عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2018

الشاعر والناقد اللبناني شربل داغر: قصيدة النثر لم تدرس كفاية
الدستور - عمر أبو الهيجاء -
 
وصل كتاب «الشعر العربي الحديث: قصيدة النثر» للشاعر والروائي والناقد اللبناني الدكتور شربل داغر، والصادر عن دار منتدى المعارف، إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب التي أعلنت قبل أيام، والكتاب يعد من أهم الدراسات التي عاينت بالبحث والدرس اشكالية قصيدة النثر.
«الدستور» هاتفت الشاعر الدكتور داغر بمناسبة وصول كتابه للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فتحدث قائلا: «وصول هذا الكتاب إلى القائمة النهائية المرشحة للفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب حدثٌ مفاجِئ بما يتعدى شخصي. فأن يصل كتاب معني بدرس القصيدة بالنثر إلى هذه الجائزة الراقية، دليلٌ في حد ذاته على ما بلغه الوعي النقدي في النخب العربية: فالقصيدة هذه «ملعونة»، وها هي تبلغ مرحلة التكريس، والاعتراف بها.
وترشيح الكتاب يتوج مسارَ جهدٍ اقتضى مني العمل عليه سنوات وسنوات، مشيرا إلى أن هذه القصيدة – على الرغم من شيوع الكلام عنها – لم تُدرس كفاية، لا في تاريخيتها، ولا في شعريتها الناظمة لها. وهو ما طلبتُ البحث عنه، في المجلات العربية قبل المجموعات الشعرية، في إنتاج شعراء وشاعرات اختفت أسماء بعضهم وبعضهن منذ سنوات وعقود. كما عملت خصوصًا على بلورة المقاربة المناسبة لدرس هذه القصيدة، وهو ما لم يكن متوافرًا بشكلٍ يناسب طبيعة بناء هذه القصيدة. فقد عوَّل النقد، بخاصة العربي، لعقود طويلة على كلام الناقدة الفرنسية سوزان برنار لدرس هذه القصيدة، أي الكلام عن «صفات» ثلاث تميزُها، ولفد دحضتُ هذه الصفات، وصلاحيتها، مبرزًا أن ما تسميه «الصفات» لا يعني بأي حال بنى تأليفية في القصيدة. عدا أنني وجدت أن تعريفاتها لا تناسب واقع هذه القصيدة مع روّادها الثلاثة الأوائل، وهم: بودلير، ورامبو، ولوتريامون. ولو أردتُ تحديد جانب نقدي واحد، لقلتُ بأن حديث برنار عن «الإيجاز» (أو «القِصَر») في بناء القصيدة لا يناسب أبدًا شعر بودلير إلا في قسم قليل منه، ولا شعر رامبو في «فصل في الجحيم»، ولا شعر لوتريامون في «أناشيده».
وأضاف د. داغر إن هذه القصيدة تحتاج أكثر من غيرها إلى بلورة مقاربة تحليلية لبنائها، وهو ما عملتُ عليه في الكتاب، واستخلصتُ أربعة مستويات لدرسها. وهو ما قام بالاستناد إلى الشعرية العربية القديمة وإلى دراسات الشعرية في غير لغة وثقافة في العالم. هكذا كان لي في الكتاب أن أنطلق من أن «شرعية» هذه القصيدة ليست... بديهية، مثلما يتعامل معها غالبُ النقد، وإنما يتوجبُ إظهارُ شعريتها هذه، وتأكيدها بالتالي. ولقد أبنتُ في الكتاب أن انتظام هذه القصيدة، في فرنسا ثم في غيرها من البلاد، لم يصدر عن شعراء لا يحسنون كتابة قصيدة نظمية، وإنما يصدر عن جمالية مختلفة، تشمل الشعر وغيره من الفنون، ولا سيما التصوير. فما عملتْ عليه هذه القصيدة وأظهرتْه هو أن منظومة الشعر اختلفت عما كانته منذ قرون، وأن جمالية مغايرة باتت تتجلى فيها وتتميز.
وأوضح قائلا: لهذا أعتقد بأن وصول هذا الكتاب إلى القائمة النهائية يمثل استجابة إلى المجهود النظري والتحليلي والنقدي، وإلى الجدة التي برزت في معالجة مسائل هذه القصيدة، المثيرة والشائكة في آن. فالكتاب ليس استعادة شرحية لما يقال ويكتب، وإنما قام على فحص السند النظري المناسب للقصيدة، كما قام على إجراء مقاربة تاريخية، من جهة، ونقدية، من جهة ثانية، قلما توافرت في درس هذه القصيدة.