عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Mar-2019

يوم المرأة العالمي في 8 آذار أملي بشارات نموذج المرأة الأردنية الصلبة!

 

وليد سليمان
الراي - المرأة هي الأم والجدة والعمة والأخت والزوجة والصديقة..إنها ابنة الأرض والحياة المتجددة للبشرية... فقد تعبت وناضلت كثيراً حتى أصبحت اليوم تمشي إلى جانب الرجل.
والاحتفال بهذه المناسبة - من كل عام بتاريخ 8 آذار- جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945 ,وكان ذلك أول احتفال دولي بيوم المرأة العالمي، رغم أن بعض الباحثين يرجحون أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.
ففي عام 1856 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل ضمنها، وقد نجحت هذه المحاولة في طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية للمسؤولين هناك.
وهكذا ظلت النساء يناضلن من أجل حقوقهن على مدى قرون, لتحسين ظروف عملهن نحو الأفضل، والمساواة في الأجر عن العمل المتساوي والمتكافئ مع الرجال.
وجاء في بعض المراجع والكتب ان المرأة الاردنية لها تاريخٌ طويلٌ في العمل العام، فلقد خصصت النساء وقتًا وموارد مهمة لمساعدة الفئات والأسرالمحتاجة في كل أنحاء المملكة، من خلال توفير الرعاية والخدمات الاجتماعية لهم.
وكان انخراط النساء في العمل الخيري وأنشطة الرعاية طريقةً مقبولةً لدخول النساء إلى العمل العام، الذي لطالما كان مقتصرًا على الرجال فقط.
ومنذ نهايات القرن التاسع عشر أكّد الكثير من القياديين الوطنيين على ضرورة تعليم النساء ومشاركتهن في الحياة العامة لتقدّم الأمة، واحتضنت الطبقة الوسطى هذه الأفكار بحماسة، كما بدأت نساء الطبقة المتوسطة، وزوجات النخبة، بتأسيس جمعيات خيرية للإسهام في ارتقاء الأمة.
جمعية تضامن النساء وقد تأسست في الأردن جمعية تضامن النساء الاجتماعية سنة 1944 ،وتأسست جمعية اتحاد النساء الأردني سنة 1945 ،وعملت المنظمتان على تقديم الخدمات الخيرية والصحية والتعليم للمحتاجين.
وفي ذلك الحين لم تشارك النساء غالبًا في الأحزاب السياسية، إلا أنهن ساهمن في الحركة الوطنية من خلال عملهن الخيري والاجتماعي، كما دعمن القضايا الوطنية العربية.
ولكن فيما بعد من السنين شاركن بالعمل السياسي والحزبي.
أول محامية أردنية !
في سنة 1954 تأسس اتحاد النساء العربيات من قبل مجموعة من النساء الداعمات للحركة الوطنية الأردنية بقيادة أول محامية أردنية،(أميلي بشارات) وبالإضافة إلى العمل الخيري والاجتماعي.. فقد أخذ الاتحاد ينظم بقوة حملات تدعو لحق النساء في التصويت.
وأميلي بشارات هي محامية وناشطة نسوية أردنية ولدت عام 1913 في مدينة السلط الاردنية.. وتوفيت عام 2004 عن عمر ناھز 90 عاماً، وقد حازت على أوسمة وشھادات تقدیر،وأطلق اسمھا على عدد من المراكز المتعلقة بأنشطة المرأةفي الاردن.
معلمة للغة الانجليزية
وكانت قد عملت أملي كمعلمة للغة الإنجليزية, إلى أن حصلت على بكالوريوس الحقوق من لندن عام 1960 ،لتصبح أول إمرأة أردنية مسجلة بنقابة المحامين الأردنيين.
فمنذ صغرها أرادت اميلي أن تكون محامية!! لكن كان لوالدها رأي معارض، حيث كان يعتقد أن النساء لا يجب أن يعملن سوى بمهنة التدريس.
ولعدم توفر مدارس رسمية للبنات في مدينة السلط، أرسلها والدها لمدينة رام االله في فلسطين لتلتحق بمدرسة فريندز للبنات في ثلاثينيات القرن العشرين.
وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة انتقلت إلى لبنان لتلتحق بالكلية السورية اللبنانية في بيروت, ولتحصل على على دبلوم التعليم، ومن ثم عادت إلى الأردن ليتم تعيينها كمعلمة للغة الإنجليزية في مدرسة المعارف في العاصمة الأردنية عمان.
ثم قامت بادخار أموالها إلى أن استطاعت أن تحقق رغبتها بالحصول على بكالوريوس الحقوق من جامعة (University Metropolitan London (في لندن عام 1960.
من انجازاتها
كانت أول إمرأة أردنية تعمل كمحامية في الأردن وأول امرأة مسجلة في نقابة المحامين الأردنيين.
وتم انتخابها عضواً في مجلس نقابة المحامين في أكثر من دورة.
وأسست أول ميتم في الأردن عام 1951.
أسست أول مدرسة للتمريض عام 1953.
واهتمت بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني حيث سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقب النكبة لإلقاء محاضرات حول حقوق الفلسطينيين.
كما كتبتب العديد من المقالات في مجلة «الرائد» مستخدمة اسمًا مستعارًا هو «بنت الأردن».
وأوصت بثروتها البالغة 500 ألف دينار أردني إلى عدة جمعيات خيرية وللكنيسة.
وتبرعت بمكتبتها، وطابعتها، ومكينة الحياكة الخاصة بها لمعهد الإخوات العالمي التابع للأمم المتحدة.
وساهمت بتأسيس أول اتحاد نسائي في الأردن عام 1945.
وساهمت بتأسيس «اتحاد المرأة العربية» عام 1954 والذي تم إغلاقه عام 1957 بسبب نشاطه النقابي والحزبي.
وأعادت تأسيس «اتحاد المرأة العربية» عام 1972 وتم تنصيبها رئيسة له، وعندما تم إقرار اليوم العالمي للمرأة عام 1975 بدأ الإتحاد بالإحتفال به إلى أن تم إغلاقه مرة أخرى.
ونالت عضوية الإتحاد النسائي العربي العام, وعضوية الإتحاد النسائي الدولي.
وتم اختيارها كممثلة عن اتحاد المحامين العرب في مؤتمر المرأة العاملة في بغداد عام 1975.
وكان لها دور بارز في تعديل قانون الإنتخابات عام 1974 والذي أعطى المرأة حق الإنتخاب والترشح.
مركز بشارات للتوثيق والدراسات
وبعد وفاتها قام اتحاد المرأة الأردنية عام 2007م بإنشاء مركز أملي بشارات للتوثيق والدراسات بجمع وحفظ ومتابعة كل القضايا المتعلقة بالمرأة في الاردن.
وقد بدأ العمل بالتوثيق للحركة النسائية الاردنية ورموزها بجمع وتصنيف وفهرست وثائق وبيانات ومذكرات ورسائل, كما قام بإجراء عدد من المقابلات المصورة مع ثلاثين شخصية من رائدات العمل النسوي الوطني العام .
وهذا الحرص على توثيق تاريخ الحركة وكذلك التجارب والخبرات للعديد من رائدات الحركة يمثل شكلاً من أشكال المقاومة لعمليات الإستبعاد والتهميش التي عانت منها النساء على مدى فترات تاريخية مختلفة .
ويسعى المركز لإعادة تشكيل الوعي النسوي من خلال توفير العديد من الكتب والدراسات والابحاث والدورات التدريبية التي بدأ العمل بها, حيث تم إنشاء مكتبة متخصصة .
ويهدف المركز إلى توفير المعلومات والبيانات من أجل إعادة كتابة تاريخ الحركة النسائية الأردنية وكذلك توفير البيانات والمعلومات للباحثات والباحثين من أجل رصد وفهم التحولات الجوهرية فيها وتحليل وتفسير وإستقراء إتجاهات هذه التحولات وصولاً لأحداث تغيير في النظرة النمطية للنساء ونشر ثقافة نسوية جديدة في إطار ثقافة حقوق الإنسان وبالتالي دعم كل من أليات تعزيز وإحترام حقوق النساء.. وخاصة الإتفاقات المتعلقة بالقضاء على العنف والتميز, وإزالة كافة التحفظات عليها .
