الدستور- كل حضارة تحمل معها موروثات على مدى الاجيال تجتمع في النهاية وتنصهر في داخلنا دون ان ندري لماذا و متى وكيف !!
واجمل ما في الحضارة هو الموروث العقلاني الذي يتيح لنا اعادة تنسيق معيشتنا بطريقة نستطيع من خلالها التقدم والتطور في الحياة.
يكمن قلب الحضارات في مركزيتها التي تحافظ على وجودها وحياتها مهما طالت الايام وتوالت الاجيال ومهما اختلفت درجات الادراك و الفهم، فلم تكن الحضارة يوما قيداً بل إرثا تعتز بها شعوبها؛ فالكثير من الشعوب عُرفت بعراقتها بسبب حضارتها و تمسكها بها، فالشعوب التي تدرك ماضيها وتَعيه لا تقف على الاطلال بقدر ما تقف على أرضية ثابتة وأساس متين.
فالمملكه الاردنية الهاشمية صاحبة حضارات وتاريخ متين، رغم انها لم تعط نفسها المساحة المطلوبة في المناهج الدراسية، فاكتفت بسرد تاريخها بأسطر لا تتعدى الصفحات إلا ان تاريخها بقي متميزاً، يتميز التاريخ الاردني بجزئيته الحيوية خاصة تلك المتعلقة بفلسطي والقدس.
ان تاريخ الاردن يحث الفرد على التضامن فهو تاريخ قضية و حق و قد يكون التاريخ الوحيد الذي يحمل استحقاقات ولم يكن يوما تاريخا براغماتيا يقوم على اساس المصلحة والعنف والتآمر بل أصل التاريخ الاردني هو التضحية والكرامة والاستقلال، تاريخ مليئ بالتضحيات و ليس سفك الدماء، بالمعاهدات والاتفاقيات وليس المراوغات.
أسس الهاشميون المملكة الاردنية الهاشمية من رحم ثورة لطالما رفعنا بها الرؤوس ونعتبرها أساس وجودنا ومركزيتنا من خلال تسخير كل الامكانيات المادية ولطالما كانت شحيحه والبشرية الذي تميز بها الاردن والاقتصادية التي يسعى الاردن دائما على توسعته.
كل مكان في الاردن له حكاية وتاريخ، تاريخاً يجعل المرء فيها يبتعد كثيرا عن حالة الاغتراب التي تعاني منها بعض شعوب العالم فأصبحت تقوم بالبرامج لإخراج شعوبها من حالة الاغتراب الذي يعانون منه وتحاول ادماجهم في بلدهم لأن الاغتراب يُنتج عدم الثقة بالدولة و رفض للآخر بجانب مشاكل كثيرة تُقيد عملية تطوير المجتمع، وهذا بعيد كل البعد عن أي مواطن أردني.
حمى الله الأردن