عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2020

“التعافي” للمباحث الأساسية.. ملازم لردم فجوات التعليم في عهد كورونا

 الغد-منى أبوحمور

مع بدء العام الدراسي الجديد، وزعت وزارة التربية والتعليم ملازم تعليمية مستقلة حملت عنوان “التعافي” في المباحث الأساسية تقدم من خلالها الوزارة مراجعة سريعة للمادة التعليمية التي تم إعطاؤها في الفترات الماضية وسد الفجوات التعليمية لصفوف المراحل الأساسية.
ومع إعلان عودة التعلم عن بعد بدءا من يوم الخميس ولمدة اسبوعين في معظم المدارس في الأردن، ستبقى ملازم “التعافي” بين يدي طلاب مراحل الصفوف الأولى، في حين سيستمر طلاب الصفوف المتقدمة بمتابعة هذه الملازم عن بعد.
خبراء وتربويين أكدوا بدورهم أهمية هذه الملازم في تعزيز المفاهيم والمهارات الأساسية التي تعالج فجوات التعليم في مرحلة الاستجابة للمباحث الدراسية المختلفة وتثبيتها خلال جائحة كورونا.
وكانت الوزارة قد اطلقت بحسب برنامج أسمته “التعافي” ضمن منحنيين: الأول من خلال استخدام المنصات والآخر: من خلال إعداد ملازم تعليمية تتضمن المهارات الأساسية في عدد من المباحث بهدف تعزيز المهارات الأساسية والمتقدمة للطلبة، واشتمل البرنامج العديد من الأنشطة الإثرائية، والعلمية المنبثقة من التوجهات التربوية المعاصرة للعلوم، لا سيما في ما يتعلق بالمنحى الواعد STREAM للتكامل بين العلوم، والتكنولوجيا، والبرمجة، والروبوت، والقراءة، والخط العربي، والتصميم الهندسي، والفنون واللياقة البدنية، والموسيقى، والخدمات المجتمعية، والريادة، والثقافة الصحية، والرياضيات.
ولعل الميزة الهامة في هذا البرنامج أنه قدم المباحث الدراسية بصورة تكاملية بين مختلف المجالات، الأمر الذي من شأنه تمكين الطلبة من تطوير معارفهم بصورة واعية ومتوازنة، وإتاحة الفرصة لهم لفهم المعارف بشكل كلّي، وشامل، وليس أجزاء منفصلة.
إلى ذلك فقد جاءت أزمة كورونا بحسب الاختصاصي التربوي الدكتور عايش النوايسة، عاصفة لجميع القطاعات ومنها قطاع التعليم الذي وجد نفسه مجبراً للتحول في أدواته وفي شكله وإجراءاته من خلال توظيف التقنيات الإلكترونية والرقمية في تعلم الطلبة عن بعد، وفتح هذا الإجراء باباً كبيراً أمام وزارة التربية والتعليم وكل القطاعات المعنية بالتعليم لتحول بالتعلم من شكله التقليدي إلى التعلم عن بعد المستند إلى الادوات الرقمية وبمساندة وتقبل من الجميع. ويلفت النوايسة إلى أن تجربة التعلم عن بعد أفرزت بعد تقييمها جوانب إيجابية تتمثل في تقبل فكرة التحول بشكل التعليم من التقليدي إلى التعليم المتزامن وغير المتزامن من خلال استخدام تقنيات ووسائل الاتصال الاجتماعي والمنصات وشاشة التلفزيون في عمليات تعلم وتعليم الطلبة.
وتشير التربوية نور الدباس معلمة مادة الرياضيات للصف الرابع الأساسي في إحدى المدارس الحكومية إلى أهمية هذه الملازم التي تناولت المواد الأساسية، التي تعمل كعصف ذهني للطلبة وتمهد لهم البدء بمنهاج الرياضيات للسنة الجديدة.
وتقول “لم تكن تجربة التعلم عن بعد مجدية لجميع الطلبة”، لافتة إلى وجود فروقات كبيرة في المستوى الاجتماعي والأكاديمي بين الطلبة ما يعني ضرورة التأكد من وصول المعلومة وترسيخها لدى جميع الطلبة.
وهو ما أكدته معلمة اللغة الإنجليزية ليلى سلواد التي تؤكد أن أهمية هذه الملازم تكمن في تركيزها على القواعد وتركيب الجمل والقراءة وهو ما لم يكن بصورة متكاملة خلال عملية التعليم بعد.
وتستدرك، هناك قواعد أساسية ومهارات لايمكن إغفالها وتجاوزها، فالتعليم تراكمي ولا يمكن أن ينجح الطالب في تلقي معلومة جديدة ما لم يكن لديه أساس قوي ومتين.
وفي جانب الممارسات التعليمية فقد ظهرت فجوات كبيرة في تعلم المواد الأساسية وفق نوايسة وهي اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات والتي تجتاج إلى جهاد أكبر من المعلم والمتعلم في تعلمها والتمكن من المهارات الأساسية لها، لذا وبهدف تعزيز المفاهيم والمهارات الأساسية التي تعالج فجوات التعليم في مرحلة الاستجابة للمباحث الدراسية المختلفة وتثبيتها خلال جائحة كورونا.
في حين جاءت تسمية ملازم “التعافي” التي وزعتها وزارة التربية والتعليم وفق خبير متخصص بوزارة التربية والتعليم، ليكون هدفها تقديم مهارات أساسية للصف السابق يجب أن يكون الطالب قد ألم بها وفهمها حتى يتماشى مستواه الأكاديمي مع المعلومات التي سيتم أخذها في الصف الجديد.
وجاء توزيع ملازم التعافي وفق ما يقول لسد الفجوة او الخلل في العملية التعليمية في السنة السابقة، ففي الإطار العام للمناهج فيجب على المعلم أن يكون على إضطلاع على نتاجات الصف السابق وإذا كانت المعلومات الأساسية متوفرة لدى الطلبة حتى يتمكن في نهاية العام من تحقيق نتائج إيجابية.
وحول توزيعها بشكل مستقل هذا العام، هذه الفكرة كانت موجودة في السنوات السابقة خاصة في كتب القواعد، إلا أن الأمر الملح الذي الذي جعل وجود ملزمة منفصلة أمرا في غاية الأهمية هو مرحلة التعليم عن بعد خصوصا أن الوزارة لم تأخذ الوقت الكافي لإعداد جميع مواد المنهاج على الصورة التي يجب أن تكون عليها.
ويرى الخبير أن هذه الملازم كفيلة أن تسد الفجوات التعليمية التي قد يعانيها بعض الطلبة خلال العام الدراسي السابق الذي مر بظروف استثنائية تخللها جائحة كورونا والتحول إلى التعلم عن بعد.