عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2020

“ميدل إيست آي”: هل تفقد “إيباك” الدعم المقدّم من واشنطن؟

 

“القدس العربي”: قال موقع “ميدل إيست آي” إن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “إيباك” بدأت تفقد الدعم الذي كانت تحظى به سابقا حيث كانت تعد جماعة الضغط الأكثر تأثيرا، وذلك بسبب مهاجمتها المنتقدين، ومعظمهم من الديمقراطيين.
 
وأشار الصحافي علي حرب، في تقريره، إلى خطاب الرئيس السابق باراك أوباما لـ”إيباك” في اليوم التالي لاختياره مرشحا رئاسيا للحزب الديمقراطي عام 2008، حين قال إنه “صديق حقيقي لإسرائيل”،  كما شكر اللوبي المؤيد لإسرائيل لمساعدتهم في دفع “التوافق بين الحزبين على دعم حليفتنا (إسرائيل) والدفاع عنها”. ونوه حرب إلى قيام “إيباك” بقيادة جهود لتعطيل إنجازه في السياسة الخارجية الخاص بالاتفاقية النووية مع إيران.
 
ويلفت الموقع إلى أن “إيباك” كانت تقدم نفسها دائما على أنها منظمة تدعم الحزبين، هدفها الحفاظ على الدعم لإسرائيل على مدى الطيف السياسي، وقد أشاد الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون بالمنظمة، وحظي الكثير من الإجراءات التي دفعت نحوها بتأييد الحزبين في الكونغرس.
 
وفي إشارة الى إطلاق عضوة الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، بيتي ماكولام، على “إيباك” الأربعاء أنها “مجموعة كراهية”، قال حرب إن “الأوقات تتغير” بالنسبة لإيباك بعد أن كانت تحظى بإشادة ودعم الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين والحزبين في الكونغرس على حد سواء.
 
“الأوقات تتغير بالنسبة لـ(إيباك) بعد أن كانت تحظى بإشادة ودعم الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين والحزبين في الكونغرس على حد سواء”
 
وكانت “إيباك” قد أبرزت صورة ماكولام، التي طرحت مشروع قانون يهدف إلى منع استخدام المساعدات الأمريكية لإسرائيل في سجن الأطفال الفلسطينيين والاعتداء عليهم، مع صورة زميلتيها في مجلس النواب رشيدة طليب وإلهان عمر، متهمة “متطرفين في الحزب الديمقراطي” بالدفع نحو سياسات معادية للسامية ومعادية لإسرائيل، كما شبهت المنشورات التي حذفت لاحقا أعضاء الكونغرس الذين ينتقدون إسرائيل بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الأمر الذي رفضته ماكولام قائلة: “(إيباك) تريد من أتباعها أن يعتقدوا بأن مشروع القانون H.R. 2407 لحماية الأطفال الفلسطينيين من التحقيق والاعتداء، وحتى التعذيب في السجون العسكرية الإسرائيلية، أسوأ حتى من تنظيم الدولة.. إن هذا ليس خطابا سياسيا فارغا، إنه خطاب كراهية”.
 
وأشار حرب إلى زيارة قادة كبار في الحزب الديمقراطي، بعد ثلاثة أشهر من حصولهم على أغلبية مقاعد مجلس النواب العام الماضي، للمؤتمر السنوي لـ”إيباك”، حيث أكدوا على استمرار الكونغرس بدعم إسرائيل، وذلك بعد ظهور إشارات تحذيرية ببداية تآكل توافق الحزبين لصالح إسرائيل بسبب ازدياد نفوذ التقدميين اليساريين داخل الحزب، الأمر الذي نقل الحوار حول فلسطين وإسرائيل داخل الحزب.
 
وأضاف التقرير أن كلا من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية ستيني هوير، حافظا على دعم إسرائيل في النطاق الذي يسيطران عليه في الكونغرس، بما في ذلك قرار بشجب حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS). ولكن مع قيام ترامب بمنح الحكومة الإسرائيلية اليمينية كل ما تريد، وجد كبار الديمقراطيين أنفسهم غير قادرين على دعم سياسات البيت الأبيض بشكل كامل، بسبب رفض الكثير منهم خطة الرئيس لإنهاء الصراع، التي تسمح لإسرائيل بضم المستوطنات في الضفة الغربية، الأمر الذي زاد من انتقاد التقدميين لإسرائيل، و”خلق معضلة بالنسبة لـ(أيباك) فكيف تفضل سياسات حزب دون تنفير الآخر؟”.
 
