عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Feb-2019

مدارس الملك عبدالله للتمیز.. طلبة ینطلقون نحو الریادة والإبداع
منى أبو حمور
عمان-الغد- نحو الریادة والإبداع؛ أخذت مدارس الملك عبدالله الثاني للتمیز بید مجموعة من الطلبة
في الأردن في جمیع المحافظات، لیكونوا قادة المستقبل وبوصلتھ بما یحقق رفعة وازدھار الوطن.
قصص نجاح سطرھا طلاب الأردن المتمیزون، وتصدرت المراكز المتقدمة داخل البلاد وخارجھا.
في الزرقاء، حصد طلاب مدرسة الملك عبدالله الثاني للتمیز جوائز على مستوى الوطن العربي
في مسابقة الروبوت 4×4، S1 ومسابقة برمجیة المستقبل، كذلك المركز الأول في تحدي الألعاب الإلكترونیة، وتم تحمیل الألعاب الإلكترونیة التي صممھا الطلاب على ”Google .”app store
َ مدیرة مدرسة الملك عبدالله الثاني للتمیز في الزرقاء مكرم أحمد أمین سمرین، تلفت بدورھا إلى
أن المدرسة تضم عددا من الموھوبین من مدارس التربیة والتعلیم الذین یملكون قدرات عالیة في التفكیر، ولدیھم مھارات معرفیة كبیرة.
وتشیر الى أن المتمیزین بحاجة لمعلم یتعامل معھم بطریقة مختلفة، حتى لا یصطدموا بفجوة كبیرة بین ما یملكون من مھارات التفكیر العالي وما یقدم بالمنھاج المتوسط.
المواد الإثرائیة في مدارس ”التمیز“ أثرت على مھارات الطلبة وحفزت التفكیر الإبداعي لدیھم، بحسب سمرین؛ حیث تمكن الطلبة من خلال منھاج الریاضیات المتقدم، الإلكترونیات والتفكیر الإبداعي، من تحصیل أعلى المعدلات في الثانویة العامة للفرع العلمي.
وتؤكد سمرین ”أن مدارس التمیز مفخرة یدرس فیھا الطالب مجانا“؛ حیث تصنع من الطالب نموذجا للإبداع، وھو سبب الإقبال الكبیر للأھالي علیھا، ویتقدم 700 طالب سنویا لامتحان القبول في ”التمیز“ في محافظة الزرقاء، ووكالة الغوث، وفق سمرین.
وتجد سمرین أنھ وفي ظل الثورة التكنولوجیة والتغیر الھائل في الأنظمة التعلیمیة، لا یمكن للنظام التربوي أن یبقى كما ھو، فلا بد لھ أن یتواكب مع التطور المستمر، فقد أصبح الطالب منذ صغره یستخدم الأجھزة اللوحیة والإنترنت والكمبیوتر، وعند وضع حاسوب ضعیف بین یدیھ من المؤكد سیحبط.
لذلك، یجب أن یتم إثراء المناھج ورفع مستواھا والارتقاء بمستوى الطلبة، ولا بد من وقفة حقیقیة لھذه المدارس حتى تستمر وتتمكن من خلق جیل قادر على الإبداع والقیادة.
إلى ذلك، تبین سمرین ”یجب وضع الطالب في المشكلة ودفعھ لحلھا وتقییم الوضع وحثھ على الإبداع والاختراع، وخوض التجربة والفشل مرة ومرتین حتى یتمكن من النجاح وحده“.
وتضیف ”طلاب التمیز حصلوا على وظائف مھمة في مایوكلینیك وفي دول أوروبا“، متمنیة لو أخذ بید ھؤلاء الطلاب المتمیزین وبأفكارھم واختراعاتھم وأبحاثھم وظلوا في الأردن لینھضوا ببلدھم.
وفي السلط، تستقطب مدارس ”التمیز“ نخبة من طلبة المدینة المتمیزین في المدارس الحكومیة
والخاصة بعد اجتیازھم فحص منحنى الذكاء، وفق مدیرة مدرسة الملك عبدالله الثاني للتمیز في مدینة السلط عبیر تادرس.
ویتقدم لامتحان التمیز الطلاب الحاصلون على أعلى 5 % من علامات الصف السادس، فضلا عن توصیات المعلمین وتشمل مدرسة السلط أربع مدیریات؛ عین الباشا، السلط، دیر علا والشونة الجنوبیة.
ویقام امتحان المستوى على جلستین؛ الأولى معلومات عامة في جمیع المواد، والثانیة في مبحثي
العلوم والریاضیات على مستوى عال.
وترتقي مدارس التمیز بكادریھا التعلیمي والإداري بمستوى الطلبة، والنھوض بھم، بحسب تادرس، وتنمیة قدراتھم النمائیة وتفكیرھم الإبداعي، مشیرة إلى أن خطوة الوزارة في جعل التدریس ”أون لاین“ وتوزیع أجھزة لوحیة للطلبة لیقوموا بالدراسة من خلالھا، سیجعلھا تضاھي المدارس المتقدمة والدول المتقدمة في ھذه الأمور.
