عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2020

نعم ..شكرا للكورونا اللعينة - امان السائح

 

الدستور- نعم سأقولها ..شكرا» للكورونا البائدة» التي اعادتنا لكل شيئ جميل في حياتنا ، واخرجت من نفوسنا وقلوبنا عبارات ، ومشاعر لم تكن لتظهر على وجه عقولنا وأفكارنا ، لولا ان داهمتنا هذه اللعينة ، وفرضت نفسها على نمط الحياة اليومية ، بتفوق .
 
نعم اسمحوا لي ان اقول .. شكرا للكورونا التي اعادت الثقة بامتياز لكل الشعب الاردني بحكومته ومسؤوليه ، واظفت على عقولنا جميعا حالة من الانتماء غير العادي للأردن القائد الاردن الوطن ، والاردن الجيش وقوات الامن العام ..
 
نعم شكرا للكورونا التي منحتنا حالة من اللحمة غير العادية ، فباب بيتك يطرق من احد المحيطين لأنه يعلم ان عندك كبير سن ، بأنه هل ممكن ان اخدمك واحضر لكم شيئا عند خروجي وعودتي .. جعلت ابناء الاردن في حالة من التعاضد بالسؤوال عن بعضهم قريبا كان ام صديقا ، ام حتى معرفة عمل وزمالة ، اعدنا حالة الحب المكبوته في دواخلنا ، بسبب حالة الانشغال بطقوس العمل والحياة بروتينها الجميل ..
 
شكرا لك ايها الفيروس اللعين ، الذي منحتنا حالة ابتكارية من العمل ، فأصبح الجميع يعمل في بيته يتواصل مع مؤسسته ، ويقدم ما يتمكن ، بوعي وضمير ، وبحث عن خدمة الوطن ، والتعامل بأيجابية ، ايمانا من الجميع بأن محنة الوطن لن تتأخر ..
 
شكرا لكوفيد 19 الذي جعل ابناءنا الصغار يتواصلون بحرفية مع قضايا التعلم عن بعد ، فيستيقظ الطفل منذ ساعات الصباح ويحضر اوراقه ، ويغير ثيابه ، ويتعامل مع الاجهزة بمهارة غير عادية ويتواصل مع معلمته او استاذه بحالة من الامل والحب ، وان المدرسة قادمة قريبا ، بإذن الله..
 
شكرا لهذا اللعين الذي اظهر في العديد من مدارسنا ضميرا حيا لمعلماتنا واساتذتنا الكرام الذين يحرصون على منح الطلبة مادتهم اليومية ، وواجباتهم ، عبر التواصل عن بعد ، وتلك التجربة التي تفرض على معلماتنا تواصلا عنوانه الحب والعلاقة الطيبة بين الطلبة وبينهم ..
 
شكرا لك ايها اللعين ، على ارادة خلقتها في نفوس وقلوب هؤلاء العائدين من كل مكان بالعالم ليكونوا في الحجر الصحي بطواعية و ، ليظهروا كم هم ابناء اوفياء ومقدرون لجهود بلدهم بالتعاطي مع هذا الحدث القاهر ..
 
وشكرا له ايضا لأنه خلق جيلا بأكمله من ابنائنا الطلبة العائدين من هنا وهنال لقولوا نعم لأردن يحترم ويحب ابناءه ، فبعد ان كان بعضهم يتوق للعودة الى مكان دراسته ، اصبح الان يتوق الى حضن وطنه الذي قدم له كل تفاصيل الكرامة ليحيا بصحة ودفئ بعيدا عن ذويه ..
 
فهذا هو الجيل الذي سيحمل لواء الدفاع عن امته ووطنه ، وسيكون دوما فخورا بأردنيته واردنه عبر الازمان ..
 
شكرا لك ايها الفيروس قاهر الحياة .. انك اشعرتنا ، بأن لكل شيئ معنى وحقيقة ، وبأن للصباح نكهة وان كان مبكرا ، ولمقارعة الاطفال للذهاب للمدرسة طعم اخر ، وبأن ازمات الشوارع حكر علينا اشتقنا لها ، وبأن التنقل لزيارة الاهل والاخوة حق علينا ان لا نشكو منه ، وبأن مؤسساتنا واماكن عملنا مقدسة لا يمكننا نسيانها ، وبأن زملاء العمل اصبحوا الان اصدقاء واخوة علينا عدم نكرانهم ..
 
والاهم ان صلاة المسجد هي ترياق الحياة للكثيرين فلا حياة دون ان تصدح الجوامع والكنائس بعباداتها واشخاصها ..
 
شكرا لك ايتها الكورونا التي علمتيني معنى الحياة الحقيقية ، معنى الاسرة ، معنى البيت ، ومعنى الروتين الفعلي لايامنا .. ومعنى للصلاة والدعاء ، والحب الفعلي ..
 
اصل حكايتنا وطن يحيا بشهامة قائد وجيش وأمن ومسؤولين ولحكاية الاردن اصل لا ينتهي..