عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Sep-2022

التفاف مسيحيي القدس حول خطاب الملك بالأمم المتحدة*محمد يونس العبادي

 الراي 

من القدس، يجيء موقف جديد ومهم، يؤكد على التمسك بالوصاية الهاشمية، وبرؤية الملك عبدالله الثاني، وبأنه يمثل صوتاً مسموعاً، في المحافل الدولية، يحمل همّ المنطقة، ويقدم مقاربات الحلّ لأكبر قضاياها، وأعقدها، بحكم ما يملك من إرثٍ هاشميٍ ممتدٍ، ومن دورٍ أسس له ملوك بني هاشم.
 
فمن القدس، أصدر بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، بياناً دعوا فيه المجتمع الدولي ككل، وجميع محبي السلام في جميع أنحاء العالم، إلى اخذ تحذير جلالة الملك الذي وجهه في خطابه بالأمم المتحدة بمنتهى الجدية والعمل بناءً عليه.
 
وفي هذا البيان، عبروا فيه عن امتنانهم، وتقديرهم، لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في الأرض المقدسة.
 
البيان، حمل مفاهيم تثني على الخطاب الملكي «وعلى وصفه الحقيقي والصادق للواقع الذي يعيشه المسيحيون في الأراضي المقدسة، وخاصة في مدينة القدس».
 
وقد حيّا البطاركة، ورؤساء كنائس القدس «التزام جلالة الملك العلني بحماية الوضع التاريخي والقانوني القائم «الستاتيكو»، وبالتالي الحفاظ على سلامتهم ومستقبلهم».
 
ووصف البيان «جهود جلالة الملك لدق أجراس التحذير من تدهور أوضاع حقوق الإنسان الأساسية تبعث برسالة قوية إلى العالم بشأن المخاطر الواضحة والقائمة التي تحيط بالتراث المسيحي والوجود المسيحي في القدس وبقية الأراضي المقدسة."
 
هذا البيان، يجيء في توقيت مهمٍ، تزداد فيه هجمات الاحتلال، على المقدسات الإسلامية والمسيحية، في القدس، وفي سائر الأراضي الفلسطينية، وبأنه يؤكد بأنّ التفاف مسيحيي القدس حول الوصاية الهاشمية، وجلالة الملك عبدالله الثاني، بأنه يحفظ التراث والوجود، بما يتسق مع تاريخ منطقتنا الحضاري، ونسيجها الاجتماعي، وبصلابةٍ تستطيع صون ليس المقدسات في فلسطين وحسب، بل وفي منطقتنا، لأنها جزء من تاريخٍ ممتد.
 
وعلى مدار هذا التاريخ، تبرز هذه المفردات، والصيغ، من التقارب والتلاحم، ولعل أبرزها، العهدة العمرية، والتي توصف بأنها أعظم العهود، بما يفسر ما جاء في بيان البطاركة ورؤساء كنائيس القدس، في إشارتهم إلى التراث وصونه، ذلك أنّ هذه العهدة، صانت وأمنت المسيحيين، ومما جاء في متنها » هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها.. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود».
 
ولقد كان لهذا النص، امتداداتٍ مهمةٍ في مروياتنا وتراثنا، وقد تعزز لاحقاً، مع دور الوصاية الهاشمية، التي جاءت امتداداً لهذا التراث المشترك في منطقتنا، وكتعبير عن مقدرة منطقتنا، وإنساننا على صياغة مقارباته، والتصدي للاحتلال، وتحدياته التي نشأت.
 
لقد كانت الوصاية الهاشمية، وما تزال، تمارس أدوارها، وما بيان رؤساء وبطاركة القدس، إلّا تعبير عن التمسك بدورها، وإيمانهم بملوك بني هاشم، الممتد حتى اليوم.
 
ونستذكر في هذا المقام بيعة المغطس، حيث جدد رجال الدين المسيحي في الأردن وفلسطين، بيعتهم للهاشميين ولجلالته وللعهدة العمرية، وبالوصاية الكاملة لجلالته على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وفلسطين.
 
هي مواقف تؤكد على دور مليكنا المفدى الممتد، إلى إرثٍ هاشميٍ يتشابك مع تاريخ المنطقة، وينتمي إليها، ويتفهم سياقاتها الحاضرة والماضية، وحاجاتها، وما تمر به من مصاعب، لذا فالهاشميون هم الأقرب للناس جميعاً.
 
حمى الله الأردن ومليكــه عزيزاً ونصيراً..