عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Feb-2020

الفوتوغرافية اللبنانية فادية أحمد توثق بيروت جماليًا وإنسانيًا انطلاقاً من عمّان

 

عمّان- الدستور- خالد سامح - لقد قرّرت اتبـــاع هذا المســـار، دائماً الشيء نفسه، من أجـــل عدم تبديــــد جهــــودي...إن ثباتـــه هــــو الــــذي يسمـــح لي باكتشــــاف نفســــي والتوحّــــد مع هــــذه الـمدينــــة»...بهذه الكلمات تقدم الفنانة الفوتوغرافية اللبنانية فادية أحمد لمعرضها الجديد في عمّان (بيروت- بيروت) والذي يضم صورا تبرز جماليات المدينة رغم الحروب والدمار الذي شهدته لاسيما خلال تاريخها المعاصر.
معرض فاديه أحمد أفتتح أمس الأول في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بجبل اللويبدة برعاية الأميرة غيداء طلال وبحضور الأميرة رجوة بنت علي ومدير المتحف الدكتور خالد خريس وقيمة المعرض والمشرفة عليه باسكال لو ثوريل، الى جانب حشد من عشاق الفنون الفوتوغرافية، ومن المتوقع أن ينتقل من عمان في جولة لعدة مدن عربية وأجنبية.
مدينة تتحدى الدمار
تأخذنا عدسة فادية أحمد وبحساسية عالية في تطواف بصري مثير داخل أزقة بيروت وأحيائها العتيقة، وتتنقل كذلك على أهم شواطئها وحتى بناياتها ومشاريعها المعمارية الحديثة التي ظهرت بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، وبقدر ما تثير الكثير منها أحاسيسنا الجمالية لاسيما تلك اللقطات المميزة لنماذج من هندسة العمران العريقة التي تتميز بها المدينة فإنها تثير العواطف والأحاسيس الانسانية تجاه تلك المدينة الغنية بتراثها وثقافتها المنفتحة على الأفق العربي والمتوسطي والأوروبي والتي ما زالت تعاني بصور ومستويات مختلفة من آثار الصراع المرير الذي شهدته على مدى 15 عاماً ومن انعكاسات الاضطرابات التي تعصف بالإقليم المحيط بها على واقعها الحالي وطبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها...ورغم ذلك لا يلحظ المتلقي أمام لوحات الفنانة فادية أحمد سوى مدينة تتحدى الدمار وتنهض دوما من الرماد كطائر الفنيق.
صورة التعايش
ويأتي في بيان صحفي للمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة:
سيسمح هذا المعرض للزائر بمعاينة سبعة معالم بارزة لنظرة الفنانة إلى مدينتها بيروت، التي تجول فيها يوميًا منذ عام 2003 على طول مسار يبلغ طوله 10452م، وهو عيّنة من مساحة لبنان البالغة 10452 كم2. بحيث تستكشف بيروت، من حيّ إلى آخر، ومن منزل إلى آخر، من مار مخايل إلى الروشة، مروراً بالتجّار في زوايا الشوارع والبقّالين، وفنّاني الشوارع، والصيّادين، والسبّاحين، وشاطئ البحر، وأيضًا إنشاءات الماضي والمستقبل، والأراضي البور والانخسافات. إنّها تستعيد صورة التعايش المعقّد في عالمنا اليوم.
تُصوّر فاديا أحمد في بيروت التجزئة والاختلاف والإحساس، بحيث تنقل هذه الصور النظرة الخاصة والحسّاسة والدقيقة والشعرية والإنسانية للمصوّرة اللبنانية، باللونين الأبيض والأسود أو بالألوان، كبيرة الحجم، مرفقة بإطارٍ شديد الدقّة أو مُلتقطة بلحظة، وأحيانًا أخرى صورا ملوّنة من بلد الأحلام الذي يمكن أن يكون مختلفاً، فإنها تظهر أجزاء الحياة مثل أجزاء المدينة. هي أكثر من أسلوب، تؤكّد على رؤية حاضرة، وهي صورة لفنان يشير غالبًا إلى التاريخ العالمي للفن والتصوير.
 
