الفكر وهزيل الكفاءة. اناس من هذا النوع يسمحون لنتنياهو بأن يشعر بالعظمة.
لقد كان ايشل نجما لبضعة تسجيلات خفية ذات صلة أكبر، تلك التي تسربت من محادثاته مع ايتمار بن غبير. وحسب هذه التسجيلات اقترح ايشل على بن غبير منصب وزير، سفير، مال لتغطية ديونه ودرة التاج – مكان في قائمة الليكود للكنيست القادمة. وريث الحاخام كهانا في قائمة الليكود للكنيست: هذه فكرة مشوقة.
لقد نشر التسجيل الخفي للحديث مع بن غبير في أخبار كيشت يوم الخميس الماضي. في النشرة ذاتها نشرت انباء عن تسجيلين خفيين آخرين. احدهما جاء بمقطع من حديث بين ينكي درعي، ابن رئيس شاس، مع مساعد مجهول لنائب في الكنيست. فلماذا كان هذا جديرا بالنشر؟ لانه بزعم المراسل فان ابن درعي هو صديق لابن نتنياهو.
التسجيل الخفي الثاني كان مهما لدرجة أنه افتتحت به النشرة. اسرائيل بخر، مستطلع أزرق أبيض، توجه الى حاخام، للحديث عن مشكلة عائلية تضايقه. الحاخام سحب بخر في اللسان: ماذا يفكر عن بيني غانتس، هل هو قادر على أن يهاجم ايران؟ بخر قال ان لا، والحاخام سجله.
لا مجال للشكوى من عميت سيغال، الذي نشر القصة: هذا عمله. ثمة مجال للشكوى من المحرر، الذي ضخم الدراما. مثلما في كل قصة قذرة، فان هذه القصة ايضا تعود على ناشرها. بخر هو الامعة هنا: فمن يعتقد أنه يمكن ان يعتمد على تكتم الحاخامين يبدو انه لم يسمع عن الحاخام بينتو. ولكن المخادع هو الحاخام الذي سجل، والرجل الشرير هو نتنياهو، الذي شرف المخادع بلقاء معانق.
أول من أمس، في حدث ختامي لحملة أزرق أبيض، ادعى على مسمعي بعض من نواب الحزب بان القصة انقلبت رأسا على عقب: فالمصوتون في اليمين الرقيق لم يستطيبوا هذا الاستخدام البائس الذي سخر له نتنياهو الحاخام. ولكنهم لم يتمكنوا من اثبات ما يزعمون: بخر، محرر الاستطلاعات عندهم، اقيل بسبب القصة.
القسم المسلي في هذه القصة هو الزعم بأن ليس لغانتس الشجاعة لمهاجمة ايران. امنون ليبكن شاحك الراحل كان من ابرز رؤساء الاركان. وقد كان يعرف نتنياهو جيدا. عندما عاد نتنياهو وهدد ايران، واستثمر المليارات في التدريبات تمهيدا للهجوم على منشآت النووي، لم يقلق ليبكن شاحك: “بيبي جبان”، قال، “فهو لن يهاجم ايران”. وكان محقا، بالطبع. فقد بقيت الطائرات في جحورها.
السؤال الحقيقي ليس اذا كان غانتس سيهاجم ايران بل هل صحيح أن يهاجم ايران. ولكن هذا السؤال لا يهم احدا في هذه اللحظة: التسجيلات الخفيية، هذا ما يثيرهم.