عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Mar-2020

بلسم الامتنان يخفف من أزمة الفيروس

 

افتتاحية - كرستيان سيانس مونيتور
في افتتاح كلمته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أشار الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إلى نقطة الإعراب عن الامتنان للنساء اللواتي يحاربن فيروس كورونا في المستشفيات والمختبرات ومناطق الحجر الصحي. وقد صرح قائلا: «إن هؤلاء النسوة يعملن في ظروف صعبة للغاية، بمهارة وروح تضحية، بتفان». وفي إحاطاته الصحفية، نائب الرئيس مايك بنس، بصفته الشخص المعين من البيت الأبيض للحديث حول تفشي الفيروس، غالبًا ما يضمن تعليقاته بعبارة «عميق الامتنان «- لقادة الولايات، وصناعة الطيران، وغيرهم - الذين يساعدون الحكومة الفيدرالية في اتخاذ تدابير الاستجابة. وفي الوقت نفسه، شكر وزير الخارجية مايك بومبيو إيطاليا وكوريا الجنوبية، وهما دولتان تعانيان من تفش كبير للفيروس، «لشفافيتهما وعملهما الدؤوب في سبيل تقديم الرعاية للمتضررين.»
وتقدمت الصين بالشكر من اليابان على الإمدادات الطبية ومن بيل جيتس وزوجته ميليندا جيتس على تعهدهما بتقديم 100 مليون دولار للمساعدة في مكافحة تفشي المرض. كما أبدت إيران التقدير لدولة الكويت لعرضها المساعدة في التعامل مع أزمتها. بالمثل، شكرت سريلانكا الهند على إعادة بعض مواطنيها جوا من الصين. وفتحت صحيفة واحدة على الأقل، صحيفة ستريتس تايمز في سنغافورة، صفحة ويب للناس لتكريم مكافحي الفيروسات الذين يعملون في الخطوط الأمامية. وقد كتب أكثر من 1000 شخص ملاحظات حملت مشاعر الامتنان العميق والشكر الصادق. على سبيل المثال، كتب العامل الأجنبي شانموغام غانيسان ملاحظة جاء فيها: «أنا لا أخاف من الفيروس بسبب ما تبذلونه من جهود».
كما يتكشف لنا من كل مظاهر التقدير العام هذه، فقد أصبح الامتنان أداة أساسية خلال أزمة الصحة العالمية. ويحدث ذلك انطلاقا من أسباب عديدة. اذ يساعد الامتنان في التركيز على الخير الكامن في الموقف، ويخفف من وطأة الخوف. كما يساعد الناس على تكوين روابط أقوى عبر الحدود وعلى الرغم من الاختلافات. ومع ذلك، فمن أجل أن يكون صفة داعمة أثناء الأزمات، يجب أن يكون الامتنان نابعا من القلب، وليس مطلوبًا. قبل فترة وجيزة في الصين، ارتكب وانغ تشونغ لين، سكرتير الحزب الشيوعي في ووهان، خطأ بقوله أنه كان «من الضروري تنفيذ حملات تثقيفية حول ابداء الامتنان بين سكان المدينة بأكملها» لكي يعبروا عن شكرهم للسيد شي جين بينغ والحزب الشيوعي الحاكم الطرف للطريقة التي يتعاملون بها مع الأزمة. وبعد مواجهة ضجة عامة، تم حذف تعليقاته من المواقع الرسمية.
من أجل تصحيح الخطأ، قال يينغ يونغ، رئيس الحزب في مقاطعة هوبي، إن الأشخاص الذين كانوا تحت الحجر الصحي الصارم هم الأبطال الحقيقيون. واضاف بالقول: «بهذا أعرب عن امتناني الصادق لأهالي ووهان وهوبي». وبالفعل، قالت منظمة الصحة العالمية إن العالم «مدين» لـ 55 مليون شخص من سكان هوبي بسبب تضحياتهم في محاولة احتواء الفيروس، في أوقات الذعر، يمكن أن يكون التعبير عن التقدير بمثابة إعادة ضبط. إنه يسمح بالتفكير الهادئ والعميق، اي ما هو مطلوب على وجه لتحديد للتوصل إلى تدابير حكيمة أثناء انتشار الوباء.