عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2024

قمة الناتو من «واشنطن» تتحدّث.. عن «النظام الدولي القائم على القواعد»؟*محمد خروب

 الراي 

مرٍة أخرى ومن واشنطن, التي إستضافت قمة حلف شمال الأطلسي/الناتو, في مناسبة الذكرى الـ«75» على تأسيسه (٤ نيسان/1949), أعادَ البيان الختامي للقمة, التذكير بأهمية عدم السماح لـ«الدول الإستبدادية» مثل روسيا والصين. بتهديد «النظام الدولي القائم على القواعد. على نحو زاد هذا المصطلح الذي «لا يعرِف» أحد في العالم حتى الآن, الجهة الدولية ذات الصلة التي أعدّت نظامه الداخلي, والقواعد التي تنظمُ علاقات الدول الأعضاء المُوقعة عليه أو القابلة به, أو عدد الدول والهيئات التي أجازته ومِن ثمّ تبنّته, وطبيعة النقاشات التي دارت حوله والتوصيات التي خرج َبها, والجهات المُولجة السهر على تنفيذه وحمايته. زاد من غموض دوره واهدافه, خاصة ان الذي يغتنم الحديث عنه بمناسبة او غير مناسبة, هو الرئيس الأميركي/بايدن تحديداً وبعض فريقه المقرّب.
 
وإذ بدا الكثير من المتابعين والمحللين, كما دوائر إعلامية وسياسية وعسكرية وحقوقية دولية, ان «بيان واشنطن» الناتوي, كان مثابة «إعلان حرب» على موسكو وبيجين، وتفوح منه رائحة الغطرسة والإستعلاء, وإن كان يستبطِن ضعفا وعجزا, إزاء التحولات الجيوسياسية المتسارعة, في أكثر من موقع وإقليم وبؤر ساخنة, عجزت فيها الولايات المتحدة عن وقف تدحرجها, رغم إرتفاع منسوب تهديداتها والمزاعم الوهمية التي واظبَ الرئيس الأميركي/بايدن (المُتعب والمريض والمُهدّد بفقدان مستقبله السياسي والشخصي) التفاخر بها من قبيل قوله قبل شهرين, امام خريجي الأكاديمية العسكرية الاميركية في ويست بوينت: بفضل القوات المسلحة الاميركية, تفعل ما «وحدها» الولايات المتحدة قادرة على فعله, بصفتها «أمة لا غنى عنها», والقوة العظمى الوحيدة في العالم. وهو تكرار ببغائي للعبارة التي كان جورج بوش/الاب, قالها منتشياً اوائل تسعينيات القرن الماضي, بكل ما حفلت به تلك الفترة من تحوّلات جيوإستراتيجية وسياسية «كارثية», ونقصد تفكّك الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو ومنظومة الدول الإشتراكية, إذ قال بوش/الأب: «لا بديل عن القيادة الأميركية للعالم».
 
ما علينا
 
نعود الى مصطلح «الهيمنة» الصهيوأميركي, المُسمى «النظام الدولي القائم على القواعد».. مفهوما وأهداف.
 
وصف بايدن النظام القائم الدولي القائم على القواعد بأنه (النظام الذي يدعم امن الحلفاء وحريتهم وازدهارهم ـ مضيفا ــ ان هذا النظام «بدأ يتعرّض لضغوط الدول الإستبدادية مثل روسيا والصين», اللتيْن «لا» تُشاركان الحلف/الناتو وشركاءه «القِيم التي يرتكز عليها». لذلك ـ تابعَ بايدن ــ سيستثمر الناتو حتى عام 2030, في زيادة وتعميق شراكاته, بما يتماشى مع «قيمه ومصالحه, لحماية «النظام الدولي القائم على المصالح».
 
اما رئيس الدبلوماسية الأميركية/بلينكن, فرأى ان «النظام الدولي القائم على القواعد» بأنه «يُعَدُّ ضروريا وأساسيا لأمن وإزدهار الدول الديموقراطية», والهدف منه ــ أضافَ ـ هو «حماية حقّ جميع البلدان في إختيار طريقها الخاص, خالية من الإكراه والتخويف».
 
والسؤال الآن بعد هذا الكذِب الذي بثّه بلينكن, والزيف الذي ميّز ثرثرة بايدن, لماذا لم يُشِر أحد منهما الى القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان, وكل ما كانت الأسرة الدولية تواضعت عليه بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية, خصوصا ما كان قررّه «المنتصرون» في تلك الحرب, ودعمهم للدور المأمول لمنظمة الأمم المتحدة.. جمعية عامة ومجلس أمن, وما تفرع عنهما من مؤسسات وهيئات؟.
 
من هنا ساذج مَن يعتقد ان واشنطن أيا كان ساكن البيت الأبيض «الجديد», جمهوريا كان ام ديموقراطيا, حتى لو إنسحبّ بايدن او بقي (بعد معرفة الفائز في إنتخابات الخامس من تشرين الثاني القريب) قادرة على وقف هبوطها المتدحرج نحو القاع, الذي بات يواجهه نظام القطب الأميركي «الواحد», الذي ساد منذ ثلاثة عقود, في ظل التشكل المتسارع والبروز اللافت, لنظام دولي جديد «مُتعدد القطبية", تكون فيه الولايات المتحدة «واحدة بين مُتساوين.
 
ماذا كان ردّ موسكو وبيجين على بيان قمة الناتو الختامي؟.
 
إزاء النقاط والمبادئ التي توافق عليها قادة الدول الـ«32» الأعضاء في حلف «الحروب وعسكرة العلاقات الدولية/ «الذي يصف نفسه زورا بأنه «حلف دفاعي», ومنها تعبيرهم عن «القلق العميق» حيال العلاقات الوثيقة الصينية- الروسية، حيث اتهمت الدول الأعضاء بيجين بأداء دور «رئيسي في مساعدة موسكو في أوكرانيا». فضلاً عن اتفاقهم على تعزيز وتعميق التعاون مع «دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لا سيما أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا»، باعتبار أن «الصين تُمثل تهديدا أمنيا، بما في ذلك بسبب علاقاتها الوثيقة مع روسيا». في الوقت نفسه الذي دعوا فيه» جميع الدول إلى عدم تقديم أي مساعدة لروسيا»، كما اتفقت الدول الأعضاء على «وضع توصيات بشأن النهج الاستراتيجي للعلاقات مع موسكو لقمة التحالف المقبلة».
 
فإن مُتحدّث الكرملين/بيسكوف صرّح الخميس الماضي, بأن الوثائق الختامية التي اعتمدتها قمة الناتو, تثبت أن «الدول الغربية ليست مؤيدة للحوار، وأن الحلف بحد ذاته يمثل أداة للمواجهة». اما الصين فاعتبرت ان البيان الصادر عن قادة الحلف » مُشبع بعقلية جديرة بالحرب الباردة, وبخطاب عدائي ومليء بافتراءات».