وحول تأقلم الطلبة في الصف السابع مع طریقة التدریس، تقول تادرس ”الطلاب للوھلة الأولى یخافون ببعض الأحیان من تدني معدلاتھم، ولكن في النھایة یعودون بعد أن یدخلوا في التجربة التعلیمیة الجدیدة، والقبول لیس نھایة المطاف؛ إذ على الطالب أن یجتھد لیحافظ على مقعده في
التمیز، ویوقع ولي الأمر على تعھد ینص على مغادرة الطالب المدرسة إذا انخفض المعدل عن 90 ویلزم ولي الأمر بإحضار ورقة قبول من مدرسة أخرى“.
وتقول ”الدرس الذي یستلزم من الطالب العادي 45 دقیقة لفھمھ لا یأخذ من طالب التمیز أكثر من 30 دقیقة والباقي مواد إثرائیة، الإلكترونیات والریاضیات المتقدم والقیادیة لا تدخل بالمعدل، ولكن حتى تنمي وتوسع مدارك الطالب“.
في كل سنة یتمكن طلاب التمیز من الحصول على منحة من مدرسة الیوبیل ومدرسة كنجز أكادیمي، بحسب تادرس؛ إذ یدرس معظم خریجي المدرسة الطب، الھندسة والصیدلة في الجامعات الأردنیة وبمعدلات تراكمیة كاملة.
وتتابع ”الطالب یسعى للتمیز ولیس للنجاح، وجمیع الطلاب متمیزون ودعم الوزارة الدائم سیجعل النجاح مستمرا“، مضیفة ”أن ”التمیز“ مدرسة حكومیة تدرس المناھج الحكومیة نفسھا وتساعد الأھالي على الاستغناء عن الدروس الخصوصیة لأبنائھم في الثانویة العامة“.
جاءت فكرة مدارس الملك عبدالله الثاني للتمیز كمبادرة ملكیة سامیة من جلالة الملك عبدالله الثاني في جمیع محافظات المملكة، وفق مدیر التربیة الخاصة في وزارة التربیة والتعلیم الدكتور سامي محاسیس، لتقدم نمطا تعلیمیا إثرائیا في بیئة تعلیمیة لإعداد قیادات واعدة في مختلف التخصصات.
في مطلع العام الدراسي 2001-2002 ،تم افتتاح أول مدرسة من المدارس في محافظة الزرقاء، في حین بلغ عددھا الآن نحو 12 مدرسة موزعة على محافظات المملكة، وستتسلم الوزارة مدرسة في المقابلین مع بدایة العام 2019-2020.
وتھدف الوزارة من إنشاء ھذه المدارس، بحسب محاسیس، لتزوید الطالب المتمیز بخلفیة نظریة
متینة من المعارف الأساسیة وإكسابھ مھارات الحیاة المرتبطة بالعلم والتكنولوجیا وإكساب الموھوب والمبدع واستثمار طاقاتھ الى أقصى حد.
كما تسعى لتنمیة شخصیتھ من خلال تعزیز ثقتھ بنفسھ وقدراتھ وتطویر مھارات التفكیر العلیا عند الطالب وتنمیة الحس والانتماء الوطني؛ حیث یتم قبول الطالب ابتداء من الصف السابع حتى یصل إلى الصف الثاني الثانوي العلمي بعد اجتیازه امتحان المستوى.
ویقول محاسیس ”یخضع المعلمون والمعلمات والھیئة الإداریة الى مقابلة تعقدھا الوزارة مع القائمین في المدیریة مشترطین خبرة خمس سنوات، وقدرة عالیة وإتقان اللغة الإنجلیزیة، وأن یكون ملفھ خالیا من العقوبات وأن یكون قادرا على التعامل مع الطلبة المتمیزین الذین بلغ عددھم على مستوى المملكة 3538 طالبا وطالبة“.
ویمنح جمیع العاملین علاوة شھریة 30 % على الراتب، وتعكف الوزارة على إیجاد آلیة تدریب المعلمین مع مؤسسات التعلیم في الأردن مثل أكادیمیة الملكة رانیا ومركز الیوبیل لتدریب المعلمین وتأھیلھم حول كیفیة التعامل مع الطلاب المتمیزین، وفق محاسیس.
ویشیر محاسیس إلى أن التطلعات في المرحلة المقبلة؛ البحث عن مناھج تواكب الطلبة المتمیزین ومرادفة للمنھاج الأردني، تعزز التفكیر الإبداعي، العصف الذھني وأسلوب حل المشكلة وحوسبة الامتحانات، لجعلھا مدارس ذكیة.
ووفرت الوزارة شبكة مواصلات مؤمنة لنقل الطلبة في مدارس الملك عبدالله الثاني للتمیز التي تم بناؤھا وفق كود البناء المدرسي الحدیث في جمیع محافظات المملكة بمكرمة من الدیوان الملكي العامر.
ولا یتوقف دعم الطلبة المتمیزین على التعلیم المدرسي فحسب، فقد أرسلت الوزارة 22 طالبا متمیزا للدراسة في الولایات المتحدة الأمیركیة منحة من الدیوان الملكي، خلال العام 2018- .2019 وتعمل الوزارة على عقد لقاءات مستمرة بین الطلبة المتمیزین وصناع القرار والوزراء في الأردن لإعداد قادة للمستقبل.