الراي
من جلسوا يحاولون البحث عن خطأ أو افتعال خطأ في تعامل الاردن مع قضية التهجير، مثلما نسجوا روايات التضليل ضد الاردن في العدوان على غزة، اختزلوا كل الملف الخطير في الاردن وتناسوا أن التهجير أولاً استهداف للفلسطينيين فلم يقفوا عند تعامل أطراف السلطات الفلسطينية في رام الله وغزة ولا حتى الموقف الاسرائيلي ولا المواقف العربية بل غرقوا في البحث عن قصة للاساءة للاردن والملك.
وعندما كان لقاء الملك مع ترامب في البيت الأبيض كان التضليل في ترجمة كلام الملك الذي اعتذرت عنه رويترز بعد اسبوع من حدوثه، وهو تضليل وجد فيه من لا يعنيهم التهجير ولا تعنيهم فلسطين منطلقا لحملات منظمة على الملك بشكل شخصي وعلى الاردن ومواقفه، وللاسف كانت بعض الجهات «الاردنية!» جزءاً من تلك الحملات انصياعا لاوامر اسيادهم في الخارج كما أشار الملك قبل يومين.
لكن أقدار الله تعالى العادلة حولت هذا الحقد الى هدية كبرى للاردن وقيادته والاردنيين، فكانت ردة فعل أبناء الاردن قوية في افشال هذه الحملات فخرجوا لاستقبال الملك في الشوارع ليقولوا رسالة سياسية وصلت للجميع، وبعدها جاء تكذيب رويترز لنفسها، وكان حديث الملك في لقائه مع المتقاعدين ليكون ختام المشهد هدية سياسية ووطنية قدمها الاعداء والخصوم للاردن والدولة الاردنية، وكانت قضية جمعت الاردنيين في مرحلة صعبة، وعززت علاقة الناس ببلدهم وقيادتهم، وظهر الملك كما هو دائما قويا حازما في موقفه السياسي، وكانت المذلة لتلك الجهات في داخلنا والخارج التي ليست معنية بادانة سياسات الاحتلال بل معنية بالافتراء وتقديم الاردن خائنا لقضايا امته.
المشهد اليوم يقول ان الملك نجح في واشنطن في تقديم وجهة النظر العربية الرافضة للتهجير،وظهر قويا في إعلان موقفه وهو موقف الدولة، والاردن جزء من سياق عربي يعمل لمواجهة التهجير، وداخليا هنالك حالة ايجابية اردنية داخلية قوية، فالدولة قوية وتدير الملف بحكمة وقوة، ومؤسسة الحكم متماسكة داخليا وخارجيا.
هدية كبرى قدمها اعداء الاردن وخصومه له في اعتمادهم على الكذب والتضليل فخابت المؤامرة. أما اتباع الخارج داخلنا فهم بلا مصداقية وفي اضعف حالاتهم، ولو ذهبت الدولة الى تطبيق القانون فانها ستجد تأييدا بل تشجيعا ومطالبات من الاردنيين، فالأمر ليس معارضة سياسية لكنه كذب وافتراء على البلد ومحاولة صناعة صورة للاردن وكأنه خائن لأمته..
رب ضارة نافعة، وما كان سيتكرر في حملات افتراء جديدة لكن المهم ان هذه المرحلة كشفت كذب مدعي حب فلسطين وانهم يعملون بعقلية التابع لاسيادهم في الخارج، فلا هم معنيون بفلسطين بل غايتهم الافتراء على الاردن.