عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jan-2019

طبیبة تترجم حزنها علی موت ابنها الجامعي برعایة 110 أیتام بالزرقاء

 

الزرقاء-الغد-  لم تجد الطبیبة الأردنیة الدكتورة سوزان عبدو والتي تعیش في أمریكا وتحمل جنسیتھا منذ ثلاثین عاما، وسیلة لتتغلب على حزنھا الشدید بفقدان فلذة كبدھا ”رامي“، إلا من خلال إطلاقھا لمبادرة ”مشروع رامي لرعایة الأیتام“ تخلیدا لذكرى ابنھا العزیز على قلبھا .
وبینت طبیبة الباطنیة ورعایة كبار السن سوزان عبدو لوكالة الأنباء الأردنیة (بترا) أنھا فقدت ابنھا رامي اثر حادث سیر مؤلم أثناء قیادتھ للدراجة، بعد أن أنھى دراستھ الجامعیة في جامعة میریلاند الأمریكیة بتخصص العلوم السیاسیة، إذ كان یحضر لإكمال دراساتھ العلیا في الحقوق، إلا أن القدر لم یمھلھ، لتخلف وفاتھ حزنا كبیرا في قلب والدتھ المكلومة.
وأضافت أنھا وجدت أن أفضل وسیلة لتجاوز حزنھا الشدید ھو مساعدة الأیتام والفقراء والمحتاجین في موطنھا الأردن، وبالتحدید في مدینة الزرقاء منذ شھر آب عام 2017 بعد مرور عشرة أشھر على وفاة ابنھا رامي، وذلك نظرا لأن ابنھا رامي كان یحب الأطفال كثیر ویحب التعلیم .
ً وأشارت، أثناء التحضیر للحفل الذي نظمھ مركز التوعیة والإرشاد الأسري في الزرقاء احتفاء بانضمام أطفال أیتام جدد لمبادرة “ مشروع رامي لرعایة الأطفال الأیتام والفقراء “ الى ان مبادرتھا بدأت بكفالة (38 ( یتیما تتراوح أعمارھم ما بین 6 وحتى 16 عاما منذ عام 2017، حیث نظم المركز ھذا الحفل بمناسبة انضمام أطفال جدد لمبادرة ”مشروع رامي “ لیصبح العدد( 110 ( طفلا وطفلة ولیمتد المشروع حتى عام (2021، (لافتة إلى أن( 80 ( بالمائة منھم أیتام والبقیة من ذوي العائلات الفقیرة جدا.
وبینت أن الأطفال المشمولین بالمبادرة یقومون بزیارة المركز مرتین أو ثلاث مرات خلال الأسبوع یتلقون خلالھا وجبات الطعام وتوفیر الرعایة الصحیة والنفسیة لھم ، وتوعیتھم وإرشادھم من خلال عشرة موظفین وباحثات اجتماعیات ”، حیث یتم التركیز على أعطائھم دروس تقویة في الریاضیات واللغة الانجلیزیة والحاسوب ، إلى جانب تعلیمھم مھارات الحیاة الأساسیة ، وتطویر سلوكیاتھم من خلال تكریس العمل بروح الفریق وترسیخ نھج التعاون والتشاركیة لدیھم .
كما یتم التركیز على تنمیة مھاراتھم في فنون المسرح و الرسم والموسیقى ، حیث یتمتع ( 25(
طفلا وطفلة بموھبة التمثیل والمسرح، إضافة إلى وجود أطفال متمیزین في مجالات عدة كالموسیقى والریاضة ، مشیرة إلى التنسیق المباشر مع مدیریة ثقافة الزرقاء والجھات المعنیة الأخرى لرعایة مواھبھم وتنمیھا .
وبخصوص الأموال المخصصة لمبادرة مشروع “ رامي “ بینت الدكتورة سوزان عبدو أنھا بدأت المبادرة بثلاثین ألف دولار أمریكیة، كانت مخصصة لإكمال دارسة ابنھا رامي الجامعیة ،مشیرة إلى أن الأموال المخصصة للأطفال ستزید لتصبح ( 100 ( ألف دولار الآن مع زیادة عدد الأطفال المشمولین بالمبادرة إلى( 110 ( طفلا وطفلة .
وعبرت عن رغبتھا بتوفیر المساعدة والرعایة لأكبر عدد ممكن من الأطفال الأیتام والمحتاجین ، متمنیة وجود محسنین كثر، لیواصلوا دعم الأطفال ورفع مستواھم ورفع المعاناة عنھم .
وقبل بدء الاحتفال، الذي قدم خلالھ الأطفال مجموعة من الفقرات الفنیة والغنائیة والرقصات والعروض المسرحیة التي عبرت عن المھارات التي یتمتعون بھا ، بینت الطبیبة سوزان بحضور ابنتھا لینا التي تساندھا في المبادرة ، ضرورة إضافة معلمة لغة انجلیزیة للعنایة بالأطفال ، حیث استجابت مدیرة المركز نادیا بشناق لھذه الرغبة نظرا لأھمیة اللغة الانجلیزیة ولتمكینھم ولتلبیة متطلبات الأطفال بعد زیادة عددھم .
من جھتھا أشادت رئیس مركز التوعیة والإرشاد الأسري نادیا بشناق بمشروع رامي الذي یھدف لتحقیق الرفاه النفسي والاجتماعي للأطفال وتوفیر مناخ صحي مناسب للأطفال ومساعدتھم من أجل حیاة فضلى .
وأضافت ان ”مبادرة مشروع رامي “ تعنى بتوفیر برامج تدریبیة لامنھجیة في الریاضیات والحاسوب والمسرح، إلى جانب التركیز على برامج ترفیھیة ومھارات التواصل والاتصال والحوار للتعبیر عن متطلبات الأطفال والتحدیات التي یواجھونھا .
وأثناء الاحتفال قدم الأطفال المشمولین بمبادرة مشروع رامي ، عرض مسرحیتین توعویتین بعنوان ”حقوق الطفل“ و ”المحافظة على البیئة “ إضافة إلى فقرات فنیة وغنائیة وفقرات شعریة وأناشید وطنیة ورقصات تعبیریة .
وفي ختام الاحتفال، الذي تابعھ جمع من ممثلي المجتمع المحلي ، عبرت سوزان عبدو ، عن شكرھا للمركز لما لاحظتھ من تغییر وتطویر على سلوكیات الأطفال منذ السنة الماضیة وحتى الآن، الأمر الذي یدل على الجھود الكبیرة التي یبذلھا المركز والموظفین والباحثات الاجتماعیات .(بترا)