عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Apr-2019

زمن المفاوضات - رایخر جدعون
معاریف
 
السیناریو الثابت منذ سنین یكرر نفسھ: صاروخ یطلق نحو بلدات اسرائیلیة. والرد ھو الآخر ثابت: مرة اخرى تجتمع في الكریا افضل العقول وطائراتنا تلقي شحوناتھا الھدامة فوق غزة.
التردد صعب ولكنھ معروف جیدا: قصف شدید سیشعل المنطقة، وھذا لیس معنیا بھ احد. من
جھة اخرى، رد اعتیادي یبث ضعفا لعلھ یشجع على استمرار اطلاق الصواریخ نحو الاراضي الاسرائیلیة.
یتبین أن التھدیدات لم تعد منذ زمن بعید تردع حماس. فتشدید الحصار وتوثیق الحبل حول عنق
ملیونین من سكان القطاع تزید فقط مشاعر الغضب والثأر وستؤدي الى اطلاق مزید من الصوایخ. فما العمل إذن؟ بالطبع یأمرون سلاح الجو بتدمیر استحكامات ومواقع للمخربین لتعود الى قواعدھا حتى الجولة التالیة.
ان عملیة واسعة النطاق في غزة ستزید تدخلنا الزائد في عش الدبابیر ھذا، المليء بالسم والشر.
نشد الحزام الخانق حول القطاع ونمنع عنھ المعابر، من دخول وخروج؟ ھكذا نجعل ملیونین من
سكانھ یائسین لم یترددوا باستخدام اي وسیلة كي یمسوا بأمن اسرائیل. فھل نشرك الاسرة
الدولیة، ونطلب منھا ان تلقي بكامل وزنھا لاقناع زعماء حماس على أن یغرقوا مرة اخرى في
سبات عدیم الفعل؟ كل حكماء القیادة لا بد یجتمعون، ویفكرون ویفحصون كل وسائل الرد.
ولكن كل الردود والخطوات سبق أن جربت واصبحت متآكلة.
لقد سبق أن احتللنا وأبدنا وسحقنا رؤوس الافعى. فھل ندخل مرة اخرى ونعرض للخطر حیاة
ابنائنا المقاتلین وندمر اقتصاد، امن وحیاة ملیونین من الناس ھازلي الوسائل؟ ھل نعود لنتحدث
عن تسویة سیاسیة في ھذه المنطقة التي تغلي توترا؟ ماذا لدینا لنعرضھ علیھ، على سكان قطاع
غزة؟
خرجنا من ھناك بصعوبة دون أي تسویة. فھل نعرض تسویة جدیدة؟ ما ھي طبیعتھا؟ ما الذي
سیطلبھ المحاصرون، فتح بوابات غزة لكل من یخرج ویدخل؟ ففي تسویة كھذه سیغرقنا ایضا
طالبو العمل والمعادون ومنفذو العملیات. استمرار الحصار سیزید الاضطراب والاعمال الیائسه
للانتحاریین. أم نطلب من قوة دولیة فرض النظام في القطاع؟ أم ھل لا نرد على اعمال الشغب
المتكررة قرب الجدار؟ وھكذا نشجعھم على اجتیاز الحدود وتھدید أمن سكان الغلاف. اذا ردینا على ھذه المظاھرات المھددة، وزدنا عدد المصابین، سنحفزھم على مواصلة التجمع على الجدار.
من یدري اذا كان ھناك ما یمكنھ ان یفرض النظام في ھذا الجحیم الذي یحیط بنا ولیس ثمة من
َ یعرف كیف یلجم. لم یتبق الا سبیل واحد: تسویة سیاسیة، حتى وان كانت مؤقتة. المفاوضات
مع اولئك الذین لا نطیقھم ونحتقرھم. ھذا ھو الطریق الواحد والوحید. ولكن ھذا یحتاج شجاعة قیادیة لا تتوفر في ھذه اللحظة.