عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Sep-2023

هل تلجأ أفريقيا لبدائل لسد الفراغ الفرنسي في القارة؟

 عواصم - بينما يستمر تراجع النفوذ الفرنسي في أفريقيا، قالت أكاديمية تركية، إن القوى الأجنبية البديلة عن فرنسا في نظر الأفارقة لن تكون الدول الغربية، بل دول؛ مثل: روسيا أو الصين أو الهند أو تركيا، وبهذا فإن المستعمرات الفرنسية السابقة ليست الخيار الوحيد.

 
 
 
وتقول الأستاذة في قسم الدراسات الأفريقية بجامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية، ألم أيريجه أوغلو، أن خطاب العداء لفرنسا تصاعد داخل القارة الأفريقية بعد سلسلة الانقلابات العسكرية التي حدثت في بعض دول القارة.
 
في 30 آب (أغسطس) الماضي، أعلن عسكريون عبر التلفزيون الرسمي في الغابون السيطرة على السلطة، لتكون أحدث دولة تشهد انقلابا عسكريا، هو الثالث خلال 3 سنوات في أفريقيا، بعد النيجر في 26 تموز (يوليو) 2023، ومالي في أيار (مايو) 2021.
وترى الأكاديمية التركية أن هناك تحركا مناهضا لفرنسا في المنطقة، ينتقد النظرة الاستعلائية للزعماء الفرنسيين.
في المقابل، ترى أوغلو أن روسيا عبر إمكاناتها المتمثلة في الموارد الطبيعية ومبيعات الأسلحة، تريد تعزيز نفوذها في أفريقيا، لكن المنطقة تبقى حاليا خارج قائمة أولوياتها في الوقت الراهن بسبب الحرب الأوكرانية.
وأضافت أن هناك فراغا في السلطة في أفريقيا بسبب تزايد المشاعر المعادية لفرنسا، وروسيا ترغب في ملء هذه الفجوة، لكنها ليست لاعبا نشطا للغاية في المنطقة، ورغم أنها تنشط في المنطقة عبر شركاتها الأمنية الخاصة، فإن لديها أولويات أخرى حاليا؛ مثل: الأزمة الأوكرانية، لذلك فهي مضطرة لنقل جزء كبير من مواردها إلى هناك.
وتشير الأكاديمية التركية إلى أهمية وجود جهات فاعلة في أفريقيا حول ما يتعلق بالسياسة الخارجية، لكنها ترى أن البقاء عليها ليس بالأمر الجيد بالنسبة لدول المنطقة.
وأوضحت أن روسيا تمتلك أسلحة من مخلفات الاتحاد السوفياتي في العديد من الدول الأفريقية، ما يخلق علاقة تبعية بين روسيا ودول المنطقة، حيث تعتمد هذه الدول على روسيا في أمور؛ مثل: تحديث هذه الأسلحة وتوريد قطع الغيار، وتدريب الجيش على استخدام الأسلحة.
وشددت أوغلو على أن الدول الغربية لن ينظر إليها على أنها قوى أجنبية بديلة في دول مثل الغابون، حيث تتزايد المشاعر المعادية لفرنسا.
ولهذا فإن القوى الأجنبية البديلة في نظر الأفارقة لن تكون الدول الغربية، بل دول مثل: روسيا أو الصين أو الهند أو تركيا، وفق الأكاديمية التركية التي تؤكد أن المستعمرين السابقين لن يكونوا الخيار الوحيد بالنسبة للأفارقة.
أما ما يخص فرنسا، فهي تحتاج الموارد الطبيعية التي تتمتع بها أفريقيا، ولكن إذا لم تبع هذه البلدان مواردها لرغبتهم في تنويع شركاء تجارتهم الخارجية، فسوف يكون لزاما على باريس أن تبحث عن بدائل جديدة، وفقا للأكاديمية التركية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعتي زايد والقاهرة حمدي عبد الرحمن كان قال أن التأثير التاريخي والثقافي لفرنسا في أفريقيا يمر بمرحلة تحول، فعلى الرغم من كونها قوة استعمارية مهيمنة في القارة لأكثر من قرن، فإن الأحداث الأخيرة في النيجر منذ الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في 26 تموز (يوليو) الماضي وتهديدات القوى الدولية والإقليمية بالتدخل العسكري تشير إلى أن قبضة فرنسا على مستعمراتها السابقة آخذة في التراجع.
وبين فرنسا التي تحاول مؤخرا الحفاظ على نفوذها في غرب أفريقيا والذي استمر على مدى الـ 150 عاما الماضية، بدأت قبضتها تتراخى في المنطقة، مع اكتساب الجماعات الإرهابية الجهادية المزيد من السيطرة والنفوذ، بالإضافة إلى اتساع رقعة حزام الانقلابات العسكرية ذات الميول المعادية لفرنسا.
ويقول علاوة على ذلك، فإن الوضع معقد بسبب المشاركة المتزايدة للقوى العالمية الأخرى، فروسيا تنهض بالقارة بشكل أكثر بروزا، والصين تقوم بخطوات إستراتيجية في المنطقة، وهدفهما هو تأسيس موطئ قدم، وتوسيع نفوذهما الجيوسياسي، والوصول إلى الموارد الطبيعية الهائلة والأسواق التي يوفرها التغلغل في غرب أفريقيا. 
وأعرب عن اعتقاده بأن يؤدي دخول هؤلاء اللاعبين الرئيسيين إلى تغيير ميزان القوى وزيادة تحدي الهيمنة التاريخية لفرنسا في المنطقة.
وبين عبد الرحمن أن المثير في هذه التحولات في فضاء الفرنكوفونية في غرب أفريقيا هو الصحوات الشعبية المعادية لفرنسا والغرب والتي أعطت شرعية للنخب العسكرية التي أطاحت في الغالب برؤساء موالين لفرنسا. - (وكالات)