عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jul-2020

“همتنا” تفتح باب الأمل بحياة أفضل وأكثر عدالة لمرضى السرطان

 المبادرة تنفذ مشروعها وترمم قسم الأورام في مستشفى البشير

 
مجد جابر
 
عمان-الغد-  تحقيق العدالة، والرغبة بأن يحصل كل مريض على فرصته في العلاج وحقه في الحياة، هو ما تسعى إليه مبادرة “همتنا” التي بدأت عملها منذ ما يقارب العام من خلال ترميم قسم الأورام في مستشفى البشير.
فتح باب الأمل بحياة أفضل للمرضى الذين يكابدون أوجاعهم، ويتحملون آلاما كبيرة، وبحاجة لدعم نفسي ومكان يقيمون به أثناء تلقي العلاج، هو الهدف الأساسي للمبادرة.
و”همتنا” اليوم تقطف ثمار جهودها، ليستطيع أن يحصل كل مريض سرطان على حقه في العلاج؛ إذ أنجزت المبادرة عملها كاملا في قسم الأورام، ليكون مكانا للمحبة بأياد معطاءة تبرعت حبا في تقديم الخير لمن يحتاجه، فجاء العمل متقنا وتم إنجازه بأفضل شكل.
وكانت “الغد” قد تابعت المشروع منذ بدايته في مستشفى البشير، وتابعت مع المعنيين سير العمل، وصولا لمرحلته النهائية الحالية.
وقالت رئيس جمعية “همتنا” الصيدلانية فاديا سمارة لـ”الغد”، إنه تم الانتهاء من تنفيذ المشروع بالكامل، مبينةً أنهم سعوا خلال هذه المدة لتحقيق رعاية صحية تليق بمرضى السرطان. وتضيف أنهم الآن يعملون على تحقيق اتفاقية مع وزارة الصحة ومركز الحسين للسرطان، بحيث يحصل كل مريض سرطان في هذا القسم على ذات الرعاية وطريقة العلاج، وتشمل كل أردني، فذلك استثمار من الأردنيين لمرضاهم ولكي تعم العدالة وتشمل كل مريض.
وتشير سمارة الى أن المبادرة تسعى لأن تصل خبرات مركز الحسين للسرطان لكل مريض داخل المركز وخارجه، بحيث يدير مركز الحسين القسم بداخل مستشفى البشير ويمنح ذات العناية للمرضى.
القسم الجديد تم الانتهاء من ترميمه منذ شهر 12، لكن لم يتم افتتاحه حتى الآن، والسعي لأن يعمل بطريقة فيها حرفية عالية من حيث ضمان الكادر المهيأ وتشغيله بطريقة صحيحة، وإدامة العمل بداخله، والمحافظة على ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية. وتعتبر سمارة أنه من حق مريض السرطان أن يحصل على أحدث العلاجات والتقنيات الجديدة لمحاربة هذا المرض، والحصول على فرصته في جودة الحياة، وتقديم الخدمة العلاجية المثلى بعدالة.
ومبادرة “همتنا”، وفق سمارة، أقيمت دفاعا عن المرضى وهي تلبي حاجة المحتاجين دائماً.
أما فيما يخص التصميم والديكور، فبينت مديرة المشروع والمصممة الداخلية المهندسة أريج الخطيب، أن ما ميز تصميم القسم أنه جاء بطريقة تخدم الوظيفة المطلوبة وهي العلاج، بما يتطلبه ذلك من مواصفات خاصة كونه مخصصا لعلاج مرض السرطان.
وبالتالي، فإن النظام اللوني المعتمد مستوحى من الطبيعة، يجمع بين تضاد اللون الأبيض الثلجي البارد مع درجات البني والأصفر الرملي الدافئة، مما يضفي على المكان شعورا عاما بالنقاء والهدوء والراحة ويبعث السلام والتفاؤل في النفس. وتضيف أن كافة مواد البناء والديكور المستخدمة تطابق أعلى المعايير الهندسية المعتمدة عالميا في مراكز علاج السرطان والمستشفيات، وبما يوافق متطلبات ضبط العدوى والسلامة العامة والاستدامة، إضافة إلى أنها تم اختيارها (سواء كانت مواد أولية أو مواد مصنعة من مواد أولية) جميعها صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير.
كما يضم القسم نظام طاقة متجددة يخدم جودة الجو العام للمكان من حيث الحفاظ على استمرارية وديمومة العمل بالأنظمة الموجودة داخل القسم مع توفير مزيد من الراحة التي يحتاجها المرضى. وتلفت الخطيب الى أن اختيار الأثاث تم بعناية شديدة ليكون مريحا ويخدم الغرض المطلوب منه، ويحافظ على ديمومته، وتم شراؤه أو الحصول عليه كتبرعات عينية من أفضل الشركات الصانعة المحلية ومن موردين محليين لشركات صانعة عالمية.
