عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2020

فايز دعيبس: أجتهد لتقديم مشهدية ملائمة مع النص تحديدا بالأفلام الوثائقية

 الغد-أحمد الشوابكة

 يسعى المخرج الأردني فايز دعيبس، في محاولاته الإخراجية، إلى تعميق مفهوم ثقافة الصورة، وفق رؤى فكرية تؤثر بالمتلقي وبتفاعله مع الأحداث المتسلسلة للعمل الدرامي والفني.
ويشير إلى أنه وفي أعماله الإخراجية، وبخاصة الدرامية، يركز على أهمية الثقافة المرئية التي تستقطب للمشاهد، بحيث تكون متناسقة مع مضمون الأحداث المتسلسلة للسيناريو، ونقلها إلى المشاهد الذي يتفاعل مع الحدث الدرامي.
ويؤكد أن الهوية الفنية الأردنية وضعت بصمتها على الساحة الفنية طيلة العقود الستة الماضية، فكانت الدراما الأردنية تتسيد المشهد الدرامي في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي المحطات العربية، لافتا إلى أن ثمة انحسارا للأعمال الدرامية التاريخية والبيئة المحلية الأردنية التي تلامس الواقع والحياة. وبحسب اعتقاده، فذلك يعود لعدم تحمس شركات الإنتاج الفني الخاص لمثل هذه الأعمال وتحمل كلفة إنتاجها، خصوصا الأعمال التاريخية، لذلك “علينا النهوض بقطاع الإنتاج ودعمه من الجهات المعنية كافة”.
وغياب الأعمال التاريخية والاجتماعية التي تحمل رسالة مجتمعية، وفق دعيبس، سيؤثر سلبا على المجتمع وقيمه وفكره وثقافته، فالأعمال الدرامية المهمة تعد منبرا قيما للناس وتؤثر على القيم الاجتماعية والثقافية والفكرية لديهم.
ويضيف دعيبس، في تصريح خاص لـ”الغد”: “نحتاج إلى إنتاج مسلسلات تحاكي قصة وطن وإنسان، من وقت لآخر، لأنها تقدم رسالة سامية وتكرس الثقة في الذات والوطن”، وهنا يجب على شركات الإنتاج الفني أن تركز على هذا النوع من الدراما، خصوصا أن البيئة الأردنية وتاريخ الأردن مليئان بالأحداث والقصص الملهمة، وهناك تجارب كمسلسل “أبناء القلعة” وغيره من المسلسلات التي تحاكي تاريخ الوطن، والكثير من الكتاب لهم مؤلفات عن تاريخ الأردني الاجتماعي والسياسي، ويجب أن يكرس ذلك من خلال مادة درامية، تقدم وجبة متكاملة للمشاهد.
ويؤكد دعيبس أن الفنان الحقيقي هو الذي يقدم فنا يليق بالرسالة التي يجسدها، لافتا إلى أن الجمهور مثقف وواع ومتابع جيد وناقد لأي عمل، وبالتالي يجب انتقاء الأعمال التي توصل رسائل مجتمعية، وترتقي بتفكيره.
ولا يتوقف دعيبس عند الصعوبات التي تعترضه، بل يزيح جانبا كل ما من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة العمل وتوصيل رسالته واستمرارها، كما يدفعه إصراره على إنجاز العمل أحيانا إلى التخلي عما يعتبره آخرون من الضروريات، مؤكدا أنه يعتبر نفسه كمن يمسك بجذع الشجرة بكل ما تحتويه من ثقافة وأصول، لذلك لا يأبه للفروع الصغيرة.
ويضيف: “اخترت الإخراج عن قناعة في محاولة لإيصال أفكار عن طريق الفن الراقي”، مشيرا إلى أنه يسعى جاهدا لتقديم الصورة الواضحة التي تتناغم مع النص.
ويقول إن العالم أصبح قرية صغيرة، وفي هذه القرية هناك إشكالية كبيرة عند المبدع، لأنه إذا لم يكن لديه ما يضيف إلى هذه القرية كقيمة، فهو بذلك سيكون خارج الإبداع، ولزاما تحديد المسار بأدق تفاصيله في المشهد العام، فهذا هو مكنون توصيل الرسالة وتحقيق الانتشار خارجا.
وعلى امتداد أعوام طويلة بالمجال الفني، يقول “أجتهد كثيرا في مجمل أعمالي لتقديم مشهدية ملائمة مع النص، وخصوصا في الأفلام الوثائقية التي تحاكي قصة وطن وإنسان”.
ويضيف “يلفتني المخفي والمسكوت عنه، وأحب أن أحكي قصصا تلهم وتثبت أن في العالم ما يستحق أن نعيش من أجله وهو يتمثل بالقوة والحلم والمثابرة والحب”.
وينوه دعيبس، للأفلام الأردنية التي أخرجت بمجهودات فردية، والتجارب اللافتة لشباب من الجبل الجديد، فرضت وجودها من خلال المشاركة في المهرجانات العالمية.
ودعيبس الحاصل على شهادة الدبلوم والإخراج التلفزيوني العام 1990، بدأ مشواره فعليا العام 1992، في مسلسلات الدراما كمساعد مخرج ثم مخرج منفذ ثم مخرج، عمل مشرفا عاما على أكاديمية كوارتز الدولية، وعمل مديرا عاما لأكاديمية يبوس الدولية، وعضوا عاملا في نقابة الفنانين الأردنيين.
وأخرج العديد من المسلسلات وهي: “أبناء العطش، وعذاب، وقبائل الشرق، وصناع الحضارة، وقلوب مظلمة، وجمر السنيين وهو تاريخي يحكي عن فترة عمر المختار، وأجزاء من مسلسل زعل وخضرا، ودي مفراطة، وعذاب الدموع، وعادي شو، وبقايا الزمن”.
كما أخرج عددا من الكليبات الدينية والإرشادية لإحدى المحطات، إضافة إلى مجموعة من الكليبات لقصائد نبطية، وعددا من الأفلام القصيرة منها أصالة الماضي، وفيلم درامي يتناول قضايا مجتمعية من واقع المجتمع العربي، وفيلم “مطر نيسان”، وقد حاز على جوائز عدة، وفيلم وثائقي عن مدينة مادبا، وفيلم وثائقي “مواطن برسم البيع” إنتاج الجزيرة الوثائقية، وفيلم “طرزان”.
وشارك في العديد من المسلسلات كمخرج منفذ وهي: “عيال الذيب، وعائلة معجب، وعنود الصيد، وتل الشومر، وجهة الزمان، وآخر أيام اليمامة، وزمن ماجد، والمنسية، وأخو شاما، وصهيل الأصيل، وكولاج، وشهاب”.