عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jul-2020

“لطفا.. لا ترم الخبز” مبادرة فردية تحارب سلوكيات سلبية

 

ربى الرياحي
 
عمان-الغد-  انطلاقا من إحساسه بالمسؤولية وحرصا منه على حماية الطريق من أي سلوكيات سلبية مؤذية قد تتسبب في تشويه قيم مهمة، يسعى خلدون العوران إلى المساهمة في تثقيف الناس وتحفيزهم على إبقاء الطرقات نظيفة خالية من كافة أشكال الأذى.
هو ومن خلال مبادرته التي يقوم بها وبجهد فردي ومجاني يدعو إلى توعية الناس ودفعهم للانتباه لضرورة فصل الخبز عن النفايات.
خلدون حاول أن يكون جزءا من تغيير أولئك الذين يفتقدون أبسط أساليب التعامل مع الشارع ومع مستخدميه فرأى أن يبدأ بنفسه أولا ويكون شخصا إيجابيا لديه غيرة كبيرة على وطنه وعلى كل من لديهم نفس الروح ونفس الهمة.
إصراره على أن يرتقي بتلك التصرفات التي تسيء للجميع وتنتقص من ثقافة المجتمع وتحضره، يجعله حريصا كل الحرص على إعطاء صورة مشرفة عن المواطن الأردني.
يقول إن فكرة المبادرة تولدت لديه بعد رؤيته مشهدا قاسيا ومؤذيا للأعين فيه اعتداء متعمد على النعم التي ننسى أن نقدرها. هو وأثناء عمله في جبل عمان استوقفه منظر الخبز ملقى على الرصيف تحت أقدام المارة بدون اكتراث من أحد، ويلفت إلى أنه تألم كثيرا لمشاهدة ذلك المنظر الذي يرى فيه جحودا لحرمة الخبز وأهميته للكثيرين ممن أنهكتهم لقمة العيش ويعيشون ظروفا سيئة جدا.
استفزه ذلك الموقف كثيرا فقرر أن يبادر بمفرده. فكانت الفكرة التي خطرت له هي الاستعانة بتنكة الزيت بعد غسلها وتنظيفها ووضعها في الطرق، وكتابة عبارة عليها مفادها “لطفا.. لا ترمِ الخبز ضعه هنا”، وبالفعل قام بتوزيعها في مناطق عدة من بينها طبربور وخلدا تلاع العلي جبل عمان وغيرها. وقد وصل عدد التنكات إلى 400 تقريبا، مشيدا بالدور المهم الذي يخلقه الوعي لدى أفراد المجتمع وقيمة ذلك في تجسيد المسؤولية في أعمق صورها، مبينا أن الجهود الفردية هي طريق لتوسيع دائرة المبادرات الفعالة والهادفة والتي تعمد إلى تحسين صورة المجتمع، معتبرا أن التغيير لا يحتاج للكثير هو فقط يقوم على أساس الرغبة.
ويرى أن هناك طرقا كثيرة بإمكان الشخص أن يلجأ إليها للحد من تبذير البعض وشرائهم الخبز بكميات تفوق حاجتهم، ونتيجة ذلك هي عدم استهلاك الكمية بالكامل، الأمر الذي يؤدي حتما إلى رميه والتخلص منه بدون مراعاة لتجنيبه الاختلاط بالأوساخ.
ومثل هذه المبادرات الفردية التوعوية تحتاج من الجميع إلى التعاون وإدراك حقيقي لمفهوم المسؤولية المشتركة حتى تكون نافعة وسببا في تحفيز بقية الأفراد على عمل الخير وخدمة المجتمع وترسيخ سلوكيات إيجابية من شأنها أن تقوي عضد المجتمع وتجعله أكثر تماسكا ووعيا.