“رغم الحفاظ على دعمهم لإسرائيل، وجد كبار الديمقراطيين أنفسهم غير قادرين على دعم سياسات البيت الأبيض بشكل كامل، بسبب رفض الكثير منهم خطة ترامب لإنهاء الصراع”
 
ومن جهته قال نائب مدير المعهد العربي الأمريكي في واشنطن، عمر بدار: “(إيباك) تروج لسياسة عدم مساءلة لإسرائيل، صك مفتوح لتفعل إسرائيل ما تشاء، وتريد في الوقت ذاته أن تحظى بدعم الحزبين”، وأضاف: “هناك مشكلة في هذا الأمر، فواقع خطابنا السياسي هو أن عدم مساءلة إسرائيل ليس قضية الحزبين”. وأضاف: “أظن أن المسألة مسألة وقت قبل أن نرى الانفجار التالي”.
 
ولفت التقرير إلى أن مديرة شؤون الحكومة في مجموعة “الصوت اليهودي للسلام”، بيث ميلر، أكدت أن التقدميين الأمريكيين يتبنون القضية الفلسطينية بصفتها قضية رئيسية على أجندتهم، “ومع تنامي الجناح اليساري التقدمي في الحزب الديمقراطي.. فإن ذلك يعني بأنه سيكون هناك دعم أقل لمجموعات مثل (إيباك)”. كما أن دعم حقوق الفلسطينيين أصبح “جزءا طبيعيا” من الوقوف ضد أجندة ترامب.
 
وينوه حرب إلى دعوة بيرني ساندرز، المتقدم بين المرشحين الديمقراطيين، إلى مقاربة منصفة للصراع في الشرق الأوسط لا تكون فيها السياسة الأمريكية داعمة لإسرائيل فقط، لكن أيضا “للفلسطينيين”، وتصبح فيها المعونات الأمريكية لإسرائيل مشروطة إن لم تعمل إسرائيل على إنهاء الاحتلال والأزمة الإنسانية في غزة. الأمر الذي ردت عليه مجموعة على علاقة بـ”إيباك” بنشر إعلانات سلبية ضد ساندرز، ركزت فيها على صحته وقابليته للانتخاب، وليس على سياسته الخارجية.
 
وفي سياق متصل نقل الموقع عن مقال سابق للصحافي جوناثون توبين في صحيفة “هآرتس”، قال فيه إنه لم يعد من الممكن لـ”إيباك” في العام 2020 تحقيق رسالتها في الدفاع عن إسرائيل عن طريق الحزبين “خاصة إن قام الحزب الديمقراطي بترشيح ساندرز”.
 
واعتبر التقرير أن تقدم ساندرز في الانتخابات التمهيدية ومهاجمة أعضاء كونغرس عن الحزب الديمقراطي، يشيران إلى تحول لصالح دعم الفلسطينيين في الحزب، رغم حفاظ الكثير من الديمقراطيين في الكونغرس على التزام قوي بالعلاقة مع إسرائيل و”إيباك” الذي قام الخميس بنشر تغريدات، شكر فيها كبار المشرعين الديمقراطيين لشجبهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب نشره قائمة للشركات التي لها علاقات مع المستوطنات في الضفة الغربية، التي يعدها معظم المجتمع الدولي غير شرعية. لافتا في الوقت ذاته الى دعوة ماكولام الحزب الديمقراطي “ليتخذ موقفا” في دعم حقوق الإنسان، قائلة: “لغة (إيباك) يهدف منها الشيطنة وليس تشجيع الحوار السياسي، إن الهجمات الكريهة مثل هذه قد تكون مألوفة في زمن ترامب، لكن يجب ألا تصبح عادية”.
 
كما تحدت ماكولام في بيانها ادعاء “إيباك” بكونها مجموعة تعمل مع الحزبين، فقالت: “تدعي (إيباك) أنها منظمة تعمل مع الحزبين، لكن استخدامها لخطاب الكراهية يجعلها في الواقع مجموعة كراهية”، وأضافت: “باستخدامها معاداة السامية والكراهية سلاحا لإسكات الحوار، تقوم (إيباك) بالسخرية من الديمقراطيين وقيمنا الأساسية.. آمل أن يفهم الديمقراطيون مكامن الخطر واتخاذ موقف لأن العمل لتشجيع السلام وحقوق الإنسان والعدالة ليس عملا شريرا، لكنه عمل صالح”.
 
وأشادت عضوة الكونغرس رشيدة طليب، وهي فلسطينية أمريكية، بماكولام وقالت في رسالة لـ”ميدل إيست آي”: “أشيد بشجاعة وقيادة زميلتي، عضوة الكونغرس بيتي ماكولام. إنها محقة، فخطاب الكراهية يحرض على العنف ويسعى لإسكات المعارضة”.
 
وأضافت: “في الحرب لأجل السلام، والمساواة، والكرامة وحقوق الإنسان، يجب علينا أن نقاوم ونفضح أي محاولة لمنعنا من سلوك الطريق نحو العدالة للفلسطينيين والإسرائيليين والناس حول العالم”.