عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-May-2022

زيارة الملك لأميركا.. تأكيد لمكانة جلالته وثقة المجتمع الدولي برؤاه

 الدستور-نيفين عبد الهادي

 زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأميركية، تحمل أهمية كبيرة في كافة تفاصيلها، فكانت الحدث الأبرز سياسيا على المستوى الدولي خلال الأيام الماضية، فقد تضمنت هذه الزيارة التي وصفها مراقبون بأنها تاريخية، الكثير من اللقاءات الهامة لجلالته مع أركان الإدارة الأميركية وقادة الكونغرس، اضافة إلى لقاء جلالته بالرئيس الأميركي جو بايدن بحضور ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولذلك أيضا أهمية كبرى كونه اللقاء الثاني خلال أقل من عشرة أشهر الذي جمع جلالته بالرئيس الأميركي، ولذلك أيضا دلالات هامة.
تفاصيل هامة كثيرة تضمنتها زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة الأميركية لا يمكن المرور عليها بقراءات عادية كأي حدث عابر، فهي زيارة تضمنت برنامج جلالته زخما في اللقاءات والملفات التي تم طرحها، وفي المفاصل السياسية والاقتصادية والدينية وحتى الإنسانية والاجتماعية، التي شملتها وكانت محاور هامة في لقاءات جلالته، الأمر الذي يجعل من أي قراءة للزيارة تحتاج للدخول بتفاصيلها بحجم أهميتها، بدءا من لقاء جلالته بقيادات مسيحية في الولايات المتحدة، وتحذيره من تهديد الوجود المسيحي بالقدس، مرورا بتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، جائزة «الطريق إلى السلام»، التي تُمنح من قبل مؤسسة الطريق إلى السلام التابعة لبعثة الفاتيكان في الأمم المتحدة، وتأكيدات جلالته أن الطريق إلى السلام يجب أن يمر بمدينة القدس، وصولا إلى لقاء جلالته بالرئيس الأمريكي الذي يعد الثاني خلال أقل من عشرة أشهر وما يعكسه من اهتمام اميركي بالأردن وقيادته. وفي متابعة تحليلية لـ»الدستور» حول أهمية الزيارة، أكد سياسيون أن أي قراءة لتفاصيل الزيارة ستضعنا أمام حزمة من المضامين التي تحمل في كلّ جانب أهمية كبيرة لجهة ملف هام من ملفات المرحلة وقضاياها، فضلا عن الرسائل الهامة جدا التي وجهها جلالته خلال لقاءاته في الولايات المتحدة والإدارة الأميركية، وتحديدا فيما يخص القضية الفلسطينية وحماية القدس والأقصى الشريف، وضرورة احلال السلام الذي يجب أن يمر بالقدس، حيث أكد جلالة الملك، في كلمة ألقاها في حفل تسليم جائزة «الطريق إلى السلام»، «رحلتنا في الطريق إلى السلام يجب أن تمر بمدينة القدس، فهي تحمل مكانة خاصة في قلوب الملايين حول العالم، كمدينة مقدسة تشهد دعواتنا وصلواتنا وآمالنا»، واضعا بذلك جلالته الصورة الأكثر نموذجية لإحلال السلام في العالم، اضافة لتأكيدات جلالته أن القدس هي مفتاح للسلام والاستقرار، حيث «لفت جلالته إلى أن القدس هي مفتاح السلام والاستقرار، مؤكدا كصاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها أن الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في هذه الأماكن المقدسة متطلب أساسي للسلام والوئام وحرية العبادة».
وأكد متحدثو «الدستور» أن القدس وفلسطين كانت أولوية على أجندة جلالته خلال هذه الزيارة بشكل وجّه بوصلة الاهتمام الأمريكي والعالمي نحو القدس وفلسطين، فيما تغيّرت الأولويات خلال المرحلة الحالية، واتجهت نحو قضايا أخرى، وملفات ترى بها أولوية عن الشأن الفلسطيني والقضية الفلسطينية وإحلال السلام العادل والشامل، ليعيد جلالته توجيه بوصلة الاهتمام للمكان الصحيح للقضية المركزية.
