الدستور
ثمة من يرى أنني سوف أصلي على بلاط جهنم 65 سنة، وثمة من يرى أنّ عليّ أن أقضي صلاة 65 سنة فائتة !!
لم أُصَبْ بالذعر للتعليق المرعب الأول. ولم أُصَبْ بالدهشة للتعليق الثاني، فقد وجدتهما رأيين واجتهادين يحتملان كل شيء، وليسا فتويي عالِمين مختصين !!
ولكن ثمة ياسين الحسبان !!
ياسين الحسبان -بعد مفلح الرحيمي- أفلتَ عليّ شلالات الفرح التي عززت طمأنينتي وثقتي، حينما نبهني إلى أن حالتي ينطبق عليها قوله تعالى:
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ، وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحِيمًا}.
مذهلٌ ما تراه عينا أخي معالي الدكتور ياسين الحسبان، وهو الرأي الذي يتميز باليُسر ويفيد أن توبتي النصوح تعني أن الله عز وجل، سيبدّل جميع سيئاتي إلى حسنات !!
الله الله كم في الدين من يُسرٍ ورحابة وسِعة ومغفرة وتيسير.
وكم بيننا متشددين مغالين ينطبق عليهم قول رسولنا الكريم:
«يا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ مِنكُم مُنَفِّرِينَ»!!
لم أكن أتوقع أن تثير مقالتي، حول انقطاعي المؤسف عن الصلاة، التي وصفها بعض الأصدقاء، بأنها مقالة نادرة في شجاعتها وصدقها، ما أثارته من ردودٍ غاية في الود وكرم التعليقات والتشجيع، وقد ترددت كثيرًا عبارةٌ طيبةٌ كريمةٌ، في التعليقات التي وصلتني، هي: أسأل الله لك الثبات !!
لم أكن أعتقد أنني لن أثبت على ما وصلت إليه من قناعات، لكنني وجدت تلك العبارة مفرطة في ما تحمل من المحبة والإيمان والخير والحنان.
ألم يقل رسولنا الحبيب: النَّدَمُ تَوْبَةٌ.
ويعلم الله أنني من الذين إذا ذُكر الله وَجِلت قلوبهم، وأنني كنت إذا قام أصحابي إلى الصلاة، أخجل من نفسي!!
وإنني أعتبره فضلًا من الله ورضىً عميمًا عليّ، أنه سبحانه وتعالى لم يقبضني إليه قبل أن أعود إلى الصلاة !!