عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Dec-2019

«غادة ابو يوسف» .. لا تغيبي..فالله اكبر من كل الألم - امان السائح

 

الدستور- مسكونة انا بصورة خبيث اعتلى ملامح صديقة العمر والعمل والمهنة الاتعب « الصحافة « والاكثر ارهاقا ، بمصابها « غادة ابو يوسف « مسكونة انا بها بألمها وبوجعها ، وبمقاومتها لذلك الخبيث الذي ارتأت ان تسميه ابتلاء ، وهي بشهادة كل من حولها تتوج قصة كفاح ومقاومة وحب للحياة يليق بها ، يليق بتاريخها ، ومحبة الناس لها ، وتهاتف العشرات عليها في سريرها بمركز الحسين للسرطان ، لتكون هي امام الجميع قدوة ، وعبرة ايجابية ، لمن اقحمتهم الحياة في تفاصيلها البالية ويلهثون وراء حقد او عداوة او كره ، او غارقون في غياهب بعيدة عن الابتسامة والتصالح مع الذات والتسامح ..
مسكونة بألمك يا «غادة ابو يوسف» ، يا صاحبة المقاومة للمرض الذي اسميتيه ابتلاء ، وكنت اول من اعلنت عنه بشجاعة وتصالحت مع ذاتك ،وما زلت وانت على سرير الشفاء باذن الله تستذكرين اول ما كتبته في عالم الصحافة وانت تغطين وزارة الصحة ، وكتبت عن عمليات ناجحة لمرضى السرطان ، واول عمليات لزراعة النخاع ، والجدارية الموجودة في مستشفى الاردن التي تسطرين فيها حديثك عن انجازات طبية وقتها ..
لأنك ما زلت وباذن الله ستبقين شجاعة ومقاومة للمرض اللعين الذي لم يقو لسانك الا ان يسميه ابتلاء ما زلنا نتعلم منك ، وما زلت اراك صديقة بنكهة الامومة التي لم تفارقك اينما وليت وجهك ، باهتمامك بكل من حولك وبحرصك على وجودهم وصحتهم ، وغذائهم ، ونظافتهم ، وتعقيم ما يأكلون ، وابتعادك عن رائحة الدخان وكل ما يشبهه  ، لأنك مثال للصحة بكل اشكالها، وعممت  الحالة قسرا وقهرا لكل من حولك ، انه عليهم الاقتداء بمعايير السلامة العامة ، لكنه هذا الخبيث داهمك من حيث لا تدري وندري لكنها ارادة الله التي تؤمنين انها اقوى من كل اصوات الرفض ودموع التعاطف وكل اشكال الشعور بكل ما فيك من» ابتلاء» ، لكنك ستغادرين هذا المكان كما نأمل من الله اولا ، ومن صبرك وصمودك ، ومن دعاء كل من حولك ، وتعودين لتكملي حياتك وسط كل من يحبك
القضية ليست «غادتنا» فقط ، لا بل هي قصة خبيث نراه وهي تراه ابتلاء وفعلا يجب التسليم بأنه ابتلاء ، فمركز الحسين يعج بكل الوجود وكل الاعمار ، وكل الاوجاع ، فيه شيئ من رحمة الله ، وفينا كل الألم بأن نرى من نحب على سرير باهت بارد محاط بالابر والادوية ، وملائكة الرحمة الذين يدخلون غرفتها بابتسامة تنسيها القهر والملل ، وحالة البحث عن امان اخر خارج اسوار هذا المكان ..
«غادة ابو يوسف «، بايمانها ، وصمودها وصبرها وسكونها وشجاعتها ، وقصص الحياة والماضي التي لا تسكت عن الحديث عنها مع من حولها من زائرين ومحبين اتوها من كل اطياف العالم فقط من اجل ان يقولوا لها اننا بانتظارك ، ولك شكرا على كل ما تقدمين من عطاء لا يتوقف لكل من حولك ، فأنت بيت وقلب لكل من حولك..
ستبقين يا غادة بيمن الله لتواصلين ما تحلمين به ، ولتبقين اما واختا ودرعا للصحافة في سنوات كانت هي الاجمل ، وكنت انت الاكثر اخلاصا لمهنتك
فأصل حكايتنا ايمان وطاقة ايجابية ، منحتيني اياها يا غادة فلا تغيبي كلنا بانتظارك ، لأنك كل الحكايات..