عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jul-2024

عذابات الفلسطينيين لا تعنيهم*حمادة فراعنة

 الدستور

ما يجري في الضفة الفلسطينية ومخيماتها على يد جيش المستعمرة يقل قليلاً عما يجري في قطاع غزة، ولكنها نفس العقلية، نفس الخيار، نفس الرسالة، نفس الهدف، التدمير والقتل والبطش، وتصفية العامل الديمغرافي الحاضنة الشعبية للمقاومة، وبالتالي منع أي عمل مقاوم ضد الاحتلال، وتوصيل رسالة على أن ردة فعل الاسرائيليين على الفعل الفلسطيني المقاوم حاد، قاسٍ، بلا حدود، مفتوح على كل احتمالات البطش والأذى.
في غزة لا حدود للفعل الإسرائيلي : في منطقة تل الهوا والصناعة أحرقت قوات الاحتلال الغازية المنازل والاهالي من سكانها وهم بداخلها، والعشرات من جثامين الشهداء في منطقة الصناعة متناثرة بالأزقة ممن تمكن من الخروج وهو يشتعل، والذين لم يتمكنوا بقوا في لهيب النيران داخل المنازل المحترقة، أسوة بالمنازل والخيم التي تعرضت للقصف، بالطيران والصواريخ والمدفعية، وأصحابها داخلها، هذا ما افاد به الدفاع المدني الفلسطيني من قطاع غزة.
الفلسطينيون يتعرضون لعنف شرس غير مسبوق بهذا التطرف من القتل والتدمير، أمام العالم، الذي يرى ويشاهد معاناة الأهالي المدنيين، وحتى بعض الجنود الإسرائيليين بدأوا يتحدثون عن الأوامر المعطاة لهم بتنفيذ عمليات القتل المباشرة، بلا أي رادع أو تردد، غير مكترثين لنوعية الهدف المقصود: رجل أم إمرأة، كهل أو طفل، المهم ضرب وقتل أي حراك بشري، وتدمير أي مبنى أو مسكن أو محل، وجرف أي شارع مهما بدا مهماً أو ضرورياً للسكان.
كافة اقتراحات وتوصيات وقف إطلاق النار، مرفوضة من قبل نتنياهو، وهو يعمل على إحباطها حينما تصل إلى نهايات مقبولة، فيرتد عنها، ويصدها ويدفع بحلفائه ووزرائه لإعلان رفضها، والمطالبة بتقديم تنازلات من قبل فصائل المقاومة حتى يقبل بها ويمررها، ولكنه مهما وجد من المقاومة الفلسطينية أي تسهيلات، يعود ويرفضها، كما فعل خلال الأيام والساعات القليلة الماضية، لأنه واضح في تصريحاته أمام الإسرائيليين، وقد فصّل مخائيل هاوزر في تقرير له نشرته هآرتس يوم 10/7/2024، كافة التقارير والمواقف والإجراءات والإعاقات التي وضعها نتتياهو أمام الثلاثي: 1- رئيس الموساد دافيد برنياع، 2- رئيس الشاباك رونين بار، الجنرال نيتسان ألون المسؤول في قيادة الجيش وممثله عن قضايا الأسرى، وذلك بدءاً من أول عملية بلورة صفقات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، منذ بداية العام الجاري 2024، والمحاولات: 17 كانون الثاني يناير، 6 شباط فبراير، 13 شباط فبراير، 23 شباط فبراير، 16 آذار مارس، 8 نيسان إبريل، 11 نيسان إبريل، 25 نيسان إبريل، 26 نيسان إبريل، 4 أيار مايو، 6 أيار مايو، 1 حزيران يونيو، 23 حزيران يونيو، 2 تموز يوليو، 4 تموز يوليو، 7 تموز يوليو، وهذه جميعها تواريخ فشل وإحباط ورفض من قبل نتنياهو لكافة المبادرات التي تستهدف تحقيق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأن تعليماته للطاقم المفاوض من القيادات الأمنية والعسكرية هي: فقط الاستماع لأطراف الوساطة الأميركية القطرية المصرية، وليتأكد من أن القيادات الثلاثة لا تتجاوز تعليماته يضع مستشاره أوفير بيلك ليرافق طاقم التفاوض قادة الموساد والشاباك والجيش.
منطق نتنياهو هو: «سنواصل الحرب حتى تحقق أهدافها، نحو النصر المطلق»، وهو لا تعنيه خسائر الفلسطينيين من المدنيين وعذاباتهم، وهو يفعل ذلك في ظل احتجاب عربي إسلامي ودولي خفيف وهادئ وغير فاعل.