وكذلك الأمر بالنسبة للحمامات والأسقف والأبواب والأرضيات سواء في غرف المرضى أو في المرافق الطبية والإدارية والخدمية والعامة. وتشير الى أنه تم اعتماد نظام حديث للوحات المعلوماتية والإرشادية والترقيم والتسمية للغرف والمرافق كافة تظهر جلية في لوحات التعريف بالغرف ولوح الشرف التي تعد جدارية فنية تضم بحب وإبداع أسماء جميع من أسهم ودعم وشارك في هذا الإنجاز.
الى ذلك، يأتي الجانب الفني، فقد تقدم عدد من الفنانين التشكيليين الكبار بإهدائنا لوحات من أعمالهم الفنية، وقدم طلبة الفنون الجميلة لوحات تم وضعها في غرف المرضى.
وتعقب الخطيب أن القسم صمم بحب كبير ونفذ بمنتهى الإتقان والحرص والشغف من أجل الوصول الى هدف إنساني سام وعظيم ولنثبت أن بإمكان كل من أن يقدم خدمة لمجتمعه وأهله ووطنه من خلال تقديم ما يستطيع وإن لم يكن مالا فيستطيع أن يقوم بذلك بعلمه وخبرته ولو بتقديم معلومة مفيدة أو وضع طوبة فوق أخرى، أو اختيار لون جميل لجدار.
ويعد مشروع ترميم قسم الأورام في مستشفى البشير من قبل مؤسسة “همتنا” الأول من نوعه الذي يخدم الفئة الأقل حظا من مرضى السرطان والذين لا تنطبق عليهم شروط العلاج بإعفاء حكومي في مركز الحسين للسرطان.
وتعمل “همتنا” على إعادة تأهيل قسم الأورام في مستشفى البشير، الذي تبلغ مساحته ألف متر مربع، ليتمكن من استقبال المرضى ووضع خطة لاستمرارية الحملة والمحافظة على ما يتم تقديمه من المتبرعين وتعاون الحكومة لضخ الكوادر المؤهلة وتزويدها بكل ما يلزم المريض من تشخيص، دواء، علاج والدعم النفسي المناسب.
ولاقت “همتنا”، بحسب سمارة، تجاوبا كبيرا ودعما من قبل الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والمتطوعين الذين أسهموا ماديا ومعنويا لتطوير مستشفى البشير وبنائه حسب التصاميم الجديدة؛ إذ تبرع عدد من الشركات الهندسية الداعمة، لتأهيله من حيث البنية التحتية والأجهزة بما يتناسب مع المواصفات والمقاييس العالمية.
ولم تكتف مبادرة “همتنا” بذلك؛ حيث قامت خلال أشهر الحجر بإنجاز مشروعها الثاني منذ تأسيسها في بداية العام 2019 والذي جاء تقديرا لدور الخدمات الطبية الملكية في تقديم الخدمة الصحية، في قسم العزل العلاجي المتخصص والعناية الحثيثة، في مستشفى الحسين.
وتبلغ مساحة القسم 1200 متر مربع، بواقع 18 غرفة عزل، موزعة ضمن جناحين، صممت ونفذت وفقا لأعلى المواصفات العالمية الخاصة بأقسام العزل العلاجي والعناية الحثيثة، بالإضافة إلى كافة المرافق الطبية والخدمية والإدارية الرافدة لها. وجهزت الغرف في هذا القسم، بحيث يمكن استخدامها كغرف عناية حثيثة، إضافة لاستخدامها للعزل العلاجي سواء كان للعزل الوبائي أو العزل العلاجي للمرضى ذوي المناعة المنقوصة، وذلك من خلال خاصية التحكم بضغط الهواء داخل الغرف.
وتم إنجاز المشروع في شهرين، وقيمة المشروع: 600.000 دينار على شكل مساهمات نقدية وعينية من الأفراد والمؤسسات تم جمعها بالكامل خلال فترة الحظر.
وشمل العمل التصاميم الهندسية من التخطيط الهندسي الطبي، التصميم المعماري والإنشائي، التصميم الداخلي، تصميم أعمال الكهرباء والميكانيك. والتنفيذ كان أعمال الهدم والإزالة، أعمال الإنشاءات والبنية التحتية، أنظمة التكييف والإنارة والحريق والمراقبة، نظام الصوتيات ونداء التمريض، أعمال الغازات الطبية، أعمال شبكات المياه والصرف الصحي، الأنظمة الذكية وشبكات الكمبيوتر، أعمال التشطيبات والديكور والأثاث الطبي والمكتبي، الهوية البصرية والفنية، التي نفذت جميعها وفقا لأعلى المواصفات التقنية والفنية وبجودة عالية.