عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2021

هل أتاكم حديث «الكونفدرالية».. الفلسطينية/الإسرائيلية؟*محمد خروب

 الراي

عبر «نيويورك تايمز»... الصحيفة الأميركية الأكثر شُهرة ومتابَعة, اختار رجل الاعمال الاميركي/الفلسطيني الأصل سام بحّور، والكاتب الإسرائيلي برنارد افيشاي، نشر مقالة «مُشتركة» دعيا فيها الى اقامة «كونفدرالية» بين إسرائيل و«السلطة الفلسطينية», باعتباره «حلاً نهائياً وبديلاً» عن حل الدولتين, الذي أُعيد الى الواجهة بشكل خجول على لسان رئيس الدبلوماسية الأميركية بلينكن, بعدما «بشّرَنا» ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي «مُعقّد» وانه يحتاج الى وقت «طويل» لِحله. بعد أن أبقى بايدن على «إرث» ترمب, إن لجهة الاعتراف بالقدس ?المُوحَّدة» عاصمة للعدو الصهيوني, أم لجهة ابقاء السفارة الاميركية فيها. ناهيك عن الرفض الاكثر خجولاً للإستيطان اليهودي في الضفة المحتلة, دون ان يترافق ذلك مع اي اجراءات اميركية رادعة، ما يعني إيماءة بالمضي قُدماً في المشروع الاستعماري/الاستيطاني دون رادع اوتوبيخ.
 
مقالة الاميركي/الفلسطيني وصديقه الاسرائيلي تنطلق من تسليم بقناعات توفرت لديهما – دونما سند على ارض الواقع – بان «التوتّرات» بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني «لن يُبدِّدها حل إقامة دولتين تفصلهما حدود»، ثم يواصلان تفسير ذرائِعهما المتهافتة بالقول: إن هذه المحاولات (حل الدولتين) فشلت مراراً وتكراراً منذ توقيع اتفاق أوسلو للسلام 1993، وانطلاقاً من هذا الواقع (كما يَصِفانِه) يذهبان مباشرة دون نصوص أوتوثيق لما حدث طوال أزيد من ربع قرن على كارثة أوسلو, ليعيدا إنتاج مقولات صهر ترمب البائس...كوشنر, حول «الإزدهار? للشعبين (وكأن سكان دولة الاحتلال يعيشون أوضاعاً اقتصادية وإنسانية وحقوقية بائسة, كما حال الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض يومياً, للتنكيل والإعدام الميداني والإعتقال وإهدار الكرامة والحقوق).
 
يقول الأميركي/الفلسطيني وزميله الصهيوني:»..إنطلاقاً من هذا الواقع..(يجب) على بايدن تعزيز إقامة الكونفدرالية, من أجل العيش بـ«ازدهار» بين الجانبين, ويجب – يُضيفان – على الإسرائيليين والفلسطينيين إقامة دولتين تتشاركان ما يجب مشاركته, وتفصلان ما يمكن فصله. ولا تتوقّف سردِيّتهما مُفرطة في الإنتقائية وتجاهل صلب المسألة وهو الاحتلال والاستيطان ومنع الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره, بل يفرطان في ايراد العبارات والمصطلحات المُجتزأة, ليُقرِّرا: ان التقسيم الكامل ما هو إلاّ «هراء», مُصوبيْن مباشرة بعد الترويج للرفض ال?لسطيني لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 عام 1947 إلى...«أن التخطيط الأمني والتعاون بين الدولتين, سيُفضي إلى تهميش الرافضين من كلا الجانبين لمشروع الكونفدرالية, ويقصدان حركة حماس والمؤيدين لها, والمُعارضين للسلام من الجانبين إضافة للمتطرفين اليهود.
 
ثمَّة حاجة للمضي في اقتباس ما جاء في المقالة التي لا تدفن «فكرة» حل الدولتين غير القابلة للتطبيق في ظل الواقع الاستعماري/الاستيطاني المُوشِك ابتلاع معظم أراضي الضفة الغربية, بل ودائماً الرفض الصهيوني المُطلق لوصف أي كان فلسطيني ينشأ بـ«دولة», إضافة إلى أن الكاتبين يدعوان لكونفدرالية بين «سلطة أوسلو» و«دولة» إسرائيل, ما يعني أن الأميركي/الفلسطيني والصهيوني يدعوان بايدن للتخلّي عن «حل الدولتين». بل وفي ما يخص قضية اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنين، قالا: بإمكان المؤسسات الكونفدرالية «تحديد» عدد اللاجئين الذين?سيعودون لإسرائيل، وتحديد عدد الإسرائيليين/المُستوطنين...الذين سيعيشون في فلسطين.
 
أي أنهما يدفنان...«حق العودة», ويُصدِّران مسألة اللاجئين للدول المُضيفة.