عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Nov-2020

وقائع تدميرية محزنة*حمادة فراعنة

 الدستور

حلقة تدميرية إضافية أخرى من نشاطات تفجيرية ومبادرات عنيفة لخلايا داعش الكامنة في أوروبا، حرّكها وكشف الغطاء عنها تصريحات الرئيس الفرنسي، وقد يكون عجّل بها من الكمون، تنتظر التعليمات أو الدوافع أو عوامل ضاغطة نحو التعجيل بالتنفيذ.
 
داعش تنظيم لا يختلف عن كل التنظيمات السياسية في العالم، يبني خلاياه، يُدربها، يُسلحها لتؤدي مهام ضد من تراه عدوها، وعدوها الآن من كان حليفها بالأمس منذ أفغانستان مروراً بالعراق وصولاً إلى كل البلدان كتنظيم أممي عابر للحدود.
 
لم تكن هذه التنظيمات بعيدة عن أجهزة الاستخابارات الأميركية ومن ثم الأوروبية، منذ أسامة بن لادن الذي تم تمويله وتسليحه من قبل الأميركيين وأدواتهم وحلفائهم لمواجهة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، ونجحوا في هزيمته في أفغانستان وُقوضوا المعسكر الاشتراكي ونالوا منه حتى تم فكفكته، وانفض بعد ذلك التحالف بين المعسكرين:1- بين المعسكر الأميركي وأدواته وجماعته، 2- وبين معسكر الإسلام السياسي بأغلبية أجنحته بما فيهم الإخوان المسلمين وإيران الذين تحالفوا معاً لمواجهة العدو المشترك، بما فيها التعاون لاحتلال العراق وتدمير ليبيا واليمن وسوريا، لقد نجح الأميركيون مع أدواتهم وجماعتهم بقتل الرؤساء العرب: 1- ياسر عرفات، 2- صدام حسين، 3- معمر القذافي، 4- علي عبدالله صالح، وأقالوا ثلاثة رؤساء: 1- حسني مبارك، 2- زين العابدين بن علي، 3- عمر البشير، عبر أشكال وظروف مختلفة تتفق ومعطيات كل بلد من هذه البلدان، وتحت حجج ودواعٍ مختلفة، ولكنهم جميعاً رفضوا الانصياع للتعليمات الأميركية فدفعوا الثمن، من حياتهم الشخصية أولاً ومن ظروف بلادهم وإفقارهم وتدمير قدراتهم ثانياً، يساعدهم على ذلك أن بعضهم لم يعتمد إلا على أدواته الأمنية التي لم تحميه بل بعضها تواطأ ضده، أو تآمر عليه لأن تمويلها وتدريبها كان يعتمد على الأميركيين.
 
حينما نقرأ مذكرات كونداليزا رايز وهيلاري كلينتون وجورج تينيت مدير المخابرات الأميركية وغيرهم وندقق في تفاصيلها، نُصاب بالذهول لحجم المعلومات والتفاصيل التي تكشف الوقائع لما كان يجري في العالم، وفي بلادنا العربية بشكل خاص، وكيف تمت لمصلحة المستعمرة الإسرائيلية حليفتهم وأداتهم في منطقتنا، بما فيها اختراق تنظيمات مهمة كالقاعدة وداعش، والتفاهمات التي توصل إليها الرئيس أوباما مع إيران والإخوان المسلمين ليكونوا البديل لبعض الأنظمة العربية، كما حصل في مصر وتونس وليبيا والعراق والمغرب واليمن، ووحدها سوريا فشلوا في إسقاط نظامها لسببين: أولهما تماسك مؤسسات النظام، وثانيهما غياب الاتفاق الدولي على إسقاط النظام، فالروس والصينيون رفضوا وتصلبوا ودعموا ونجحوا في إحباط مجمل الخطة والبرنامج لاسقاط النظام السوري، والروس كما سمعت شخصياً من وزير خارجيتهم أمام مسؤول عربي كبير في بداية عام 2012 قال: «لقد خطف الأميركيون العراق وليبيا في غفلة من الموقف الروسي ولكنهم لن يتمكنوا من سوريا» وهذا ما حصل، وفشل الأميركيون وأدواتهم وجماعتهم في سوريا، ونجحوا في البلدان العربية الأخرى!!.