عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Sep-2019

الطیبون یحتاجون للیمین العنصري لیعارضوه باشمئزاز - اسحق لیئور
ھآرتس
بعد قتل اسحاق رابین سارع الاجماع الى اعتبار یغئال عمیر وحاخامات غیر معروفین ”اعشاب غریبة“. ومع ذلك، یجدر مرة اخرى التذكیر بأقوال عمیر للمراسلین في بث مباشر عند تمدید اعتقالھ الأول: ”لماذا لا تخبرون الناس بأن نصف من كانوا في المیدان كانوا من العرب“. لیس حكم المطاردة وھمس الحاخامات المتدینین القومیین، احاطت بالقتل، بل تحدي شرعیة الأغلبیة البرلمانیة لرابین. منذ ذلك الحین صمت الجمیع على ذلك. لھذا التمییز لا یوجد لسان عبري.
من ھم الذین یتحدون الآن ”اغلبیة بمساعدة العرب“؟ من الواضح أن بنیامین نتنیاھو یقود اوركسترا إسرائیل الخالدة، ویجدر الانتباه بالتحدید لـ ”رجال نعم“.
زعیمھم الجدید افیغدور لیبرمان، المستوطن الذي أدار حملة انتخابیة بتحریضھ ضد الاقلیة العربیة (لیس ھناك مواطنة بدون ولاء)، استیقظ ذات یوم ووجد نفسھ لیبرالیا (الذي یعین مرشحیھ للكنیست في كل انتخابات) ویھدد بني غانتس من الاستعانة بالقائمة المشتركة. وغانتس؟ وقف أمامھ بعد الانتخابات زعیم ”الناس الطیبین“ وعدد لھ من اتصل معھم ھاتفیا، وفقط اسم ایمن عودة لم ینجح في لفظھ. رئیس اركان لكنھ جبان.
”الناس الطیبون“ لن یتحدثوا علنا ضد ”أغلبیة بمساعدة العرب“ لأنھم غیر ”كھانیین“، لكن ھذا ھو واقعھم. ھم صوتوا لازرق ابیض، ولا تنتظروا منھم مد الید فجأة للاقلیة العربیة الكبیرة.
ھم لم یعینوا عرب في القوائم التي أعدوھا بصورة لیبرالیة في الطریق إلى الكنیست. ولأن ”الناس الطیبین“ یشغلون ایضا الوظائف العلیا في التلفاز فلن تجدوا ھناك مقدمة عربیة للاخبار، ولا نرید الحدیث عن محرر. الفجوة الكبیرة بین نسبة الطلاب العرب في الجامعات، حیث یسیطر ھناك ”الناس الطیبون“ ونسبة العرب في وسط الطاقم الاكادیمي الأعلى، یستحق مقال منفصل. ولكن حتى نسبة العرب العاملین في الطاقم الاداري (موظفات، مدراء حسابات) ضئیلة. واللافتات؟ في جامعة حیفا التي فیھا التمییز ضد العرب في حدودھا یقتضي احضار ”بي.دي.اس“ الیھا، سنت في السنوات الاخیرة قانون القومیة ومسحت اللغة العربیة من لافتاتھا. ھل سمعتم ”الناس الطیبون“ یحتجون؟ نعم، قلیلا، بسریة عطاء مفصل مسبقا لجھة ما.
”الناس الطیبون“ ھم الدفیئة التي نمت فیھا وكبر اقصاء العرب: في البنوك والوزارات الحكومیة والسلك الأكادیمي والشركات العامة. في كل ھذه الأماكن التمییز لیس شعارا عنصریا، بل دفاعا واضحا عن امتیازات، وعن ھذه الامتیازات لا یتنازل ”الناس الطیبون“، حتى لو لم یتحدثوا عنھا.
من أجل ذلك ھم بحاجة الى الیمین العنصري من اجل أن یعارضوا باشمئزاز تصریحاتھ. ایضا من اجل ذلك توجد انتخابات، حمام للتطھر، فیھ یتطھر ”الناس الطیبون“ من عنصریة نتنیاھو ویأملون أن یصوت العرب بجموعھم. وبعد ذلك الانتخابات تنتھي.
انظروا الى میرتس، من اجل شرعنة اھود باراك فعل میلودراما. في ”ھآرتس“ وفي الاذاعة، للحظة تحول عیساوي فریج الى ممثل الأمة العربیة التي غفرت للجنرال. وبعد ذلك في الحملة خبأوه. لم یدخل الى الكنیست. من سیستقیل من اجلھ؟ تمار زیندبرغ؟ أضحكتمونا. ھي من ”الناس الطیبین“.
المواطنون العرب، 20 % من السكان، یعیشون على 2 % من الاراضي السكنیة و1 % من الاراضي الزراعیة. الامتیاز الیھودي یحیطھم بالمستوطنات، حصص میاه ومیزانیات. لا یوجد لھم سوى النضال كمعارضة بقیادة القائمة المشتركة مع كل عیوبھا، سویة مع بقایا الیسار الاسرائیلي. العنصریة لیست للیمین، بل ھي للدولة.