عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Apr-2019

لماذا اؤید حکومة وحدة وطنیة؟ - رفیف دروكر
ھآرتس
 
لم تكن ھناك حكومة وحدة لم اعارضھا. في العام 1996 اعتقدت أنھ یجب على شمعون بیرس البقاء خارج الحكومة. وفي العام 1999 عارضت اقتراحا أن یضم اھود باراك اللیكود. وفي العام 2001 اعتقدت أنھ سیكون من الخطأ من قبل بیرس وبنیامین بن الیعیزر الانضمام لحكومة شارون. وفي العام 2009 كنت ضد انضمام تسیبي لفني لحكومة بنیامین نتنیاھو. وفي العام 2016 كتبت ضد محاولة اسحق ھرتسوغ الانضمام لحكومة نتنیاھو. ھذه ھي المرة الأولى التي اؤید فیھا ھذه الفكرة.
بعد الانتخابات السابقة كنت من بین الذین قالوا: اسمحوا للیمین أن یحكم بدون تبریرات، سنرى أنھم لن یضموا المناطق ولن یلغوا اتفاقات اوسلو، بحیث أنھم لن یستطیعوا الاستناد إلى أي سیاسي بائس من الوسط كتبریر لعدم قدرتھم على تطبیق ایدیولوجیتھم. الضم لم یحدث، لكن لا یوجد ھناك یقین بأنني كنت محقا. لقد افترضت انھ أصلا كل حكومة برئاسة نتنیاھو لن تتقدم في المجال السیاسي، لذلك لیس ھناك أھمیة لورقة التین من النوع الذي شكلھ باراك بین 2009 – 2013، ویئیر لبید ولفني بعد ذلك. في المجالات الاخرى كم من الضرر یمكن للیمین أن یتسبب بھ؟.
الوضع في ھذه المرة مختلف لأن الضرر یمكن أن یكون حقیقیا وكبیرا. ربما ضم، وبالتأكید حصانة لنتنیاھو، فقرة الاستقواء، المحكمة العلیا التي لم یعد بامكانھا الغاء قوانین الكنیست، محاولة خصي ھیئة الاذاعة، قوانین ستضر وسائل الاعلام، والسموتریتشیین واللیفنیین لھم المزید من الأفكار بعیدة المدى، التي تستند الى أن نتنیاھو لم یعد بامكانھ منذ زمن أن یتظاھر حتى بأنھ یحافظ على أي علاقة مع المعسكر الآخر. ولیس ھناك أي جھة مخففة في الائتلاف الظاھر للعیان.
الشعب لم یختر الوحدة. وھكذا توجد قیمة لوعود نتنیاھو وبني غانتس – لبید بأن لا یجلسوا معا.
حكومة الوحدة التي كان على غانتس ولبید أن یفكرا فیھا ھي حكومة بدون ”الشركاء الطبیعیین لنتنیاھو“. حكومة ستقوم بتطبیق اجندة مدنیة، وستمنع الضم ولن توفر لنتنیاھو حصانة من تقدیمھ للمحاكمة. في الواقع، حكومة حتى الحسم النھائي للمستشار القانوني. بعد ذلك یمكن لنتنیاھو محاولة استبدال اعضاء ازرق ابیض الذین سیتركون اذا كانت ھناك لائحة اتھام ”بالحلفاء الطبیعیین“. ھذا خطیر، لكنھ لیس مستحیلا بالنسبة لھ.
فقط افیغدور لیبرمان یمكن أن یفرض حكومة كھذه. من الواضح أن نتنیاھو سیكون ضد، وكل اللیكود معھ، لكن بدون لیبرمان لن تكون لنتنیاھو حكومة. بالنسبة للیبرمان ھذا یبدو خطوة سیاسیة حكیمة. حكومة وحدة مدنیة بدون الاصولیین والیمین المتطرف، ستوفر لھ المبرر لعدم تولیھ وزارة الدفاع. من مثلھ یعرف بأنھ لیس لدیھ وسیلة لاخضاع حماس كوزیر للدفاع. فقط بحكومة وحدة یمكنھ الادعاء بأنھ كبادرة حسن نیة اصیلة وافق على اعطاء ھذا الملف لغانتس. حكومة وحدة مدنیة ستمكنھ للمرة الاولى بعد عشرین سنة من تنفیذ جزء من وعوده لناخبیھ: عقد زواج، قانون تھوید، مواصلات عامة في ایام السبت في المدن العلمانیة.
احتمال أن حكومة وحدة كھذه ستشكل ضعیف، لیبرمان اعطى اشارات من فیینا بأنھ لیس مع ھذه الفكرة. ھو بالتأكید یفضل أن یبتز من نتنیاھو اندماج مع اللیكود واعداد مستقبل سیاسي للیوم التالي.
ازرق ابیض یبث معارضتھ للفكرة. واللیكود بیقین لیس معھا. مع ذلك، ھذا یبدو لي أنھ المبادرة الوحیدة التي یمكنھا الصد، وعدم وقف، الشھیة الھستیریة للیمین المتطرف. للاسف الشدید، یجب أن اعترف بأن تأییدي لھذا النوع من الحكومات ینبع لیس فقط من الخوف مما سیفعلھ الیمین، بل ایضا من الشعور بأنھ أصلا یصعب أن نرى في المستقبل القریب سیناریو یقف فیھ الوسط – یسار منتصرا في الانتخابات. ما ھي أھمیة أن نحاول ایجاد بدیل في المعارضة؟.