عمان -الدستور - حسام عطية - ليست هذه المرة الاولى، ولن تكون الاخيرة، فسوف تشارك ادارة مراكز الإصلاح والتأهيل في مديرية الأمن العام وعبر منتجات عدد من النزلاء والنزيلات بفعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون  الـ «34» للعام الحالي من خلال اقامة معرض للمشغولات الفنية والحرفية لنزلاء المراكز عبر جناح تقيمه في شارع الاعمدة بالمدينة الاثرية، يشتمل سفينة داخل زجاجة، طائرة حربية، مجسما كبيرا لمسجد قبة الصخره، كلها مطرزات ومنسوجات يدوية ترسم لوحه في غاية الروعة والجمال في شارع الاعمدة  بمحافظة جرش للاثرية تقدم للجمهور، ليصبح النزيل او لتصبح النزيلة، في هذا العمل انسانا فعالا في المجتمع ومنتجا لحرفة امتلكها او تعلمها خلال إقامته في مراكز الاصلاح، كما تتنوع تلك المعروضات ما بين أثاث للبيوت، كغرف النوم، غرف الطعام، خزفيات ولوحات فنية، تنم عن حس فني جميل لعدد من النزلاء المشاركين، بالإضافة إلى الصناعات الخشبية، الصناعات النحاسية، المطرزات التراثية ومشغولات يدوية ومطرزات ولوحات فنية أنتجها نزلاء المراكز.

*أسعار رمزية.

وتأتي  هذه المشاركة ضمن مهرجان «جرش 2019»، ترجمة للنجاح الذي حققته الاستراتيجية الإصلاحية التي انتهجتها المديرية لإعادة دمج النزلاء في مجتمعهم بعد الإفراج عنهم ليصبحوا أعضاء منتجين وفاعلين، فيما يتصدر  معرض مشغولات نزلاء مراكز الاصلاح والتأهيل في المهرجان الزوار حيث ان التركيز على تاهيل النزلاء واكسابهم مهرات وخبرات تأتي من الرؤية الاصلاحية التي تنتهجها مديرية الامن العام واشراك نزلاء مراكز الاصلاح والتاهيل في الحياة العامة تمهيداً لاندماجهم بها حال عودتهم الى مجتمعاتهم، فيما أسعار المعروضات للجمهور هي رمزية وتشجيعية، تهدف إلى تحقيق ريع رمزي يعود إلى النزلاء، حيث يتم اشراكهم بالضمان من اجل تشجيعهم على العمل واستغلال وقتهم مقابل أجر رمزي يؤمن لهم مصروفهم خلال فترة قضائهم الحكم، وإن مراكز الإصلاح والتأهيل لم تعد مفهوماً يتوقف على حجز حرية النزيل إنما هي تغيير سلوك وإكساب حرفة ومهارة والارتقاء بذلك إلى درجة الإبداع، حتى إذا ما أنهى النزيل مدة محكوميته خرج للحياة كعنصر فاعل في المجتمع يعتمد على نفسه من خلال ممارسة ما اكتسبه من معرفة في العديد من أنواع الحرف اليدوية والمهنية كالنجارة والحدادة وغيرهما من الحرف، وهو الهدف الذي تسعى لتحقيقه إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل لدى النزلاء ليغيروا مسيرة حياتهم إلى الأفضل وفق إستراتيجية واضحة بهذا الخصوص تتبناها إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل .

وتكمن رسالة إدارة مراكز الإصلاح و التأهيل بإعادة تأهيل النزلاء وترسيخ نهجها الأصيل بتطوير المراكز والارتقاء بالخدمات المقدمة للنزلاء وباتت تلك المهمة إحدى أهم وظائف تلك المراكز والتي تتخذ أحيانا صورا واشكالا متنوعة، وإن للنزيل الحق بالعمل وكسب الأجر والحفاظ على صحته وممارسة حياته الشخصية والعائلية ومشاركته المجتمع الخارجي أفراحه ومناسباته كافة وعدم عزله عنه، وبناء على ذلك قامت إدارة المراكز بعقد حلقات تدريب بمجال الفنون التشكيلية وأعمال الخزف أثمرت عن إقامة معارض عدة وبازارات لمشغولات النزلاء لاقت استحسانا كبيرا من قبل زوار تلك المعارض.

واستمرارا في التوسع بتشغيل النزلاء ولأن الفن التشكيلي بأشكاله كافة يقدم صورة حقيقية في الإبداع البشري الذي يتخطى الزمان والمكان يتم  إشراك نزلاء مراكزالإصلاح والتأهيل بمهرجان جرش للثقافة والفنون في كل عام من خلال معرض يضم أعمالا إبداعية للنزلاء حيث يشتمل على أعمال خزفية و حرف يدوية وتقليدية ومطرزات وأعمال خشبية فنية، ومن خلال ذلك المعرض تكون مهمة مراكز الإصلاح والتأهيل تحققت بالوصول إلى أعلى مستوى من الخدمات والرعاية المقدمة للنزيل لإطلاق طاقاته الإبداعية نحو الخير وبناء المجتمع كما أراد جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني، فالمعيار الحقيقي للمواطنة والانتماء لدى جلالته هو بمقدار ما يعطي الإنسان لهذا الوطن وليس بمقدار ما يأخذ أو أية اعتبارات أخرى.

يذكر أن مراكز الإصلاح والتأهيل جميعها تضم مشاغل للصناعات والحرف اليدوية، والتي يتم من خلالها استثمار أوقات النزلاء في الأعمال النافعة التي يمكن أن تضمن لهم مستقبلا مهنيا ووظيفيا بعد الخروج من المركز، وتقوم بشكل دائم بعمل معارض وبازارات لعرض المنتجات بالتعاون مع عدة جهات رسمية ضمن عملها في الجانب الاجتماعي، فيما تدعو مديرية الامن العام جميع المواطنين لزيارة هذا الجناح الخاص بمشغولات نزلاء مراكز الاصلاح والتاهيل والذي سوف يستمر طليه ايام فعاليات مهرجان جرش 2019 حيث يقدم مشغولات يدوية مميزة وباسعار منافسة.