عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2020

«الكركرات».. محاولة فاشلة لقطع الشريان المغربي الموريتاني*محمد الصبيحي

 الراي

نفذ الجيش المغربي الخميس الماضي عملية عسكرية دون وقوع ضحايا في منطقة الكركرات جنوب الصحراء المغربية، حيث أعادت هذه العملية قضية الصحراء إلى واجهة الاحداث في شمال وغرب أفريقيا.
 
الكركرات بلدة جنوب الصحراء المغربية تقع على بعد 11 كم من الحدود مع موريتانيا ومسافة 5 كيلومترات من شاطئ المحيط وبمرجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعته الأمم المتحدة عام 1991 أقام المغرب حاجزاً رملياً على حدود المنطقة التي اعتبرت منزوعة السلاح منذ ذلك الحين.
 
يشكل شريط الكركرات الضيق المعبر البري الوحيد لنقل البضائع وعبور الشاحنات والمركبات بين المغرب وموريتانيا ويعتبر بالنتيجة صلة الوصل البري بين المغرب ودول الساحل الافريقي الغربي.
 
منذ ثلاثة أسابيع اخترق مسلحو جبهة البوليزاريو الحاجز الرملي وقاموا بقطع الطريق البري بين المغرب وموريتانيا خرقا لاتفاق عام 1991، وبعد فشل وساطات فريق الأمم المتحدة في المنطقة لاعادة الأمور إلى نصابها السابق أعلن المغرب ان قواته ستنفذ عملية عسكرية في المنطقة وتم ذلك بالفعل تحت أنظار بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار حيث فر مسلحو البوليزاريو من المنطقة وقامت الادارات المدنية المغربية بترميم الخط البري وأعادته لحركة الشاحنات كالعادة.
 
ويظل السؤال لماذا تحرك بوليزاريو الان بعد ثلاثين عاما من وقف إطلاق النار؟.
 
هناك عدة اسباب، أهمها اعتقاد قادة بوليزاريو ان الوضع مهيأ لإحداث بلبلة وقلاقل داخل موريتانيا في وقت لا يحتاج فيه المغرب إلى أية أحداث على حدوده الجنوبية خاصة بعد أن هدات الأوضاع السياسية والامنية في دول الساحل الافريقي الغربي التي يعتبرها المغرب عمقا اقتصاديا واستراتيجيا له، في وقت تستعد عدة دول منها لفتح بعثات قنصلية لها في الصحراء المغربية بعد تنفيذ المغرب لمشاريع تنموية وبنية تحتية كبيرة على مدى السنوات الثلاثين الماضية بما يضع منطقة الصحراء المغربية الممتدة على ساحل المياه الدافئة وحقوق الصيد البحري الغنية معبراً تنموباً اقتصادياً بين الساحل الافريقي الغربي وبين الشمال باتجاه المغرب والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي أمضى فيه مسلحو بوليزاريو اكثر من أربعين عاما يحملون السلاح لمقاتلة كثبان الرمال المقفرة عالة على مساعدات إقليمية كورقة سياسية في أيدي قوى إقليمية ذات اجندات خاصة، حيث أضاعو اكثر من فرصة تاريخية للاتفاق مع المغرب على حكم ذاتي وتنمية اقتصادية واجتماعية هائله.
 
الآن وبعد تبخر آمالهم بدولة صحراوية تضاف إلى التجزئة العربية وتكون عازلاً بين المغرب وأفريقيا بسبب وحدة الموقف الرسمي والشعبي الحازم في المغرب بالتمسك يوحدة التراب الوطني المغربي وتحول المواقف الأفريقية والدولية باتجاه تأييد المشروع المغربي في الحكم الذاتي، بدأ قادة بوليزاريو في إثارة القلاقل الأمنية لاعادة مطالبهم إلى الواجهة السياسية في المنطقة فيما يبدو أنه استغلال للوضع الصحي الناتح عن وباء فايروس كورونا في المنطقة برمتها، فاختاروا المربع الحيوي الاستراتيجي بين المغرب وموريتانيا لأختبار رد فعل المغرب سياسياً وعسكرياً، ويبدو انهم فوجئوا بالتحرك الحازم للجيش المغربي.
 
لا يبدو في الأفق أن ما وقع في «الكركرات» سيكون حادثاً معزولاً ومحدوداً وسيلجأ مسلحو بوليزاريو إلى إثارة قلاقل أمنية مع المغرب في الأشهر القادمة فلا أحد يصدق أن تحركهم في الكركرات كان بدون إذن ودعم من جهة إقليمية ما. وسيحاولون الرد على العملية العسكرية المغربية ولكن لن يتجاوز الأمر ما يمكن وصفه بثعلب يناوش أسداً.