محاور ثرية جماليا وانسانيا
تركز الفنانة فاديا أحمد في تصوير بيروت على عدة محاور وبقاع ومعالم أهمها:
شاطئ البحر والكورنيش
تظهر اول قاعتين في المعرض رؤية أخرى لبيروت المفتوحة على البحر.
ففي القاعة الأولى، تظهر أعمال فاديا أحمد (باللونين الأبيض والاسود أو بالالوان)،بشكل جزئي أو تسلسلي، والمرتّب في بعض الأحيان بلوحة ثلاثية الوصل، لإعادة تكوين منظر طبيعي جديد يظهر قدرة وقوة الطبيعة، الأمواج والرغوة التي تتدفق وتدفعنا لتأمل سلسلة الصور.
اما القاعة الثانية فقد خصصت لاظهار تقليد بيروتي شعبي، وهو صيد السمك على الكورنيش، ومصايد الكورنيش، حيث تحتفظ الفنانة بألوان البحر الابيض المتوسط، وتلتقط لوحاتها الفوتوغرافية مشاهد سلمية تأملية وخالدة، بالاضافة الى تراصف الصيادين والخطوط الهندسية الدقيقة لقضبان الصيد الطويلة.
الأبنية - مواجهة الماضي والحاضر
تم تخصيص مجموعة كبيرة من الصور لمدينة بيروت: ساحة الشهداء، ومنطقة سوليدير والمناطق المحيطة بها، بحيث تظهر التراكمات الحضرية كطبقات لترسيخ الزمن.
تتوقف الفنانة عند الشعارات، وآثار الحرب الأهلية على بيروت، على سفينة الفضاء الإسمنتية للسينما القديمة المليئة بثقوب الرصاص، وعلى المبنى المدمر بالقرب منSai? Village وعلى واجهة فندق «هوليدي ان»، وعلى المسجد الكبير الذي يظهر في موقع بناء ضخم، وعلى مواقع يتواجه فيها الماضي والحاضر، تظهر اللوحات التي تحدد القطاعات كأنها موضوع لسلسلة تبدو مجردة : تصبح قطعة صغيرة من جدار اصفر او اخضر، ناهيك عن الرسومات المبدعة لفناني الشوارع.
المجتمعات المحلّية
تبرز فادية أحمد، في هذه المجموعة، مخزوناً للوجود الديني والحضاري الذي يمكن أن يكون صورة موجزة عن لبنان، ففي لوحة «This Is Us» تظهر الفنانة مئذنة المسجد وبرج جرس كنيسة مار جرجس المارونية فيالسماء، وكنيسة مارونية مجاورة لكنيسة أرثودكسية، والحمّامات الرومانية التي تبدو غير قابلة للتدمير، وكذلك مبنى البلدية أوالسراي.
جغرافية عمرانية
خصصت الفنانة مجموعة من الصورللمنازل العثمانية الجديدة، أو فـن الزخرفـة مع الواجهات ذات الألوان الزاهية المذهّبة لمار مخايل والجميزة، بعيدا عن الرغبة في تشـكيل عرض نمطي أو موضوعي لهـذه الأبنية، فإنها تقدم تقييماً ذاتياً لهذه الأحياء التـي تظهرهـا ككائن حي، قد يتعرض للاندثار، حيث يسود الضوء واللون.
 
محطـة القطار أو الزمن المتوقّف
تظهـر سلسـلة محطة القطار مدفن محطة القطار في بيروت، وهي منطقة مهجـورة ضخمـة إذ لم تعد هناك قطارات في لبنان منذ الحرب، وتمكنت الفنانة من دخول هذا المكان المحظور، الذي يقع في قلب مدينة بيروت، حيث تكتسـي الأرض بالنباتات، وأشجار الأوكالبتوس العملاقة، والمطاط،والسرخسـيات، والمتسلقات، حيث أصبحت القاطرات والعربات وهياكل السـيـارات المغطاة أحياناً بالكتابات متحجرة شـيئا فشيئا.
حياة الأزقة
تنظر الفنانة فادية إلى أهالي بيروت والأماكن في حياتهم اليومية التي تصفها بـ»هذه المدينة الصغيرة التي تمثّل مسرحاً للانصهار»، والتي تشبه قولبة العالم الجديد المتعدّد الثقافات، نظرتها الفنّية هي أيضًا تعليق صامت على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العاصمة اللبنانية، وتُظهر الصورتانSans souci du passé أو The Show must go on، بلاغة هذا التعليق.
 
الكورنيش وغروب الشمس
تظهر هذه المجموعة رؤية أخرى لبيروت المطلة على البحر، بحيث تبين العائلات على شاطئ البحر: الرجال، والنساء والأطفال الذين قاموا بإعادة إحياء العاصمة بعد الحرب وغروب الشمس، باعتبارها استعارات شعرية للطاقة المضيئة لمدينة بيروت اليوم.
 
بين باريس وبيروت..مسيرة ابداعية حافلة
ولدت الفنانة اللبنانية فادية أحمد في عام 1975 في مدينة اليكانتي الاسبانية. عادت إلى لبنان مع أسرتها في عام 1991، ودرست في معهد الدراسات السمعية والبصرية في بيروت، كما تدرّبت على التصوير الفوتوغرافي وكذلك الإنتاج السمعي البصري والسينمائي. ثمّ عاشت لبضع سنوات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وعادت إلى لبنان في عام 2002. تستخدم فادية التصوير الفوتوغرافي أساسًا في ممارستها الفنّية، بحيث تصنع سلسلة من المناظر الطبيعية،لا سيّما في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. والتزاماً منها بالقضايا الإنسانية، فقد نفّذت مجموعتين حول اللاجئين في لبنان(مخيّمات، كان يمكن أن تكون أنت).» Camps, It could be you « تعيش وتعمل اليوم في بيروت وباريس.