الدستور- في مثل هذا اليوم.. الأردن وعلى أرضه الطهور خاض حربا مع أشرس عدو وكيان سرطاني ، في ارض الكرامة سطر الأردنيون من شتى المنابت والأصول سطورا ودروسا في الكرامة ، وعلى ارض الكرامة ومن أجل العزة والكرامة ارتقت أرواح الشهداء الى السماء ، كما ارتقت من ارض جنين والقدس والجولان .

 

 واليوم يخوض الأردن حربا شرسة على مرض اجتاح العالم ، الأردن اليوم يمارس دوره الإنساني في مواجهة فيروس (الكورونا ) ، بحق وبكل لغات العالم نقول بفخر واعتزاز ان الأردن شعبا وحكومة وملكا يديرون المعركة بنجاح واقتدار رغم انعدام الموارد ، نقص الموارد أو انعدامها لم يقف حاجزا ، الحكومة لم تنتظر المساعدات والملك لم يستنجد بقادة العالم طلبا للعون ، بل كان واثقا بقدرات شعبه . التجربة الأردنية بحق هي درس مهم في الاعتماد على الذات ، تجربة قوامها المكاشفة والمصارحة والشفافية ، شعب لديه من الانتماء والإخلاص والجذور الضاربة في أعماق الأرض ، حكومة استجابت للتحديات ، ملك سارع في المبادرة والتوجيه ، جيش مسك زمام الأمور حارسا أمينا على الوطن والمواطن. 

 

معارضة الحكومات واجب ، المعارضة واختلاف الرأي حق كفله الدستور والأعراف والشرعة الدولية لحقوق الإنسان ، وكذلك الانتماء للوطن وخدمته والحرص على مقدراته فرض وواجب ، وخاصة في اللحظات والظروف الصعبة ، في الحروب والكوارث والأزمات بالضرورة يجب ان تتوحد الجهود والعمل بروحية الفريق كل يؤدي واجبه في ميدانه وتخصصه وفق تعليمات وتوجيهات الدولة وقيادتها ، هنا لا مجال فيه للتعارض والاختلاف ، ومن لا يستطيع او لا يرغب في تقديم جهده في لحظات الأزمة عليه التنحي جانبا حتى لا يعيق الآخرين . 

 

وكما انتصر الشعب والجيش في معركة الكرامة من أجل العزة والكرامة ، سيخرج الأردن منتصرا في حربه على ( الكورونا ) ، سنجتاز الأزمة أكثر وعيا وقوة ومنعة ، وإننا نحقق المعجزات باعتمادنا على قوتنا ومواردنا الذاتية ، ما يتم انجازه اليوم في الأردن عجزت عنه دول متقدمة كانت بالنسبة لنا مثلا أعلى في التقدم والحداثة والتطور ، ما قام به الأردن فاق كل التصور ، وهو بحق معجزة يحق لنا أن نباهي به الأمم . يحق لنا ان نفتخر بهويتنا الأردنية وانتمائنا لأرضه ، وواجب علينا ان نتغنى بما تم انجازه ليكون أساسا لمرحلة جديدة قوامها الاعتماد على الذات وترسيخ مبدأ المشاركة لكافة القطاعات في القرارات المصيرية ، وترسيخ مبادئ الشفافية والصراحة وسيادة القانون .