الوزير الأسبق الدكتور محمد المومني أكد أن زيارة جلالته موفقة للولايات المتحدة، حيث تضمنت اشتباكا عاموديا بمقابلة المسؤولين الأميركيين من رئيس الولايات المتحدة إلى كافة أركان الإدارة التنفيذية والكونغرس، كما تضمنت اشتباكا أفقيا مع أطياف مهمة من القيادات الدينية والفكرية الأميركية سيما القيادات المسيحية للحديث عن المسيحية في القدس وجودا وتاريخا ومستقبلا.
وشدد المومني على أن الزيارة مهمة ليس فقط لأنها الثانية مع الإدارة الأميركية الحالية والرئيس بايدن وهذا بحد ذاته ملفت، ولكن أيضا لأنها تأتي بعد أحداث العنف في رمضان في القدس، وبعد الهجمة السياسية والإعلامية غير المسبوقة على الأردن من قبل إسرائيل، وهذه المرة من اليمين والوسط في إسرائيل وليس فقط من اليمين، اتهمونا بالتحريض اللفظي وأننا نقول بالغرف المغلقة عكس ما نقول في العلن متناسين أنهم يفعلون تماما ذلك، وأن إنهاء الخطاب المزدوج لكل الأطراف لا بد أن يبدأ بإعادة الروح لعملية السلام وأفقها الذي أجهزت عليها إسرائيل.
وفي سياق القراءة ذاتها، حول أهمية الزيارة أكد الوزير الأسبق سميح المعايطة ان الزيارة الملكية جاءت لتحقيق اكثر من هدف اولها العلاقات الثنائية بين عمان وواشنطن ورعاية هذه العلاقة وتحقيق تفاهمات للمرحلة القادمة على صعيد المساعدات الاقتصادية والتعاون في كافة المجالات .
والهدف الثاني وفق المعايطة نقل الرأي والتقييم الاردني حول العديد من الملفات واهمها الملف الفلسطيني وخاصة في ظل السياسات الإسرائيلية العدوانية في القدس وضد المقدسات وتعطيل عملية السلام من قبل الطرف الاسرائيلي اضافة الى ملفات الإقليم الاخرى في سوريا والعراق وايران .
والهدف الثالث قال المعايطة يتعلق بالزيارة المتوقعه للرئيس الامريكي للمنطقة وضرورة ان تحمل جديدا يخدم القضايا العربية وتحديدا الملف الفلسطيني.
وبين المعايطة أنه من خلال ما صدر خلال اللقاءات المكثفة لجلالة الملك فان الزيارة كانت ايجابية جدا على الصعيد الملف الثنائي او التأكيد الامريكي على حل الدولتين وعلى اهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات وهو تاكيد جاء ردا قويا على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي الاستفزازية حول هذا الملف .
وشدد المعايطة على أنها زيارة ايجابية وهي جزء من نهج الملك في التواصل مع الدول المؤثرة في العالم وخدمة المصالح الاردنية وقضايا الامة.
  فيما اعتبر الوزير الأسبق رضا الخوالدة الزيارة الحدث الأهم عربيا ودوليا خلال المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن الزيارة تأخد أهمية التوقيت إذ جاءت في وقت دقيق تمر به المنطقة، اضافة لأهمية الملفات التي تم طرحها خلال الزيارة.
ونظرا لما يتمتع به جلالة الملك من ثقة امريكية وفق الخوالدة فقد جاء هذا اللقاء الثاني مع الرئيس الأمريكي خلال ما يقارب العشرة أشهر، وهذا يعكس عمق العلاقات الاميركية الأردنية، والثقة التي يتمتع بها جلالته عالميا وامريكيا. وأكد الخوالدة على عمق القضايا التي تم بحثها خلال زيارة جلالة الملك واهميتها، تحديدا فيما يخص العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، وكذلك قضايا الاقليم وتحديدا القضية الفلسطينية والتشديد على الثوابت الوطنية الأردنية بشأنها.
وشدد الخوالدة على أن جلالة الملك يسعى دوما للتأكيد على الثوابت الأردنية حول مختلف القضايا والملفات وتحديدا القضية الفلسطينية والعمل الجاد لعودة عملية السلام لمسارها الطبيعي، مع التأكيد على أن يكون سلاما عادلا وشاملا وفقا للقوانين الدولية.