ويسعى المركز لتحقيق أهدافه من خلال الأنشطة العلمية والفكرية والثقافة المختلفة والتي تتضمن: البحوث والدراسات النظرية والتطبيقية ، عقد المؤثرات والندوات وورشات العمل والحلقات الدراسية .
وتقديم الاستشارات والخدمات الفنية والمعلوماتية وعقد الدورات التدريبية وإصدار النشرات والتقارير والدوريات وغيرها .
وفي سبيل ذلك يسعى المركز إلى التعاون والتكامل مع الهيئات العلمية والمؤسسات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان, وحقوق النساء إما على الصعيد الوطني أو العربي أو الدولي, وتبادل الخبرات في هذا المجال .
وتوثيق للحركة النسائية الأردنية ورموزها ( التاريخ ، الدور ، الانسان ، الموقف ).
و تنظيم أنشطة ثقافية متنوعة ( ندوات , لقاءات , ورش عمل , ومنبر للثقافة ) .
وأرشفة وتوثيق وإجراء دراسات لبيانات الإتحاد وكل المراكز التابعة له خاصة مراكز الإيواء والإرشاد والتوعية .
والمتابعة والتوثيق ليومي لكل ما يصدر عن الإتحاد وغيره من المنظمات النسائية المختصة بقضايا المرأة .
وإصدار نشرة دورية, وإنشاء مكتبة عامة مفتوحة الأبواب للمشتركين .
اما المؤسسات التي يتعاون معها مركز اميلي بشارات فهي:
المنظمات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة .
الأكاديميون وطلبة الجامعات والمعاهد والمدارس .
مؤسسات المجتمع المدني بما فيه النقابات والأحزاب السياسية والمنظمات النسائية وجمعيات الطفولة والشباب .
العاملون في الأجهزة القضائية والتشريعية .
الإعلاميون والصحفيون .
العاملون في المؤسسات الدولية ذات العلاقة .
بشارات مع شعراوي
«هدى شعراوي بقلم أملي بشارات» كان هذا عنوان مقال لرائدة العمل النسائي في الاردن أملي بشارات الذي تم نشره في مجلة الرائد الاسبوعية الاردنية في 20 أيلول عام 1945 ,ومما كتبته أملي ما يلي:
” أول عهدي بهدى هانم شعراوي يوم كنت تلميذة في الصفوف الابتدائية؛ وكانت معلمتي إذا شاءت أن تتحدث في هامش الدرس عن المرأة وأدب المرأة ورسالة المرأة في الحياة أخذت تردد اسمها بين الحين والآخر.. ترديداً فيه الكثير من الاستلذاذ والإكبار.
وما كنت يومئذٍ أدري ما هي العصمة أو أفهم معنى للهانم, إلا أنني كنت أشعر شعوراً عميقاً بفضل أسلوب معلمتي وطريقتها المستساغة, أن هذه المرأة التي تتحدث عنها لا شك أنها عظيمة وعلى خُلق عظيم.
ثم لما انتقلت إلى الصفوف الثانوية وصارت لي الكفاءة لأن أقرأ الكتب وأطالع الصحف وأستمع إلى المذياع وإلى أحاديث الناس في مجالسهم, انتقلت كذلك إلى دور آخر في معرفتي للسيدة هدى هانم شعراوي.. أستطيع أن أسميه دور المعرفة الأدبية.
فكنت أقرأ لها وأقرأ عنها, ثم كنت أسمع لها واسمع عنها, وكان كل ذلك يخطو بي خطوات حثيثة تجعلني أزداد بها إعجاباً ولها تقديراً, ولا أبالغ إذا قلت فخراً واختيالاً حتى صرت وهدى شعراوي ملء السمع وملء القلب تأخذ علي الطريق في التفكير ببنات جنسي ورسالتهن.. فلا ألوذ إلا بها فيما قرأت أو سمعت.. ولست أدري كيف خبأ لي القدر ما كنت لو أتاح لي أن أقترح عليه شيئاً لما اقترحت سواه.. لست أدري أية سعادة غمرني بها هذا القدر.. إذ هيأ لي أن أتصل بعصمتها وأتعرف إليها.. لتغدو ملء العين وكانت قبلاً ملء السمع والقلب كما قدمت.
