عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jan-2020

أميركا تستخدم شكرها للعرب طعمًا خبيثًا لانتقام إيران - الدكتور علي عبد السلام المحارمة

 

الدستور- قدم بومبينو وزير الخارجية الأميركي الشكر للسعودية والبحرين والامارات ومعهم إسرائيل؛ وذلك نظير تعاونهم مع اميركا في تسهيل مهمة الجيش الأميركي، وأكد على قوة الروابط بين هذه الدول وبلاده في محاربة التمرد الإيراني ومكافحة الإرهاب.
جاء ذلك بعيد الضربة التي أفضت لمقتل سليماني ورفاقه بقليل، وفي أوج الغضب الإيراني من أميركا وصخب دعوات الثأر والانتقام.
لا شك أن هذا الشكر ليس من بواعث الامتنان والخير والشعور بفضل تلك البلدان على أميركا وقواتها العسكرية في المنطقة، بل يأتي في سياق فتح عيون إيران على أهداف بديلة يمكن أن يقوم الإيراني بإفراغ غضبه وثأره بتلك الأهداف، هي بديلة عن الأهداف الأميركية المباشرة، ولو كانت هذه الدول قد ساندت أميركا حقاً في صنيعها؛ لقامت أميركا بالحفاظ على سرية تلك المساعدة لها، حفاظاً على مصالح هؤلاء الأصدقاء المزعومين!
وكأن لسان حال بومبينو يقول لإيران: «انتقموا من أصدقائنا وأعواننا الذين ساعدونا بقتل سليماني، سيكون ذلك مقبولاً لدينا كنوع من الرد على قتل سليماني».
ما يؤكد نظرتي هذه هو بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سارع فيه وأكد أن عملية قتل سليماني كانت عملية أميركية خالصة، ولم تساهم بها إسرائيل بأي شكل، ولم يتم مشاورتها في هذه العملية، وهذا يجسّد تنبه إسرائيل لمرمى شكر بومبينو الزائف.
وللأسف فإن الردود العربية على هذا الشكر الخبيث كانت تقتصر على توزيع الابتسامات والامتنان للشكر بمثله، وكأنها حفلة عشاق مراهقين يسبلون أعينهم بوجه الحبيب..
السّياسة الخارجية العربية متخبطة، ولا تدرك أبعاد خطواتها، الصراع الإيراني الأميركي ليس صراعاً عقائديا كما يدّعي بعض السّذج من العرب، ولا مؤامرة كما يزعم أصحاب التفاسير التآمرية للتاريخ؛ إنه صراع يشبه حقبة صراع أوروبا على تركة الرجل المريض: الدولة العثمانية، وهم في هذه الحالة يجسدون دور الرجل المريض الذي تتناهشه الأوجاع والأطماع...