عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2020

الجامعة الهاشمية انعطافة جديدة ومشرقة - د. مهند مبيضين

 

 الدستور- عمليّاً، نحن أمام تحول مهم في الجامعة الهاشمية، وخطاب جديد، وللحدث سببه، فثمة رئيس مهتم بتسهيل ظروف التعلم لشباب الوطن، في الوقت الذي مسّهم الجوع والفقر كثيراً، وهو معني بما يجب أن تُعنى به قيادة أية جامعة من هدف نبيل، وهو تسهيل سبل التعليم للطلبة فذلك خير يمكثُّ في الأرض.
أ.د فواز عبدالحق الزبون، هو رئيس الجامعة الجديد، العالِم المعروف بفرادته في تخصصه، وهو أحد خبراء العالم في التخطيط اللغوي، رجل رحب، انساني يُقدِّر اختلاف الرأي، ولا يُحب الجمهرة والتلميع الفج، وهو مؤمن برسالة الجامعة للمجتمع وللأمة.
مجلس العمداء الذي اتخذ القرار الذي نحن بصدده هو ذات المجلس، في عهد الرئيس السابق د. كمال بني هاني الذي هو محل تقدير واحترام. ولكن لكل رئيس أسلوبه ونهجه وقائمة أهدافه.
 المهم ان الهاشمية، لها قصتها الناجحة اليوم، ولها إرثها الجميل، وسرُّ نجاحها يعود لتأسيسها برؤية فذة ومستقبلية صنعها دولة مضر بدران، الذي كانت رؤيته التأسيسية سبباً في تميّز جامعة اليرموك أيضاً حين كان رئيس لجنتها الملكية.
اجتمع في الهاشمية وسرديتها تكامل فريد بين الرؤساء ورؤساء مجالس الأمناء بدءاً من د. مضر بدران ثم د. مروان كمال، وصولاً إلى د. ياسين الحسبان، وغيرهم من رؤساء المجالس، ثم الرؤساء: د. أنور البطيخي ود. محمد حمدان رحمه الله ود. رويدة المعايطة ود. عبدالرحيم الحنيطي ود. كمال بني هاني، وصولاً إلى د. فواز عبدالحق الذي يكاد يكون الوحيد في تخصص الإنسانيات.
لربما كانت العلوم أكثر صرامة في الإدارة، لكن الإنسانيات تمتاز بالقرب من وجع الناس، لذلك، يأتي قرار مجلس عمداء الهاشمية بتقسيط الرسوم الجامعية، اعتباراً من بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي الحالي، الذي عُدَّ تسهيلاً على الطلبة وذويهم، وهو أحد أوجه الاهتمام بتعديل أهداف الجامعة، من هدف التوفير والوفر الذي لازمها لسنوات - وهي محل إعجاب البعض، وكاتب هذه السطور منهم – وكان ذلك سبيلاً في بناء مرافق عديدة وحيوية في عهد الرئيس السابق، إلى هدف تمكين الناس من التعلم والعلم، وهو أحد أبواب العدالة وانصعها جمالاً.
يقضي القرار الذي وقعه رئيس الجامعة الدكتور فواز عبد الحق، السماح للطلبة بتقسيط الرسوم الجامعية لأي فصل دراسي من بداية الفصل الدراسي الثاني للعام 2019-2020. والسماح بتسديد نسبة 50 بالمئة من قيمة الرسوم المستحقة عند بداية التسجيل لذلك الفصل، وتسديد 50 بالمئة المتبقية قبل تقديم الامتحانات النهائية للفصل ذاته. وكذلك تقسيط الرسوم المستحقة على الفصول السابقة قبل الفصل الدراسي الثاني من العام 2019/ 2020 على دفعات، ولا يُسمح للطالب بالتخرج واستلام شهادته قبل تسديد رسومه وفقاً للأصول.
هذا الإجراء، عدا عن كونه إنسانيا، يضمن حق الطالب بالتعلم قبل حق الجامعة برسوم الساعات الدراسية المرتفعة عن مثيلاتها من الجامعات. هو انقلاب إيجابي في الصورة المكررة، وهو رسالة لكل المعنيين بمؤسسات التعليم بانتهاج الرحمة بالطلبة وذويهم، وهو تطبيق لرُؤى جلالة الملك بالتخفيف عن الناس وعدم التضييق عليهم.
لا أجمل ولا أنبل من طاقةِ فرجٍ تُفتح لطالبٍ تعسّرتْ أحوال أهله المالية، فعجز عن سداد رسومه الدراسية، فتولت الجامعة درء سؤال الحاجة والدَّين، فُسمح للطلبة بالتقسيط.. فبورك الإجراء وبوركت العزيمة الصادقة، وتحية لرئيس الجامعة الهاشمية.