عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2020

من يقرر - ران أدليست

 

معاريف
 
كيف لا نزال نعرف بأن صفقة القرن غير ذات صلة بأي تسوية؟ الطرفان الاهم في تنفيذ كل خطة لحل المشكلة الاسرائيلية – الفلسطينية غير مشاركين فيها: الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين. منذ نهاية حرب الاستقلال وحتى اليوم كان الجيش الاسرائيلي صاحب الدور المركزي في كل الخطوات التي عنيت بالتسويات المستقبلية – من وقف نار، تسوية أو سلام، أو لعبة مدروسة من تراشق نار قصير. تفاصيل “الصفقة” تعرّف الجيش الاسرائيلي عليها من التقارير الاعلامية. والسبب واضح: لو كان نتنياهو طلب دراسة أركانية لكانوا مزقوها على المستوى الاستراتيجي وتمزقوا من الضحك على المستوى التكتيكي. وربما حتى، في فعل من المسؤولية الوطنية، كانوا سيسربون مضامينها لشعب اسرائيل كي يعرف الجميع بانهم على وشك ان يخدعوهم. الصفقة نفسها ليست صفقة على الاطلاق باعتبارات الامن بل باعتبارات الانتخابات – والجميع، بما في ذلك أزرق أبيض، يمينا والمشتركة استخدموها لأغراض حملاتهم.
المشكلة الحالية الحقيقية للجيش الاسرائيلي هي الزمن الحرج الذي يعلق فيه رئيس الوزراء، وزير الدفاع وحماس في اعتبارات انتخابية وكفيلون بأن يرفعوا درجة الغليان في الجنوب. لحماس أيضا يوجد تفضيلات من ينتصر في الانتخابات في اسرائيل، والنار من القطاع هي جزء من تلك الاعتبارات. ومعضلة الجيش الاسرائيلي هي كيف الرد على وضع تضحي فيه سواء الحكومة أم حماس بسكان الغلاف والقطاع في صالح اعتبارات الانتخابات في اسرائيل.
يتساءل الجميع لماذا تطلق حماس النار او تقر اطلاق النار بينما تضخ اسرائيل الاموال والوسائل (الجيش الاسرائيلي، بالمناسبة يطالب بتصعيد الضخ)، والجواب هو أنها هي ايضا تشارك في عملية الانتخابات. هي ايضا لا تعرف كيف تقدر أثر قذيقتها على الانتخابات. يتبين أن قذيفة الى الكيبوتس لم تعد بضاعة. فأحد في اسرائيل لا يهتم، ولا في الحكومة. وحتى الصاروخ الى مدينة لن يضر بالدعم لنتنياهو وشركائه، فآريه درعي والباباوات سيهتمون بذلك. فماذا عن صاروخ نحو مدينة اكبر؟ هذا سيؤدي الى رد عسكري اسرائيلي اشكالي سيمنح الحكومة الحالية بالذات بضع نقاط غضب وطني. من ناحية اليمين الامني، في كل لحظة نحن نعيش تحت التهديد بالحرب ولكن لا يوجد اليوم اي عدو يقصد، يريد او قادر على إبادتنا. وباستثناء المناوشات (نعم، المناوشات) من القطاع. الخطر الوحيد هو المحاسبات على المقاعد بين نتنياهو وبينيت اذا ما سخنت الساحة وكيف ستؤثر جولة قتالية صغيرة، كبيرة أو متوسطة على الانتخابات، وبالطبع هل يمكن التحكم بها.
الوضع اليوم هو أن احدا لا يعيش هنا في فراغ، والواقع هو أن الفراغ الحقيقي كف عن التأثير الا اذا كان هذا يأتي برزمة من بضعة فراغات. من يدير سياسة الرد، طالما لا تضرب هذه الرزمة وجوهنا بأعداد كبيرة وتدحر الى الحائط بالسياسيين، هو رئيس الاركان. نتنياهو يبحث عن هدوء أمني واستعراضات دولية، بينيت يتجول في الجبهة لالتقاط الصور مع ضباط الجيش الاسرائيلي ويقصف بالاعلانات (تشكيل لجنة لضم الغور) لأغراض تمترسه كسيد أمن للجناح العلماني ايضا. في كل وضع في الحكومة أو في المعارضة، فإن القسم الديني في اليمين سيحرص على أن يبقى سيد الامن هو بينيت.