عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Sep-2024

"قشر البرتقال" لمرام رحمون.. قصص مستمدة من الموروث الشعبي

 الغد- عزيزة علي

 وقعت القاصة مرام رحمون، أول من أمس، مجموعتها القصصية "قشر البرتقال"، التي صدرت بدعم من وزارة الثقافة ضمن منشورات "إربد عاصمة الثقافة العربية 2022"، وذلك في حفل أقيم في منتدى الرواد الكبار.
 
 
جاءت المجموعة في قسمين: الأول، ثماني قصص مستمدة من الموروث الشعبي، وهي: "عين حمد، الألفية، قشر البرتقال، بوظة، الأمل الدفين، أنيسة، جدتي قمر، فتحي الأخرس"، والثاني يضم ثماني قصص واقعية اجتماعية، وهي "كعب عال، نعنع خاص، أبيض أبيض، مدخن بالكراميل، دمية بمقياس قط، أرواح سبعة، نحس، عزف منفرد".
 
شارك في الحفل الذي أدارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص؛ الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي، وقدم السينارست حسن خضر شهادة إبداعية.
وقالت هيفاء البشير: "نحتفي في هذه الأمسية بالقاصة مرام رحمون والدكتورة دلال عنبتاوي، التي ستضيء على المجموعة القصصية "قشر البرتقال" والتي جمعت ما بين عراقة مدينة دمشق، وجمال وقرابة مدينة إربد، فصنعت فكرها الخاص، كتبت فأبدعت، فكان لها كتاب "نرجس أزرق"، ومجموعتها القصصية "قشر البرتقال"، وهي ناشطة اجتماعية في الثقافة وحقوق المرأة. ونحتفي بهذه المجموعة التي صدرت ضمن منشورات "إربد عاصمة للثقافة العربية".
فيما قالت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي في ورقتها التي جاءت بعنوان "قراءة في المجموعة القصصية (قشر البرتقال)": "والموروث الشعبي وأثره على القص، مبينة أن قصة "قشر البرتقال"، التي عبرت من خلالها القاصة عن "بركة إربد"، وسعيدة التي ارتبط اسمها بتلك المنطقة في إربد وذاك الشاب المبروك زوج سعيدة.
ورأت عنبتاوي أن هذه المجموعة عملت على طرح نموذجين للقص أحدهما قام على الموروث الشعبي وقصصه/ والآخر اتخذ من الواقع بيئة ثرية له وقد ظهر الموروث الشعبي في هذه المجموعة من خلال القصص التي ضمنتها القاصة واتكأت عليها في بناء أحداث القصة وتفاصيلها، حيث اتخذت من تلك الحكايا القديمة مادة ثرية لإعادة قصتها ضمن بنى تقترب من الإبداع تارة وتتماهى مع الواقع المعيش تارة أخرى، فلم تغب حكايا الجدات وصورهن وظلت حاضرة في هذا الموروث لتأكد حضوره وأهميته وقيمته في نسج القصص.
وأشارت عنبتاوي إلى أن "مفهوم الموروث الشعبي"، أو "التراث" أو "الإرث" كلها مسميات تحمل بمفهومها العام مختلف أنواع الثقافة ببعديها المادي والمعنوي، من معتقدات وحكايات وفنون شعبية وعادات وتقاليد، وما شابه، وكل ما قدمه الإنسان لمجتمعه، حيث أضحى التراث مفهوماً عاماً يشمل ما يتصل بالصناعات والحرف التقليدية والفنون التشكيلية، ويعد هذا التراث انعكاسا لحياة أي شعب، وعقائده، وما يحمله من أفكار وهموم وآلام وآمال. والتراث العربي في المجمل متشابه لأنه تراث أمة تحققت لها كل عوامل الوحدة والتجمع والتشابه والتناسق والتكامل، وإن تمايز في بعض الجزئيات لكن في النهاية يجمعه مع الأشقاء الآخرين الكثير من العوامل المشتركة، كالمعتقدات الدينية والثقافة واللغة.
وثم تحدثت عنبتاوي عن كيفية توظيف الموروث الشعبي في هذه المجموعة القصصية؟ لافتة إلى المضمون الفكري الذي طرحته هذه القصص، حيث اهتمت القاصة في هذه المجموعة بتوظيف العنوان للتعبير عن الموروث الشعبي وذلك من خلال العناوين "عين حمد، قشر البرتقال، بوظة، الأمل الدفين، أنيسة ، جدتي قمر، فتحي الأخرس، ومن عنونة الأسماء لتلك القصص المرتبطة بالموروث الشعبي نجد قصتين هما، عين حمد وفتحي الأخرس"، حيث نلاحظ أن هذه المضامين جاءت في معظمها من صميم الموروث الشعبي.
أما حول توظيف الأسماء في المجموعة، فقد جاءت كما رأت عنبتاوي "عين حمد، أنيسة، جدتي قمر، فتحي الأخرس"، موضحة أن لمثل هذا التوظيف ما يبرره، إذ كثيرا إنه ما ترتبط قصص التراث الشعبي بأشخاص لهم حضورهم في البيئة الشعبية لصفات أو لكرامات يمتلكونها أهلتهم إلى أن يكون لهم انتشار وحضور لافت بين فئات الشعب، بل لقد سميت في بعض الأحيان الأحياء الشعبية بأسماء هؤلاء الأشخاص ولعل نموذج ذلك نجده جاء من خلال توظيف الاسم واعتباره الدالة الأولى والباب الأول للدخول إلى عالم الموروث الشعبي ونبش خفاياه.
وخلصت عنبتاوي، إلى أن تراثنا العربي يزخر بالكثير من القصص والحكايات من مثل، أمنا الغولة، الشاطر حسن وغيرهم، وما تزال للآن تلك الحكايا والقصص تشكل إرثا تتناقله الأجيال، ولا يمكننا التخلي أو الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال، لكننا بتنا بحاجة ماسة لمن يعيد قراءته لنا مرة أخرى وبطريقة جميلة جديدة وممتعة.
فيما قال السناريست حسن خضر: "تحتفي هذه المجموعة بقصص نوعية حملت عناوين محكية، والمؤلفة خرجت من إطار السرد التقليدي واختصرت قصصها بدمج أدبي مع الحدث".
وخلص إلى أن رحمون امتلكت القدرة على رفع مستوى الحدث من سطور على الورق لروح وجسد ولسان يتحدث بينهم، وبجمل مستعارة تحتاج للوقوف عندها.
فيما قرأت رحمون مجموعة من القصص منها، "(جدتي قمر)، (فتحي الأخرس)، (ونعنع خاص)".