كان ذلك في تشرين الثاني من السنة الماضية عندما دعت شعراوي إلى مؤتمر نسائي عربي عام يُعقد في القاهرة (المؤتمر النسائي العربي العام – 1944/11/12 (وذهبت لأول مرة في حياتي لأشترك في مؤتمر نسوي مندوبة عن بلادي شرق الأردن .. ولم يكن اشتياقي لرؤيتها شخصياً والاقتباس من معين فضلها الكبير, بأقل من اشتياقي للمساهمة في خدمة بلدي وأميري عن طريق ذلك المؤتمر الخطير.
وإذا كان صحيحاً ما يقولون من أن المرأة ظل زوجها, فقد أمكن لي ان أرى ذلك الرجل العظيم علي باشا شعراوي, أقنوم في ثالوث الوطنية المصرية الخالد – (سعد زغلول) و(علي شعراوي) و(عبد العزيز فهمي) – عندما تعرفت إلى زوجه العظيمة واتصلت بها في ذلك المؤتمر.
ذكاء متوقد.. فهم نبيل للحياة.. إرادة ذات عزم وتصميم.. شجاعة أدبية لا وجود للقهر أو التقهقر في قاموسها.. خلق عال يفرض تنفيذ رسالتها فرضاً.. امرأة.. امرأة عربية صميمة عظيمة حقاً.. هذه هي هدى شعراوي التي تزعمت عن جدارة واستحقاق حركة المرأة الشرقية الراغبة في الحياة والحرية.
إنه لمن أسباب السعادة ودواعي التوفيق لجمعيات الاتحاد العربية عامة, ولجمعية الاتحاد النسائي المصري خاصة أن تكون صفات هدى السامية هي التي تهديها وتنير لها السبيل.
وإنه لحظ عظيم حظ المرأة العربية إذ تكون هدى الرائد المرشد والدليل الممهد لهذه النهضة المباركة التي اقتضتها مصلحة الوطن العربي اقتضاء فجاءته جزاء وفاقا, ونعم الجزاء لنعم الوطن.
من مفاخر العرب
وليست هدى شعراوي مفخرة من مفاخر مصر فحسب, بل من مفاخر العرب جميعاً.
فهي التي تعمل على إسعاد المجتمع العربي وتحقيق مطالبه, وتُعقد لهذا المؤتمرات العامة, وتسترخص كل المشقات في سبيل نصرة العرب والعروبة.
رأيتها وسمعتها خطيبة مؤثرة جذابة نفاذة, سمعتها في اجتماعنا في لبنان أخيراً - لا آخراً- تتحدث بكثير من الأسى وبكثير أيضاً من المؤاساة لفلسطين.. ((ليست فلسطين أرضاً بلا شعب حتى تصبح وطناً لشعب بلا أرض)).. فهزني هذا القول هزاً عنيفاً خُيِّل إليَّ معه أن لو اهتزه أبناء العروبة الحقة لإنعدم مجال العيش في فلسطيننا لأولئك الذين كتب االله عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة.
في زيارة إلى عمان
ثم رأيتها وسمعتها في عمان.. وفي نادي اتحادنا نحن الأردنيات.. أمعنت في عصمتها النظر وهي تصغي بإعجاب إلى كلمة مواطنتي الآنسة (مريم الحمود) عن تدرج الأردنية في معارج الرقي وفي ظلال مليك راق نبيل من ذوي عون من هاشم, فرأيت كيف تهز الأم الصالحة سريرها ببنتها الصالحة تسير سيرها الصالح.
وسمعتها تتحدث في نادي اتحادنا لنا نحن الأردنيات: ((شكراً لك أيتها الأميرة الرئيسة..
شكراً لكُنَّ يا بنات الأردن شقيق النيل.
لقد شرفني مليككن إذ أنعم عليَّ حفظه االله بوسام الاستقلال الرفيع الشأن, وبصورة الحسين محفورة في الذهب الكريم كعنصركن الأصيل.