عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Oct-2019

سیاسة نتنیاهو انهارت
ھآرتس
لتحریر أسرة
مفاجأتان استراتیجیتان دفعتا إلى الانھیار سیاسة الخارجیة والامن لرئیس الوزراء بنیامین نتنیاھو وعرضتاھا كأداة فارغة ومحملة بالمصیبة. المفاجأة الأولى كانت الھجوم الناجح على منشآت النفط في السعودیة، المنسوب لإیران. وقد رد علیھ بعدم اكتراث أمیركي. اما المفاجأة الثانیة فكانت ھجر الرئیس الأمیركي دونالد ترامب للاكراد إذ أتاح لتركیا الخروج لاحتلال ”منطقة آمنة“ في الاقلیم الكردي في شمالي سوریة.
لقد فوجئت إسرائیل من القدرة العملیاتیة التي أظھرھا الإیرانیون ضد السعودیة. وسارع نتنیاھو لطلب علاوة میزانیة لتعزیز الدفاع الجوي. وفوجئت بقدر لا یقل من الانسحاب الأمیركي من شمال سوریة. وحسب تقریر عاموس ھرئیل وامیر تیفون فانھ في المرة السابقة التي قرر فیھا ترامب اخراج قواتھ من سوریة، نقل اخطار لاسرائیل قبل یوم من ذلك؛ اما ھذه المرة فتخلى البیت الابیض حتى عن مثل ھذا البلاغ القصیر.
لقد أقام نتنیاھو سیاستھ للخارجیة والأمن على وتدین: التماثل المطلق مع ترامب، وتصعید المواجھة مع إیران وحلفائھا، في اطار ھجمات أخذت في التعاظم في الأشھر الاخیرة بل وسارت بعیدا حتى العراق. فقد آمن، وھكذا سوق ذلك للجمھور، بان ترامب منصت لنصائحھ وسیعمل على انھیار النظام في ایران. ولكن لخیبة املھ الشدیدة، قطع ترامب الاتصال معھ منذ الانتخابات، وھو یعمل على نحو استعراضي لتحسین العلاقات مع إیران. لیس لنتنیاھو حلفاء آخرون في أمیركا، بعد ان قطع علاقاتھ مع الحزب الدیمقراطي.
ان تسلیم ترامب للضربة في السعودیة وترك الاكراد لمصیرھم ھما اشارتا تحذیر لاسرائیل لانھا لا یمكنھا أن تعتمد على رفیق نتنیاھو في البیت الابیض. یسعى ترامب لانھاء التدخل العسكري الأمیركي في الشرق الاوسط، وسیاستھ تتمتع بتأیید جماھیري وفي الساحة السیاسیة في الولایات المتحدة. اما جھود نتنیاھو لعرقلة تغییر النھج الأمیركي، واحباط تحسین العلاقات مع ایران، فلا تستدعي الا المشاكل.
یتولى نتنیاھو ایضا منصب وزیر الدفاع. وعلیھ ملقاة المسؤولیة عن المفاجآت الاستراتیجیة، وعن اعداد اسرائیل العلیل للانعطافة في السیاسة الامریكیة وللتصدي للقدرة العسكریة الإیرانیة. ھذا سبب حیوي آخر لانھاء ولایتھ.